الأخبار الرئيسية

الدم العربي في اليمن

أحمد عثمان

استشهاد عشرين إماراتي في مأرب وأخبار عن استشهاد خمسة من البحرين هو أمر طبيعي في الحروب و لا داعي للذهاب إلى الجدال هل هو تفجير داخلي بسبب خطأ أم صاروخ أطلقه الحوثيون مع محاولة البعض إخفاء كونه عمل حربي وكأنها نهاية الدنيا مع أن الأمر هنا طبيعي فنحن في حرب طويلة ومتشعبة الأطراف ولسنا في نزهة. استشهاد عشرين إماراتي في مأرب وأخبار عن استشهاد خمسة من البحرين هو أمر طبيعي في الحروب و لا داعي للذهاب إلى الجدال هل هو تفجير داخلي بسبب خطأ أم صاروخ أطلقه الحوثيون مع محاولة البعض إخفاء كونه عمل حربي وكأنها نهاية الدنيا مع أن الأمر هنا طبيعي فنحن في حرب طويلة ومتشعبة الأطراف ولسنا في نزهة.
 لكن الدلالة المهم من هذه الحوادث والدماء العربية المسكوبة باليمن يتعلق في تأكيد حقيقة أن المعركة عربية وذات صلة بالمشروع العربي الجديد والناهض في وجه مشاريع معتدية ومتربصة بالمشروع العربي الإسلامي المعتدل والمتسامح باعتباره روح الحضارة العربية والذي يحارب بواسطة المشروع الفارسي بعنوانه الإسلامي المحرف الرافع للطائفية والتطرف و الأكثر فتكا بالعرب كسلاح يضرب من الداخل ويذهب لخدمة مشروع فارسي يستجر أحقاد القادسية والحنين إلي دولة كسرى وهو مشروع أعلنه بوضوح قادة كبار في إيران و يتقاطع مع المشروع الصهيوني ويرى فيه خصوم العرب الوسيلة المثلى لتمزيقهم وإيقاف إي مشروع عربي واحد ومستقل للنهوض يتعافي من داء الفرقة والتطرف والاستبداد.
 هذه الدماء المختلطة في مهد العروبة تعمق الوحدة وتؤكد أن المعركة مصيرية لكل العرب ولا تقف عند ردع متمردين أو انقلابين.
 فالمشروع في الوطن العربي واضح ويتبلور كل يوم في إطار خطة إنشاء شرق أوسط جديد ملامحه بدأت بالتشكل في العراق وسوريا واليمن والعلاقات الدولية التي مازالت مضطربة وبصرها يحملق في المشروع الفارسي الذي يقدم نفسه كحافظ للمصالح الدولية ومحارب للإرهاب فزاعة العالم ووسيلته في تدمير أي محاولة جادة للنهضة العربية وما تبقى من الدولة القطرية.
ولن يوقف هذا المشروع المتشكل ضد الأمة العربية وإقناع العالم بحقيقة المعركة العربية وعلاقتها بالسلم والاستقرار العالمي سوا وحدة المعركة التي بدأت بامتزاج الدماء باليمن مهد العروبة الأولى والمضي بها إلي مداها الوجودي، مع ضرورة التخلص نهائيا من كل الخلافات والخصومات الوهمية والصغيرة بيننا كشعوب ودول وهي الخصومات التي أصابت العرب بالصرع والعمى والشلل التام.
ما يجري في اليمن ليس معزولا وهو صراع على المستقبل و مرتبط بمستقبل العرب ووجودهم وعلاقتهم بحضارات العالم وبمستقبل المنطقة والمصالح الدولية التي تبدوا كمن فقد البوصلة أحيانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى