الرئيس اليمني في مهمة فك ارتباط “المؤتمر” بعائلة صالح واحتمالات نشوء قوة جديدة
يبني طارق صالح جيشاً جنوب اليمن, وهادي يبذل جهوده لفك ارتباط حزب المؤتمر بالعائلة يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
يعود أنصار الرئيس السابق إلى الواجهة مجدداً، ليتصدروا وسائل الإعلام المحلية والدولية من مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، أو من خارج البلاد، أولئك الذين تمكنوا من الفرار من الحوثيين أثناء المعارك مع علي عبدالله صالح والقوات الموالية له مطلع ديسمبر/كانون الأول.
وظهر أمس الخميس، “طارق صالح” نجل شقيق الرئيس اليمني السابق ورئيس حرسه الخاص من محافظة شبوة شرقي اليمن؛ وهو الظهور الأول له منذ مقتل عمه “علي عبدالله صالح” وكان في مناطق المواجهات؛ ويبدو أنَّ القائد العسكري السابق للقوات الخاصة يحضر لقوة عسكرية وقَبلية في إحدى معسكرات محافظة شبوة -حسب شيخ قبلي بارز تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم ذكر هويته.
وأشار المصدر إلى أنَّ هناك حملة استقطاب محمومة داخل أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام في مأرب وشبوة تقوم بها جهات وشخصيات قَبلية معروفة لدعم “طارق صالح” خارج الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
ورداً على ذلك قال سعود اليوسفي نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام في مأرب، إنَّ قيادة المؤتمر الشعبي العام بالمحافظة ترفض أي تكتلات خارج إطار الشرعية اليمنية.
وأشار اليوسفي في منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، إلى أنَّ موقف الحزب ثابت منذ اليوم الأول لفك ارتباطه بالعاصمة صنعاء (في إشارة إلى الرئيس السابق “صالح”) وأعلنت أنَّ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس المؤتمر و “لا يمكن أنَّ تنجر وراء أي زوبعات ضد اليمن الجمهوري الموحد”.
وسبق أن تحدث قادة في جماعة الحوثي المسلحة لـ”يمن مونيتور” أنَّ “طارق صالح” مسؤول عن اثنين من معسكرات التدريب في محافظة شبوة.
وأضاف قيادي حوثي لـ”يمن مونيتور” اليوم الجمعة، مشترطاً عدم الكشف عن هويته، أنهم على عِلم بتحركات “طارق صالح” ومحاولة تجميع وحدات كانت تابعة للحرس الجمهوري في جنوب اليمن لفتح جبهة جديدة ضد الجماعة؛ إضافة إلى أنَّ قادة عسكريين كانوا يقاتلوا تحت الجماعة تمكنوا من الفرار إلى المحافظات الجنوبية من بينهم قادة معسكرات في الساحل الغربي للبلاد.
لكن القيادي الحوثي أشار إلى أن الجماعة متماسكة وتمكنت من تعويض أي نقص يطرأ على الجبهات، موضحاً أنَّ التجنيد التطوعي الذي فرض مطلع العام يشهد إقبالاً- حسب زعمه.
ولم يعترف حتى الآن أي من أقارب “صالح” بالحكومة الشرعية والرئيس عبدربه منصور هادي، وفيما يذهب الرئيس هادي إلى فك ارتباط حزب المؤتمر بعائلة صالح، يستمر تمزق الحزب الذي استمر في السلطة منذ تأسيسه وحلت الذكرى 35 للتأسيس في أغسطس/آب الماضي.
وتظهر على السطح ثلاثة انقسامات لحزب المؤتمر الشعبي العام، الأول: في صنعاء حيث أعلنت قيادة جديدة برئاسة صادق أمين أبوراس والثاني في الرياض حيث يتواجد الرئيس اليمني الحالي وحكومته، والثالث منقسم بين القاهرة حيث يتواجد رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر سلطان البركاني والعديد من القادة إلى جانب هذا القسم يوجد عائلة صالح حيث يبدو أنَّ توجهاً لتنصيب “أحمد علي” نجل صالح الأكبر على قيادة الحزب؛ ويخضع الرجل لعقوبات دولية من مجلس الأمن الدولي.
وقال دبلوماسي خليجي مُطلع تحدث لـ”يمن مونيتور” إنَّ وفاة “صالح” أججت حِدة الانقسام في اليمن، وجعلت الخروج من الحرب أمراً صعباً، لكن عدد كبير من الدبلوماسيين الأجانب والخليجيين بما في ذلك السعودية لا يرون في عودة نجل صالح حلاً لمعضلة الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأشار المصدر، الذي فضل الكشف عن هويته، إلى أنَّ أطراف دولية حذرت الحكومة والتحالف العربي من وجود انقسام داخل حزب المؤتمر الشعبي وبناء ميليشيات موازية للجيش اليمني في المحافظات الشمالية للبلاد تقوده عائلة صالح. موضحاً أن سلطنة عمان تخوض جهوداً لتقريب وجهات النظر داخل الحزب، كما أن الرئيس هادي يبذل جهوداً موازية لضم العدد الأكبر من الحزب إلى صفة بما في ذلك سلطان البركاني وأعضاء المؤتمر في البرلمان.
ومرَّ قرابة 40 يوماً على مقتل “صالح” دون أن تبيّن عائلته موقفها من الحكومة الشرعية، واتفق الدبلوماسي الخليجي والشيخ القبلي اليمني من أنَّ عودة عائلة صالح لواجهة الحرب في اليمن لن يخدم عمليات التحالف ولن ينجز المهمة العسيرة بتحرير الحديدة أو التقدم في وسط اليمن.
فيما أضاف الشيخ القبلي أن عائلة “صالح” تبحث عن ابتزاز الحكومة الشرعية بمحاولات الظهور المتكررة شرق وجنوب اليمن، للحصول على مناصب عالية في الجيش والحزب، وتقديم تنازلات لن يستفيد منها سوى الحوثيين.