غير مصنفمجتمع

الدكتوراه للباحث اليمني العزب في الإعلام من جامعة القاهرة

هدفت الدراسة التعرف على حجم التناول البرامجي في الفضائيات اليمنية لقضايا الإرهاب في اليمن،  يمن مونيتور/ صنعاء/ متابعة خاصة:
نال، الثلاثاء الماضي، الباحث اليمني يحيى محمد العزب الإعلامي درجة الدكتوراه في الإعلام بمرتبة الشرف مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات العربية من كلية الإعلام بجامعة القاهرة عن أطروحته الموسومة ب: قضايا الإرهاب كما تعكسها الفضائيات اليمنية واتجاهات النخبة نحوها.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم من الأساتذة:- الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإذاعة والتليفزيون والعميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة مشرفا ورئيسا، الدكتورة هويدا مصطفى أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة مناقشا، الدكتورة نائلة عمارة أستاذ ورئيس قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلون مناقشا.. 
سعت الدراسة إلى رصد طبيعة المعالجة الإعلامية لعينة من البرامج السياسية في الفضائيات اليمنية لقضايا الإرهاب باليمن، وتأثير تلك المعالجة على اتجاهات النخبة اليمنية نحو قضايا الإرهاب، في ضوء نظرية تحليل الأطر الإعلامية.
وهدفت الدراسة التعرف على حجم التناول البرامجي في الفضائيات اليمنية لقضايا الإرهاب في اليمن، وتحديد الأطر الإعلامية التي وظفتها البرامج السِّيَاسِيَّة  أثناء تناولها قضايا الإرهاب، ورصد اتجاهات النخبة اليمنية نحو قضايا الإرهاب باليمن، واستخلاص مقترحات النخبة لكيفية التطوير المستقبلي لأداء الخطاب الإعلامي للفضائيات اليمنية.
بالتطبيق على عينة من البرامج التليفزيونية في قنوات اليمن من صنعاء واليمن من الرياض وسهيل مقدارها 247 حلقة بمدة زمنية وصلت إلى نحو 250 ساعة عرضت فيها 237 قضية إرهابية، وعينة من النخبة اليمنية السياسية والعسكرية والأكاديمية والإعلامية مقدارها 251 مبحوثا. مستخدما منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي.
وتوصلت الدراسة إلى ما يأتي:
أ‌.        الدراسة التحليلية:
1-      جاءت قضايا قتل وقصف المدنيين ومنازلهم في المرتبة الأولى، تليها قضايا الاعتقالات والاختطافات، ثم قضايا التفجيرات في المرتبة الثالثة، وفي الترتيب الرابع قضايا قصف وتدمير الطرق والجسور والمنشآت العامة والخدمية، وقضايا قصف الأسواق، ثم قضايا الاغتيالات، وعمليات القاعدة في اليمن في الترتيب الخامس، يليهما في الترتيب السادس حصار المدن والقرى، وقصف الأماكن الأثرية والتاريخية، أما قضايا قصف مقرات القنوات التليفزيونية، وقضايا التهجير القسري للمدنيين فحلت في الترتيب السابع، تلاهما قضايا تجنيد الأطفال في الحرب، وجرائم القتل الجماعي في الترتيب الثامن.
2-      أوضحت النتائج أن البرامج السياسية بالفضائيات عينة الدراسة تناولت القضايا والأحداث الإرهابية من خلال المضمون السياسي بالدرجة الأولى، يليه تناول تلك القضايا والأحداث الإرهابية من خلال المضمون العسكري، ثم التناول من خلال المضمون الأمني.
3-      وظفت البرامج السياسية عددا من الأطر الإعلامية أثناء تناولها لقضايا الإرهاب في اليمن، جاء في مقدمتها إطار المسئولية، يليه إطار المشاعر الإنسانية، ثم إطار القيم الأخلاقية في المرتبة الثالثة، يليه إطار الصراع، وفي المرتبة الخامسة إطار التبعات أو النتائج الاقتصادية.
ب‌.      الدراسة الميدانية:
1-      أوضحت نتائج الدراسة الميدانية على النخبة اليمنية، أن قناة اليمن اليوم هي الأكثر متابعة بين فضائيات الدراسة وبنسبة 88.05%، يليها قناة اليمن من صنعاء بنسبة 79.28%، وفي المرتبة الثالثة قناة اليمن من الرياض بنسبة 70.92%، وجاءت قناة سهيل في المرتبة الآخيرة بنسبة 65.34%.. والأمر نفسه بالنسبة للبرامج السياسية المذاعة على الفضائيات عينة الدراسة (اليمن اليوم ثم اليمن من صنعاء وفي المرتبة الآخيرة اليمن من الرياض وسهيل).
2-      جاءت “الفضائيات اليمنية” في مقدمة مصادر معلومات النخبة اليمنية عن قضايا الإرهاب في اليمن بنسبة مرتفعة جداً، وجاءت المواقع الإلكترونية في المرتبة الثانية، يليها مباشرة شبكات التواصل الاجتماعي.
