من يعتقد بأن اليمن في حال تقسيمه سيرجع إلى ماكان عليه الحال قبل العام 1990 “يمن شمالي-يمن جنوبي” فهو واهم. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
خلفت أحداث عدن اليمنية، خلال اليوميين الماضيين، موجة غضب عارمة في أوساط الآلاف من نشطاء اليمن والخليج، ودول عربية.
وعبر النشطاء عن غضبهم بتغريدات على موقع التدوين المصغر “تويتر”، استنكروا فيها، مخططات أبوظبي في المحافظة، وسياسة غض الطرف التي تعاملت بها المملكة العربية السعودية كونها القائد للتحالف العسكري في اليمن.
ومنذ صباح الأحد الماضي، تشهد عدن، اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين قوات الحماية الرئاسية، الموالية للحكومة، وقوات تابعة للمجلس الانتقالي للجنوبي، الذي يطالب بإقالة حكومة “بن دغر”، متهما إياها بالإخفاق في توفير الخدمات.
وكانت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، قد أسقطت عدن تحت سيطرتهم وأخضعوا الحكومة اليمنية للحصار في قصر معاشيق في عدن، أمس الثلاثاء، وسط اتهامات للإمارات بالوقوف إلى جانبهم.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أكد قائد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، العميد مهران قباطي، عودة الأوضاع في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إلى ما قبل الإشتباكات الأخيرة.
وأشار على صفحته الرسمية بـ”تويتر” إلى أن قوات ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الجنوبي سلمت المواقع العسكرية والثكنات التي استولت عليها عقب اشتباكات طاحنة مع القوات الحكومية خلال اليومين الماضية.
أبوظبي مساعد كبير للزج باليمن في حرب أهلية
وكتب الباحث السعودي “مهنا الحبيل” بصفحته على تويتر قائلا، من المهم جدا فهم سحق ابوظبي للشرعية اليوم، ودفن اي متبقي لكيان الدولة وقانونيتها الدولية.
واعتبر “الحبيل” أبوظبي مساعد كبير لزج اليمن وخاصة في الشمال، في حرب أهلية طاحنة، لتامين ضم الجنوب الى علم امارة ابوظبي وسيادتها الاقليمية.
وأشار الحبيل إلى أن الغريب في الأمر، أن أبوظبي قدمت ذلك بانه تامين للحدود السعودية!!.
وبين أن مايجري جنوب اليمن، جاء بعد فشل محاولات ابوظبي، لزج الاصلاح كقوة عسكرية مقابلة للحوثيين، حتى تكون المواجهة يمنية طائفية.
وأضاف أن الإصلاح تمسك بقوات الشرعية وواجهتها الرسمية، رغم اختراق السلفية الطائفية كتلة اصلاحية تحت رداء الصحوة الخليجية، مشيرا إلى أن ذلك أضطر ابوظبي لسحق الشرعية، قبل اي تقدم ضد الحوثيبن يفسد مخططها.
تقسيم اليمن.. انهيار أمني عظيم
وتساءل المحامي الكويتي، والبرلماني السابق “ناصر الدويلة”، عن قصف طائرات التحالف مواقع اللواء الرابع حرس رئاسي في عدن وتقديم الاسناد الجوي القريب للعناصر الانقلابيه في هجومها.
وأشار إلى أن العناصر الانقلابيه المدعومه إماراتيا احتلت معظم عدن عاصمة الشرعية المؤقته فكيف يجوز ذلك وهل تم ذلك بمشاورة اعضاء التحالف الآخرين ام هو استفراد بالقرارات.
من جانبه يذهب الأكاديمي الكويتي “فايز النشوان”، إلى أن من يعتقد بأن اليمن في حال تقسيمه سيرجع إلى ماكان عليه الحال قبل العام 1990 “يمن شمالي-يمن جنوبي” فهو واهم.
وقال “النشوان” في سلسلة تغريدات بصفحته على “تويتر”، إن كل المؤشرات تدل بأن كل قطعة صغيرة في أرض اليمن ستضع لها حكومة وعلم وشعب وتطالب بالإستقلال وسنواجه وقتها انهيار أمني عظيم | الأوهام والآمال العاطفية لاتصنع وطن ولاتحقق تنمية.
وتابع: يعتقد المطالبين بتقسيم اليمن بأن أبواب الخير ستُفتح لهم في حال تقطعت أوصال اليمن ويظنون بأنهم قادرين على جعل دولهم الجديدة رمزا للتنمية والرفاهية والمواطنة مؤكدا أن المعطيات لا تؤشر إلى ذلك أبداً والوعود الشعبوية التي يُطلقها بياعوا الوهم لن تجلب لهم إلا أوضاعاً شبيهة بالصومال ومالي.
ودعا “النشوان” إلى تجاوز أي مطالبات بتقسيم اليمن في هذه المرحلة على الأقل والصبر إلى ما بعد تحريره من سيطرة إيران وتوابعها عليه ثم النظر إلى مستقبل اليمن تحت غطاء الشرعية والدستور والدعم الخليجي.
وأكد أن السواعد اليمنية قادرة على جعل اليمن بعد ذلك أنموذجاً سنتمنى لو يكون عضواً سابعاً بمجلس التعاون.
سيناريو صنعاء لن يتكرر
ورأى الكاتب اليمني “محمد جميح”، أنه بعد كل معارك الإعلام،ظل كل طرف في عدن محتفظاً بموقعه،مع عودة معسكر اللواء الرابع حماية للشرعية.
واعتبر أن المعارك لم تحقق سوى سفك الدم، مشيرا إلى أن الحماية في مواقعها، و”الانتقالي”في مواقعه.
ودعا “جميح” إلى الكف عن القتال والتوجه نحو جبهة صنعاء في الشمال لا جنوبا في عدن.
وتساءل “جميح” كيف سيواجه الذين طردوا ابن دغر والشرعية من عدن البارحة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: كيف سيواجهون الحقيقة الماثلة الليلة أمام الأنظار، وهي أن قوات الحماية في مواقعها، والحكومة في معاشيق، وابن دغر لم يهرب، واللواء الرابع عاد لأهله؟!.
ولفت “جميح” إلى أن خروج بطل فيلم “صنعاء 2014” عن النص، جعل المخرج يتنبه جيداً لبطل مسرحية “عدن 2018” ليظل داخل النص ولا يخرج منه.
وأضاف، يخطئ من يحلم بتكرار سيناريو صنعاء 2014 في عدن 2018.