الحوثيون يحاصرون منازل رجال أعمال يتبعون “المؤتمر” لإلزامهم تمويل جبهات القتال
الإجراء يمثل إهانة وابتزاز التجار من قبل الحوثيين يبعث بعدد من الرسائل من قبل الجماعة للتجار خاصة المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
حركت جماعة الحوثي المسلحة آلياتها العسكرية لمحاصرة منازل كبار رجال الأعمال المحسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام، ورجال أعمال آخرين، لإجبارهم على تسليم ملايين الريالات كواجب لتمويل حرب الجماعة الداخلية.
وقال مراسل “يمن مونيتور” في صنعاء، إن تحرك الآليَّات العسكرية يأتي ضمن حملة “انفروا خفافاً وثقالاً” التي أطلقت الجماعة فعاليتها في جميع المديريات السبع بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقال المراسل: إنَّ عدد من الآليات وعشرات المسلحين، حاصرت الأحياء التجارية ومنازل التجار الواقعة في شارع الكهرباء بمنطقة شعوب وغيرها من المناطق اليوم الأحد لسحب جبايات مفروضة عليهم رفض التجار تسليمها في وقت سابق وانتهاء المهلة المحددة للتسليم اضطرت فيه الجماعة للتمادي بأعمالها- حسب ما نقل المراسل عن مصادر لاثنين من كبار التجار رفضوا الكشف عن هوياتهم.
وهؤلاء هم رجال أعمال كبار محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام أوقفوا دعم الجماعة مع مقتل الرئيس اليمني السابق وما اعتبروه انفراط الشراكة مع حزب المؤتمر.
وأشار المراسل إلى عشرات المواطنين تجمهروا لمعرفة أسباب حضور هذه الأطقم العسكرية أمام منازل التجار، ومعرفة حقيقة انتظار المسلحين أمام منازل التجار، وقال السكان لمراسل “يمن مونيتور” إن المسلحين رفضوا الحديث وطالبوهم بعدم التجمهر أو الوقوف.
وقال مراسلنا: إن شركة الروضة لصاحبها محمد صلاح، أحد كبار المستوردين للمواد والسلع الغذائية أيضاً تعرضت للابتزاز بعد وقوف آليات عسكرية على منزل التاجر ولم تغادر آليات الحوثي مكانها إلا بعد أن أخذت حصتها من النقود.
ويعتقد عدد من السكان واثنين من كبار رجال الأعمال أن جماعة الحوثي هدفت إذلال رجال الأعمال بهذه الطريقة، فالبرغم من أنّ هؤلاء هم من كبار تُجار البلاد وكانوا يقدمون أموال طائلة للحوثيين إلا أن هذه الطريقة هي ابتزاز “رخيص” لم يسبق أنّ تعاملت الجماعة به معهم.
قال مراسلنا: إن هذا الإجراء الموغل في إهانة وابتزاز التجار من قبل الحوثيين يبعث بعدد من الرسائل من قبل الجماعة للتجار خاصة المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام أولها الخضوع الكامل لأوامر جماعة الحوثي وما ستطلقه الجماعة من توجيهات وتصرفات، ثانيها أن منازل التجار باتت معروفة ومرصودة من قبل الجماعة وأي رفض لأوامر الجماعة فسيكون له عواقب وخيمة.
“التجار” الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير على مدى 30 عاماً، يتعاملون اليوم مع واقع مغاير لما كانوا عليه، تصل في بعض الأحيان إلى الصراع المسلح بينهم وبين جماعة الحوثي سرعان ما تنتهي بتهدئة وتلبية جميع متطلبات الحوثيين من قبل التجار.
تمويل حروبهم
وخلال العامين الماضين شارك هؤلاء التجار في دعم جماعة الحوثي برفد وتجهيز قوافل “الموت” و”الصمود” عبر الأغذية والمال وفي بعض الأحيان بالسلاح، ومنهم تجار موالين لجماعة الحوثي المسلحة والرئيس الراحل “علي عبدالله صالح”، وتوجيهها نحو جبهات القتال المشتعلة في مناطق يمنية مختلفة، لدعم مقاتليهم ويعد احد الأسباب الرئيسية لصمودهم.
ويشارك في تجهيز تلك القوافل، عشرات من تجار صنعاء، الذين باتوا يسيطرون حاليا على هرم الاقتصاد في العاصمة من خلال غرفة عمليات خاصة، كان اسمها “الغرفة التجارية”.
على مدى عامين
وعلى مدى عامين اختفت المظاهر التي تتكون في صنعاء في تجمهر عشرات المسلحين بلباس مدني في جميع المديريات التابعة للعاصمة صنعاء، لإحياء فعاليات ما يطلقون عليها “قوافل الصمود”، وتحضر العدسات وكاميرات القنوات الحكومية التي يسيطرون عليها أو الفضائيات الخارجية الموالية لهم، بهدف إظهار أن الشعب يقف مع قرار مواصلة القتال وما يسمونه “الدفاع عن العاصمة صنعاء”، وإقناع البسطاء من الناس الذين يشكّلون السواد الأعظم في المجتمع اليمني بضرورة الالتحاق بجبهات القتال.
إلا أن هذه المظاهر اختفت نهائياً بعد صراع جماعة الحوثي مع حزب المؤتمر انتهت بمقتل الرئيس علي صالح، وبدأ فصل ابتزاز العشرات من التجار الذين كانوا يتمتعون بغطاء حزب المؤتمر الشعبي العام.
وكانت هذه الوقفات بدعم من تجار العاصمة وممثلين من حزب صالح، تهدف إلى جلب دعم شعبي من أسلحة وذخائر وغذاء، كما يفرض الحوثيون بشكل إجباري على صغار التجار تقديم مساهمات لدعم ما يسمونه بـ”المجهود الحربي”.