ولد الشيخ.. نهاية اتسمت بالإخفاق والفشل لثاني مبعوث أممي إلى اليمن
سياسيون: ولد الشيخ لجأ إلى الجانب الإنساني لتعويض فشلة في حل الأزمة اليمنية يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ صنعاء:
رأى سياسيون يمنيون، أن طلب المبعوث الأممي إلى اليمن ولد الشيخ أحمد، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو، إعفائه من مهنته، جاءت بعد أن استنفد الرجل القدرة على مواصلة المهمة في حلحلة الأزمة اليمنية، والوصول إلى حل سياسي سلمي، الأمر الذي لجأ بولد الشيخ إلى تفعيل الجانب الإنساني من أجل لفت نظر العالم وتعويض حالة الفشل الذي مني بها في المشهد السياسي.
وامس الاثنين، أبلغ ولد الشيخ أحمد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه لا يعتزم الاستمرار في منصبه الحالي بعد انتهاء عقده في فبراير المقبل، كما أبدى امتنانه للأمين العام على دعمه القوي والحازم، من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع الجاري في اليمن.
نهاية مماثلة لـ”بنعمر”
وتعليقا على ذلك، قال المحلل السياسي ياسين التميمي، إنه لا يمكن اعتبار ولد الشيخ فاشلاً في مهمته فقد قاد الأطراف إلى ثلاث جولات مشاورات وأشرف على أكثر من ست هدن إنسانية، لكن الحسم السياسي مرهوناً بتوافق الأطراف الدولية والإقليمية المعنية باليمن وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ويعتقد” ياسين” في تصريح لـ”يمن مونيتور” أن السبب الرئيس وراء رغبة إسماعيل ولد الشيخ إنهاء مهمته في اليمن، هو أن الرجل استنفد القدرة على مواصلة المهمة وسط هذا الكم الهائل من التعقيدات التي اكتنفت مهمته، خصوصاً وأن الحوثيين وهم اللاعب الأساسي في الساحة الذي يواجه الشرعية والتحالف، كانوا قد رفضوا التعاطي معه بشكل نهائي”.
وحول تقييم ياسين لفترة ولد الشيخ مقارنه بمن سبقه من المبعوثين الأمميين، أوضح إلى أن ولد الشيخ كما سلفه بنعمر شعر بأن الوقت قد انتهى، مع فارق أن الأول حقق نجاحاً مهماً وأشرف على العملية الانتقالية قبل أن يتغير مزاج الأطراف المؤثرة لتدفع به إلى القيام بتغطية مهمة إسقاط صنعاء على يد الحوثيين وإعادة هندسة السلطة الانتقالية بما يسمح بتمكين الحوثيين من الدولة، بإنهاء نفوذ قوى الثورة في هذه السلطة.
ولد الشيخ فاشل في مهمته
من جهته، قال الكاتب الصحافي علي الفقيه، إن ولد الشيخ فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم في مجال إحياء مسار السلام أو التوصل إلى حل سلمي كون فترة تعيينه كانت اليمن قد انتقلت إلى طور الصراع المسلح، على عكس بنعمر السابق والذي حقق نجاح جزئي في المرحلة الأولى من فترته كمبعوث حين كان الصراع لا يزال في ميدان السياسة، بحسب قولة.
وقال الفقية في تصريح لـ”يمن مونيتور”؛ إن ولد الشيخ عندما كان يرى الآفاق أمامه مسدودة في معالجة الحالة اليمنية كمشكلة انقلاب والصراع المسلح كان يتجه نحو تفعيل الملف الإنساني ويقدم المشكلة في اليمن للعالم على هذا الأساس ليحقق إنجاز في لفت انظار العالم إلي مأساة إنسانية تحدث في هذه البقعة من العالم.
وأضاف” يمكن في هذه الجزئية فقط القول إنه حقق إنجاز، أما غيرها فقد كان يصطدم كل مرة بإصرار مليشيات الانقلاب على الاستمرار في انقلابهم ومحاولة جر أي حلول باتجاه شرعنه الانقلاب والإبقاء على الوضع كما هو بفعل قوة الأمر الواقع”.
ولفت السياسي الفقيه إلى أن من أبرز نقاط فشل ولد الشيخ عدم قدرة الرجل على مكاشفة العالم بمن يرفض الجنوح للسلام ويعرقل مساعي السلام، مشيراً إلى أن حرص المبعوث الأممي على المحافظة على مشاورات السلام، دفع بولد الشيخ إلى تحميل كل الأطراف المسؤولية رغم محاولة الحكومة الشرعية الاستجابة لكل المقترحات التي يطرحها”.
لا أمل في المبعوث القادم
وبشأن المبعوث الأممي الجديد، قال الكاتب والصحافي علي الفقيه، إن إخفاق مؤكد ينتظره، قائلاً” لا جديد يمكن من خلاله القول إن المبعوث الجديد سيحقق ما عجز عنه سلفه فالمعطيات على الأرض لم تتغير كثيراً ومواقف أطراف الصراع لا تزال عند نفس النقطة، كما أن التأثيرات الإقليمية والدولية في القضية اليمنية لا تزال عند نفس المستوى”.
فيما قال المحلل السياسي ياسين التميمي لـ”يمن مونيتور” إن المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفتش يمكن أن يحقق اختراقاً مهماً على المدى القريب إذا لم تتوفر الإرادة الإقليمية والدولية المساندة والتي يمكن أن تدفع باتجاه تحريك عملية السلام قدماً.
وأضاف” لذا لن يستطيع المبعوث الأممي الجديد لن يتصرف بحرية خارج ترتيبات الرباعية، ولكنه قد يضاعف من متاعب التحالف العربي لجهة تركيزه المحتمل على البعد الإنساني على نحو ما كان يفعل مواطنه منسق الشؤون الإنسانية جيمي ماكغولدريك في صنعاء.
ولم تعلن الأمم المتحدة مبعوثا أمميا في اليمن بشكل رسمي، لكن مصادر أممية قالت حسب وكالة الأناضول، إن المنظمة الدولية اختارت البريطاني مارتن غريفثت لتولي المنصب بعد فشل العربيان بنعمر وولد الشيخ.
وسبق للبريطاني غريفيثت أن شارك في جهود السلام اليمنية عبر المعهد الأوروبي للسلام، حيث زار صنعاء في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتقى قيادات حوثية والرئيس الراحل علي عبد الله صالح، قبل أن ينتقل للرياض للقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ويتوقع مراقبون أن غريفثت سيكون أوفر حظا من سابقيه، لأنه إضافة إلى خبرته والقبول السياسي الذي يحظى به، قد يستخدم الحضور السياسي الوازن لبلاده إقليميا ودوليا، وكذلك حضورها كإحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.