كتابات خاصة

مابين البرد والتغيير

إفتخارعبده

آن الآوان لبعض النائمين في الشوارع أن يمدوا أرجلهم مع بعض الحذر  من أن تداس بأرجل المتجبرين، أو أن تقطع بتهمة  السيطرة على الشارع العام وسرقة أراضي  الدولة.

موجات البرد القارس تعزم على الرحيل من بلادنا الحبيبة تاركةً الفرصة للدفء أن ينصب أعمدته ويخيم حولنا لفترةٍ نأمل گثيراً أن تطول.
ترى ما الذي يحمله البرد من متاع عند رحيله؟ وهل سيأخذ ما أتى به إلى بلادنا من أمراض وآلام وموت بطيء، أم أنه سيأخذ بقية الأرواح التي كادت أن تفارق الأجساد إثره.
أيام تأتي يلفها الدفء من زوايا متعددة، بدأ الناس يخرجون إلى الشوارع مطلقين العنان لأيديهم كي تخرج من جيوب الملابس الثقيلة  لتنطلق في الهواء.
آن الآوان لبعض النائمين في الشوارع أن يمدوا أرجلهم مع بعض الحذر  من أن تداس بأرجل المتجبرين، أو أن تقطع بتهمة  السيطرة على الشارع العام وسرقة أراضي  الدولة.
إحساس عميق أن يتحرر الإنسان من البرد  الذي سحب من جسده علامات الإنسان الحقيقي لتحيله إلى كهل في سن الصغر .
هل سيصحب هذا الإحساس شعور بتحرر الإنسان من الأغلال التي وضعت عليه وأحالته إلى ما لا نستطيع إليه سبيلاً  في التعبير؟
هل سيأخذ البرد معه بعض مانعانيه، وهل سيأتي الدفء لنا بدفء آخر في قلوبنا وضمائرنا وعقولنا، لنشعر يوماً أننا بدفء حقيقي من نواحٍ عدة؟
هل سيترك الدفء القادم مجالاً لحبالنا الصوتية أن تعبر عما يجول بخواطرنا تجاه من أهانونا وتجبروا علينا، أم أنها ستزيد الطين  بلة وتصيبها بالتعفن والهلاك؟!
شعورٌ مبشر، وآخر ينغص الحلوق.
فتغير الطقس يحدث أثراً كبيراً في المجتمعات من جميع النواحي، نسأل الله  أن يحدث تغير الطقس لهذه المرحلة، تغيراً للأفضل في بلادنا، تغييرا في الواقع السياسي والأمني والمعيشي، علنا نستنشق عبير الأمان والاستقرار والعودة إلى جادة الصواب، مع إحساسنا بأننا نعيش في وطن حقيقي، خالٍ من كل أصناف الحرب والمأساة.
اللهم اجعله رحيلاً لكل ظالم متجبر ومجالاً فسيحاً للمصلحين القاصدين الخير لبلادنا، رحيلاً لكل مفسد وعميل وقبولاً لكل خدوم صدوق مخلص النية لصلاح البلاد والعباد، فلكم  صبرت وتحملت طعنات الغدر المتواصلة منهم وقابلته بصمت وصبر كبيرين.
نأمل أن يعودوا إلى رشدهم.
لمقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى