يُتابع بعناية، يصرخ من الفرح ويبكي من الحزن، يُحدق النظر إلى الشاشة المسطحة، وهو يتكئ على الأريكة، يفعل ذلك كل يوم طول خمسة أشهر متتابعة، هذا هو حال رئيسنا وحكومتنا الشرعية.
يُتابع بعناية، يصرخ من الفرح ويبكي من الحزن، يُحدق النظر إلى الشاشة المسطحة، وهو يتكئ على الأريكة، يفعل ذلك كل يوم طول خمسة أشهر متتابعة، هذا هو حال رئيسنا وحكومتنا الشرعية.
يأتي العيد وتتحرر عدن، ويفرح المؤمنون بنصر الله، ويتفاءل الجميع بغدٍ مشرق، وصاحبنا يحدق إلى الشاشة، متكئاً على أريكته، ويتابع باهتمام، ولكنه هذه المرة تحرك بشكل جاد، فهم أن المرحلة قد تغيرت وأن الدولة تتكون من جديد، أرسل نائبه، وصل إلى عدن، فرح الناس واستبشر الشعب وكبر، قائلاً الله أكبر، لكن الشعب المتفاجئ سرعان ما حولق واسترجع، بعد أن علم أن صاحبنا عاد بنفس الطائرة ليتكئ على أريكته، ويتابع باهتمام.
نحن لا نفهم سبب بقائهم خارج الوطن، خاصة بعد أن تحرر أكثر من ثلثه، وثلثه الأخر يعرك رحى حرب ضروس، أنا شخصياً لا أفهم، وليس لدي تفسير لذلك، إلا أنهم استوطنوا الفنادق.
يا من استوطنتم الفنادق، عدن ليست غابات مثيرة تفتخرون بنزولكم إليها وتسجلون حضوركم بالصور عابرة فيها، وتعز ليست رواية مأساوية، تتفاصحون بمعرفة أبطالها وتفاصيل فصولها.
يا من استوطنتم الفنادق، لا أنتم الذين قمتم بالمسؤوليات التي أوكلت إليكم، ولا أنتم اعترفتم بعجزكم وأقررتم بضعفكم.
يا من استوطنتم الفنادق، متى أصبحتم من المؤمنين بالإدارة عن البعد، والإشراف على الوزارات بالريموت كنترول.
يا من استوطنتم الفنادق، أغفلتم سنن الله أن الحكم والملك ينتزع ولا يمنح، وتجاهلتم قوانين السياسة والحرب أن المسيطر على الأرض هو المنتصر وإن كان مدمراً.
يا من استوطنتم الفنادق، إن مثلكم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، لا كسبتم ثقة شعبكم، ولا احترام حلفائكم، وأصبحتم وزراء تنسيق لا صناع قرار، ومسوقي أفكار لا أصحاب مشاريع.
يا من استوطنتم الفنادق، غيابكم عن الميدان يجعل غيركم متواجداً وإن كان ضعيفاً، ويُظهر الجماعات والجيوب والطوائف التي تسد الفراغ وتستغل الثغرة.
يا من استوطنتم الفنادق، لا أستثني منكم أحداً، ولا أبرء منكم فرداً، فإما خائن يترقب، أو مخلص عاجز، أو مصلحي منتفع.
وأنا هنا أتعجب غاية العجب:
– كيف يقوم على إغاثة اليمن وإنقاذه وزير غائب، لا يرى المعاناة ولا يستلم المساعدات ولا يغيث الناس !!!!!!!!!!!
– وكيف يتعالج المصابون من جراحهم ويشفى المرضى من أسقامهم ولا وزير للصحة معلن، ولا قائمٌ بأعماله متواجد في الميدان !!!!!!!!
– وكيف تخوض اليمن كلها حرباً ضروساً تستعين فيها بجميع حلفائها ووزير الدفاع اليمني مغيب في غياهب الجب !!!!!!!
ماذا ننتظر منكم؟
رغم أدائكم السيء إلا أن الأمل مازال موجودا –وإن كان محدوداً- ولذلك ننتظر:
– أن يتولى وزارة الصحة رجل كفوء مؤهل، يعيش آلام الجرحى ويتأمل معهم ويسعى في تخفيف مصابهم.
– أن تتواجد لجنة الإغاثة العليا في نطاق عملها، بحيث تتعرف على حاجات الناس، ثم تنسق الجهود الإغاثية وتسلم المساعدات وتشرف على توزيعها.
– تعيين وزير للدفاع يوحد الصفوف وينظم المقاومة ويصهر الجيوب في جيش وطني.
وقبل هذا كله عودة الشرعية كاملة إلى الوطن ممثلة بالرئيس وحكومته إلى العاصمة عدن، ويعمل كل وزير في الميدان ويقرب منه الرجال والقيادات التي صمدت وثبتت وناضلت، ويتوقف النزيف في كل اليمن، ويبدأ الإعمار والبناء.
يا سادة الوطن ليس فندقاً لتشترطوا الأمن فيه حتى تنزلوا إليه.