فبراير لأمل والطموح، لإنعاش وطن من غيبوبة الاستبداد، واستعادت الق الحياة لتتفوق إنسانيتنا كبشر عن النزعات السلبية والخصومة الفاجرة.
فبراير لأمل والطموح، لإنعاش وطن من غيبوبة الاستبداد، واستعادت الق الحياة لتتفوق إنسانيتنا كبشر عن النزعات السلبية والخصومة الفاجرة.
فبراير وليد الطموح البشري الكامن في الشعور الحسي بعشق الحرية والحب والتسامح والعدالة، تنفتح على الجميع فكريا وثقافيا، لنتحرر من الإرث الثقيل الرث وثارات الماضي، لنتنفس سيادة وكرامة وعزة، نتفق ونتوافق على وطن يستوعبنا بتعايش وقبول الآخر.
الوعي والوحدة هما القوتان القادرة على تحطيم أغلال الارتهان للشعارات، واستثمار أوجاعنا ومظالمنا لتحبسنا في مربع المعانات والشكاء والبكاء لنقيد من حركة التقدم لتخطي ماسينا وننهض.
خيوط المؤامرة تنسج من التعصب والعصبية، للمنطقة والطائفة، لنفوذ المال والقوى التقليدية الرجعية العفنة.
ثورة فبراير وليدة نضال أحرار الجنوب السلمية 2007م، للتوهج بقوة في الشمال، لرفض الهيمنة والتسيد والاستبداد والإقصاء والتهميش، لانتزاع الحقوق والمواطنة والعدل والديمقراطية الشعبية الحقة، والتوزيع عادل للثروة والسلطة.
ثورة قوتها في سلميتها، ترفض العنف والسلاح كوسيلة للحسم، تدعم العقل والتفكير والمنطق في حوار وطني ومخرجات قدمت حلول لكل قضايانا، ومسودة دستور تلبي حلم وطموح الدولة العادلة والضامنة للمواطنة.
ثورة تحمل مشروع بحجم وطن وأمة، لا تعنيها الحدود الوهمية، بل جوهرها القيم والمبادئ الإنسانية، واجهتها وتواجهها تحديات الوعي، في مجتمع يغلب فيه الجهل والتخلف والعصبية المناطقية والطائفية، مجتمع مشحون بالكراهية والأحقاد والثارات القذرة، مفخخ بالثعابين والعقارب، التي نراها اليوم تعكر صفو الحياة بأفكارها ونوازعها لتبدد حلم وطموح الثورة والثوار.
المخاض في عنفوانه لواد الثورة، وتحالفاته القذرة لإنقاذ الماضي، وضاقت اختيارات البعض، في إطار المصالح الأنانية ومشاريعهم المناطقية والطائفية، ليتحولون لأدوات ارتهان لوغد يختار أدواته بعناية من السوء والنبش في أكوام نفايات الماضي للبحث عن جراح يدميها وأحقاد يغذيها ونفوس مصابة عفنة يحركها، ونثر كم هائل من المغالطات كرتوش على أنفسنا لنبدو أكثر صدقا وبراءة.
تفننوا في ذرائعهم ومبرراتهم، لتتويه الناس عن حقيقة تسلط الإنسان على أخيه الإنسان، وفرض الإرادات بقوة البندقية، والشحن والحشد على مر سنوات لتقويض الثورة وعدالة القضية، تجند فيها إعلام وإعلاميين وصحف ومواقع الكترونية وشراء الذمم، وجيش من المنافقين والتحريض والشيطنة، كنوع من مداهنة الناس لاستثمار غضبهم و مداراة خيبتهم، ونبش جراحهم، وبث الفرقة والعنصرية والمناطقية والطائفية والإشاعة، كخطر يحدق في تغييب الحقيقة، والعبث بأمن المجتمع والسلم الاجتماعي، بل خطر على الإنسانية جمعاء.
حينما يبلغ الغباء السياسي ذروته يقود عسكري قروي أو عقائدي ثورة شعبية لدولة ضامنة للمواطنة، ويجد من يمجده ليصنع منه صنم يعبده، يقدمه أمل ومنقذ، ويختزل الشعب في شخصه، قداسته لا تعطي الحق للآخرين انتقاده، انه المستبد الذي تصنعه الحشود المناطقية أو الطائفية.
أعداء الدولة هم أعدا فبراير الثورة، هم أعداء الحرية والمواطنة والعدالة والمساواة، والتعايش وقبول الآخر، هم ذاتهم تتكشف عوراتهم ويعرف الناس حقيقتهم مع مرور الوقت، وثورة حتى النصر.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.