(إغراء الفوضى).. التمرد في عدن يسرع من تفكك جنوب اليمن- ترجمة
ترجمة عن مجلة الإيكونوميست البريطانية.. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
تعتقد مجلة الإيكونوميست البريطانية أن اليمن انجرفت بشكل حتمي نحو تفكيك البلاد، ولن يستطيع الرئيس اليمني ولا المجلس الانتقالي وقف هذا الانجراف في الجنوب.
وفي تقرير للمجلة نشر اليوم الجمعة، فإن عدن كانت مدينة مثالية. لكنها وفي الليالِ الماضية اختلط أصوات الانفجارات والقذائف والنار بالألعاب النارية في ليلية فوضوية من الصراع والاحتفال. وهي مدينة اليمن الثانية التي تحاول الاستقلال عن المسؤولين الشماليين. واختلطت أصوات الدبابات بهدير القذائف.
وأشارت، حسب ترجمة ل”يمن مونيتور” إلى أن جنود الإمارات انضموا إلى الفوضى وأمروا المدفعية بقصف المواقع الموالية للحكومة بالرغم من كونهم دخلوا اليمن لحمايتها. ما يمثل خطراً كبيراً.
ولفتت المجلة إلى أنَّ القتال الذي بدأ في 28 يناير/كانون الثاني تراجع بعد يومين من الاقتتال الذي أدى إلى مقتل 36 شخصاً على الأقل. وللمرة الثانية خلال ثلاث سنوات، كان المسؤولون التابعون للرئيس عبدربه منصور هادي يستعدون للفرار من مكاتبهم. تشير معلومات الإيكونوميست إلى أن الحماية الرئاسية تسيطر على تلة صغيرة فقط. لكن مقرات الحكومة وميناء الحاويات (المربح) والمصفاة كانت كلها تحت سيطرة الحزام الأمني، وهي ميليشيا مدربة ومسلحة من قِبل دولة الإمارات العربية المتحدة.
ثلاث مراكز للسلطة
ونتيجة لذلك فإن اليمن دخل في ثلاث مراكز للسلطة مع انقسام تحالف هادي إلى اثنتين. الحوثيون وهم جماعة مسلحة سيطرت على صنعاء في 2014. والجنرال المخضرم علي محسن الأحمر وهو نائب الرئيس الذي يشرف على الجيش الوطني اليمني شرق صنعاء إلى جانب حلفائه من الإصلاح وهم حفنة من القبائل، والآن الذراع السياسي للحزام الأمني الممثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي ويرأسه محافظ عدن السابق عيدروس الزُبيدي الذي ترعاه الإمارات.
ولفتت المجلة إلى أن الخاسر الأكبر من كل ذلك هو السيد هادي، إذ ليس لديه موالون على الأرض فقد انفضوا من حوله. “امبراطور بلا ملابس” كما يشير مراقب أجنبي. ومن منفاه الضخم في الرياض، العاصمة السعودية، لا يزال لديه الخيارات. ويمكنه أن يعلن يمناً اتحادياً ويجعل الزُبيدي نائباً له بالرغم من أن الزُبيدي رفع علم اليمن الجنوبي السابق، لكن وجوده كنائب للرئيس قد يخفف خطابه الانفصالي في الوقت الراهن.
لكن شقوق اليمن تزداد عمقاً. فخلال السنوات ال28 الماضية، نادراً ما ظهر واضحاً أن الجنوب والشمال موحدين. على مدى قرون كان المقاتلون السنيون يقاتلون في منطقة حضرموت وفي الجنوب والشرق لوقف الإمامة الشمالية لمنعها من التعدي على أراضيهم أبان الحكم البريطاني للجنوب الذي جعل عاصمتها عدن، وظلت مستعمرة منفصلة لمدة 128 عاماً.
لا يمكن إيقاف الانزلاق إلى الفوضى
وكان الهدف من توحيد الشمال والجنوب في 1990 أن يكون اندماجاً. لكن الجنوبين رأوا في ذلك استيلاء من الشماليين الأكثر سكاناً. حتى الآن يعتقد الجنوبيون أنهم أكثر رقياً وحضارة من الشماليين الذي يمضغون القات في المرتفعات. إنهم يعتبرون علي محسن وحلفاءه الإصلاحيين أقل من حلفاء ضد الحوثيين وينظرون إليهم أكثر بكونهم محتلين سرقوا منابع النفط. وقال حيدر العطاس، الرئيس السابق لجنوب اليمن: “على الجيش اليمني أن يذهب ويقاتل في الشمال، ويترك الجنوب يدافع عن أرضه”.
وتشير المجلة إلى أن الزُبيدي في ومحاولة لحشد الجنوب كله تحت حكمه، عقد اجتماعاً في عدن لممثلي المحافظات الجنوبية الست، ونظموا تظاهرات خلال زيارة الأماكن التي لم يزرها السيد هادي أبداً خلال فترة خدمته “ست سنوات”. وعلى الرغم من طردهم من عدن، فإن علي محسن وحزب الإصلاح يملكان قواعد عريضة في الجنوب يمكن أن تهدد الانفصاليين.
فكما أن أمراء الحرب الجنوبيون لن يسلموا للاستقلال الذاتي الذي يديره الزُبيدي. وكما ترغب عدن في الانفصال عن الشمال، فإن العديد من المدن الجنوبية تتوق إلى الاستقلال عن عدن، حيث يأمل الحضارمة بأن تكون المكلا عاصمتهم الإقليميَّة إذا ما تم انفصال عدن، وبالمثل تريد المهرة (شرق حضرموت) أن تخرج بدولة أخرى. وقد تكون الوحدة اليمنية والدولة الاتحادية أفضل من الانهيار الفوضوي.
واختتمت بالقول: “لكن لا يمكن للسيد هادي ولا للسيد الزُبيدي أن يوقفا الانزلاق إلى الفوضى”.
المصدر الرئيس
A rebellion in Aden is hastening the break-up of Yemen