الجميع يبكون رهام البدر، ولقد كان استشهادها فاجع لكل من عرفها ومن لم يعرفها أيضا.. إنها روح تعز ووجدان فبراير الأصيل.. أنموذج مائز لذلك الجيل الخلاب في كفاحه وانتمائه لأحلامنا الكبرى.
الجميع يبكون رهام البدر، ولقد كان استشهادها فاجع لكل من عرفها ومن لم يعرفها أيضا.. إنها روح تعز ووجدان فبراير الأصيل.. أنموذج مائز لذلك الجيل الخلاب في كفاحه وانتمائه لأحلامنا الكبرى.
رهام التي تسقي العطاشى من النازحين، وتقدم لهم الأدوية كما تلملم أحزان الجياع والذين تشردوا.. تساند الجبهات وتحث شباب المدينة العصية على الصمود.. عضو فريق الرصد باللجنة الوطنية للتحقيق في إنتهاكات حقوق الإنسان.. المحامية التي كان فعلها الحقوقي نابع من الضمير والأخلاق والسمو الفبرايري السوي.
رهام إمرأة تنشد الديمقراطية والتحرر، في مجتمع تقليدي بائس ينظر للمرأة وكفاحاتها باحتقار واستعلاء.. لكنها رهام التي كسرت القيود الإجتماعية وكانت بطلة بشهادة الجميع. .وهكذا بكى الجميع رهام ومن كل الكيانات والأحزاب.
رهام التي كانت قريبة من الجميع في إطار الشراكة والمسؤولية الوطنية، فيما كانت باسهامات خلاقة لا ينكرها أحد. رهام المناهضة للغشم وللاستبداد وللاذلال.. الفتاة الرمز والايقونة، بنت الفلاحين وعاشقة الجمهورية ودولة المواطنة والقانون.. كانت بقدرة فائقة على التغلغل لمناطق صعبة في خضم الحرب، كما كانت بثقافة وحماسة وصرامة وارتباط نوعي نادر بالقضية وبالمقاومة.. وبالمقابل كانت تصغي لاعماقها الداخلية بإيمان لايوصف وتخوض جبهات المدينة المثخنة والمحاصرة مفعمة بالإرادة وبالوعي.
تنقل تركيزها بين الضحايا وتنتمي لهم.. لم تصب مرة بالملل أو باليأس ولم تعرف طعم الخوف أبدا . شجاعة إلى حد الجنون حتى صارت كحالة اسطورية باسلة، بينما لا تمتلك روحها سوى التعاطف مع ضحايا الميليشيات الانقلابية، والانتماء لفقداناتهم ومواجعهم، وهي تلك الروح المضيئة والملهمة، روح رهام البدر كمكافحة لا تتكرر وذات عنفوان إنساني ويمني نادر.
المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.