3-      جاءت قضية “التفجيرات والاغتيالات بعموم محافظات الجمهورية” في مقدمة قضايا الإرهاب التي ناقشها أفراد النخبة اليمنية في البرامج السياسية، تليها قضية “العداون السعودي على اليمن”، وفي المرتبة الثالثة قضايا الإرهاب المتعلقة بـ “الاعتقالات للصحفيين والسياسيين”، ثم قضيتا “دخول تنظيم القاعدة في الصراع في اليمن”، و” ذبح الجنود بحضرموت والاعتداء على أفراد الجيش والأمن”، تليهما قضايا “تأثير الحرب على قطاع السياحة والقطاع الاقتصادي”، و”التحريض الطائفي”، و”الحوادث الإرهابية بتعز وحضرموت”، في حين جاءت قضية “اختطاف الأجانب” في الترتيب السادس، تليها قضية “تفجير المساجد”، ثم قضايا” سيطرة تنظيم القاعدة على مناطق في أبين وشبوة”، و”إعلان قيام داعش في اليمن”، و”التهجير القسري للمواطنين الآمنين بشتى محافظات الجمهورية وخاصة المدن الجنوبية” في الترتيب الثامن لكل منها، ثم قضيتا “تفجير ميدان السبعين وكلية الشرطة ومجمع العُرضي”، و”إرهاب ميليشيات الحوثي” في الترتيب التاسع لكل منهما.
4-      وأشارت الدراسة فيما يتعلق بالأسباب الرئيسة للإرهاب في اليمن كما تراها النخبة عينة الدراسة، إلى أن السبب الرئيس الأول لهذه الظاهرة يتمثل في أسباب فكرية مفادها “الفهم الخاطئ للدين”، يليه أسباب سياسية تتعلق بـ “إثارة القلاقل وزعزعة الأمن”، ثم سبب دعم بعض الدول للإرهاب “لزعزعة أنظمة الحكم في دول أخرى” في الترتيب الثالث، تليه الأسباب الاقتصادية المتمثلة في “الفقر والبطالة”.
مقترحات الدراسة:
1.       سرعة ايجاد حل سياسي للأزمة المتفاقمة والاقتتال الدائر في مختلف ربوع اليمن؛ حقناً للدماء وحفاظاً على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، مع الاسراع بنجدة اليمنيين بالمساعدات الانسانية العاجلة لإنقاذ المجتمع من الكارثة الصحية ولمجاعة التي حلّت به، في ظل دمار شامل للاقتصاد الوطني والبنية التحتية والمنشآت العامة والخاصة
2.       ضرورة أن تحرص الفضائيات اليمنية على تقديم برامج سياسية حوارية واعية وجريئة لمناقشة قضايا الإرهاب، وتشكيل مفاهيم صحيحة عنه، تساهم في مواجهة تداعياته والتصدي لها، وأن تضع حلولا معقولة ومنطقية في نهاية البرنامج تساعد على فهم أسباب ظاهرة الإرهاب، ونشر الوعي بمخاطره وانعكاساته وسبل معالجته.
3.       ضرورة التزام الفضائيات اليمنية في تناولها لقضايا الإرهاب بالمهنية، والابتعاد عن المبالغة والنقد والهجوم وكيل التهم لمن لا تتفق معهم وعدم التحيز لبعض الجهات على حساب الوطن.
4.       لخروج من عباءة الانتماء الحزبي أو المناطقي أو الطائفي أو السلالي إلى الانتماء الوطني، فضحايا الإرهاب من الجنود أو المواطنين في المساجد والأسواق والأماكن المختلفة كلهم يمنيون؛ وعلى الفضائيات اليمنية الابتعاد عن البحث في مبررات للإرهابيين.
5.       ضرورة الاتفاق على مفهوم للإرهاب، مع تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية وتعاون المدرسة والمسجد والمجتمع ككل؛ لأن أساس العمليات الإرهابية الفهم الخاطئ للدين والفقر.
6.       زيادة المساحة المخصصة في البرامج المختلفة لتناول قضايا الإرهاب، والاهتمام بمضمون هذه البرامج وشكلها بما يُرغب الجمهور في متابعتها، مع الابتعاد عن الرتابة والبحث في التفاصيل لمعرفة الأسباب واقتراح الحلول المناسبة.
7.       الحرص على استضافة المتخصصين من أفراد النخبة ومن مختلف التيارات والتوجهات السياسية، دون تكرار الأشخاص أنفسهم في كثير من القضايا؛ مما يفقد البرنامج والضيف مصداقيته.
8.       الاستعانة بمذيعين ومقدمين على مستوى عالٍ من المهنية والشفافية والاستقلالية والتخصص (في البرامج السياسية)، يتمتعون بسرعة البديهة والنطق السليم.
9.       الاهتمام بوجود مراسلين لهذه الفضائيات في مختلف المحافظات اليمنية، بما يتيح لهم تزويد الفضائيات بالمعلومات الصحيحة حول الحوادث الإرهابية.
أخيرا يتمنى الباحث أن تعود قناتا اليمن الفضائية من الرياض وصنعاء للبث كعهدنا بها قناة وطنية واحدة، لكل اليمنيين، داعية لنبذ التطرف والعنف والإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى