لا حرب بدون اهداف سياسية، وقيادة سياسية هي من تقود وتوجه المعارك العسكرية لتحقيق تلك الاهداف. لا حرب بدون اهداف سياسية، وقيادة سياسية هي من تقود وتوجه المعارك العسكرية لتحقيق تلك الاهداف.
مشكلة الحرب اليمنية الراهنة انها وان كانت باهداف سياسية واضحة هي اعادة السلطة السياسية الشرعية وانهاء الانقلاب انها تبدو بدون اداء سياسي قائد وموجه ومكمل للعمليات العسكرية لتحقيق هذه الاهداف.
الواضح ان هذه القيادة السياسية المفترضة للحرب انها هي الغائب الابرز عنها، ولا يظهر اي اداء سياسي لها كقائد وموجه ومكمل للعمليات العسركية على الارض، فيما تكتفي القيادة الشرعية للبلاد من يفترض انها من تقوم بهذا الدور بالاستمتاع بكرم الضيافة في قصور الرياض ولا تبدو الا كاحد المراقبين للحرب.
وفيما يخوض تحالف الحوثي وعفاش الحرب كجبهة موحدة، تبدو الجماعات التي تقاتل ضده كجزر منعزلة عن بعضها كل باهدافه الخاصة وقياداته الخاصة، وحتى باتصالاته الخاصة مع القيادة العسكرية للتحالف العربي، فيما تبدو الاجندة العسكرية لهذا التحالف وخططه هي المتحكم الابرز ان لم يكن الوحيد بسير عملياته ونمط ادائه ونوع الدعم المقدم منه للمقاومة،المشكلة ان كل ذلك يحدث بمعزل عن اي اداء سياسي للسلطة الشرعية في الرياض.
ما يحدث في عدن هو نموذج واضح على هذا الاداء، حررت المدينة من مليشيا الحوثي وعفاش، والامر البديهي هو ان تكون السلطة الشرعية هي البديل هناك، الا ان الواضح هو انها الغائب الابرز. الحضور من خلال محافظ كاعلى سلطة سياسية في المدينة بعد التحرير وفي هذه المرحلة المهمة هو امر غير كافي للقول ان التحربر في عدن كان لصالح الهدف الابرز للحرب وهو استعادة كل البلاد من الانقلاب الحوفاشي لصالح السلطة الشرعية.
القيادة العسكرية الاماراتية هي اعلى سلطة سياسية وامنية وعسكرية في عدن الان، فيما جماعات المقاومة المختلفة هي من تتقاسم النفوذ في المدينة وفي الجنوب المحرر ككل، وهذه الجماعات تمنع ابناء الشمال من دخول الجنوب. حيث يفترض ان سلطتهم الشرعية هناك.
ولا اداء ظاهر لهذه السلطة التي اكتفت بزيارة خاطفة لرئيس حكومتها وبعض الوزراء فيما يحدث هناك، ولا شيء يدل على انها تعمل على تطبيع ما بعد التحرير لعودتها كسلطة شرعية الى داخل البلاد من الجنوب والانطلاق منه لاستعادة كل اليمن كهدف معلن للحرب.
لا شيء يدل بالفعل على ان السلطة الشرعية تعمل على عودتها الى عدن، او الى اي مكان اخر في اليمن كما لا شيء يدل على انها هي من استعادت الجنوب في اطار الهدف الاكبر لاستعادة كل اليمن،حتى انها لا تكترث لمواطنيها في الشمال الممنوعين من الذهاب الى حيث سلطتها الشرعية المفترضة. ربما هي تنتظر ما يقرره الاماراتيون بالخصوص، فهي سلمت كل شيء للتحالف العربي وتنتظر منه فعل كل شيء يفترض انها هي من تقوم به.
معركة اليمنيين ضد الانقلاب الحوفاشي هي معركة عادلة ومشروعة. الا ان القيادة السياسية والاداء السياسي مما لا تستغني عنه اي حرب، وهو ما نزال نفتقده حتى الان.