اخترنا لكمتراجم وتحليلاتتقاريرغير مصنف

هل يمثل “مقتل صالح” بداية النهاية للحوثيين في اليمن؟!.. دراسة (مؤسسة جيمس تاون) تجيب

مقتل صالح سوف يعيد تشكيل التحالفات السّياسية بشكل كبير في مناطق شمال غربي اليمن،   يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
خلصت دراسة حديثة لمؤسسة جيمس تاون الأمريكية إلى أنَّ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح قد يشكل بداية النهاية لجماعة الحوثي المسلحة، إذا ما وضع بالحسبان عِدة رئيسية.
وفي 4 ديسمبر / كانون الأول، اُغتيل علي عبد الله صالح، الرئيس اليمني السابق، من قِبل الحوثيين. وقد عجل الحوثيون بقتل صالح بعد محاولته إنهاء تحالفه معهم. ويمثل اغتياله نهاية فصل هام في تاريخ اليمن الحديث، وسيؤدي إلى إعادة تشكيل كبير للعلاقات السياسية والعسكرية في اليمن. والأهم من ذلك أن وفاة صالح على يد الحوثيين الذين هاجموا قيادات حزبه والموالين له، قد عرض التحالفات الهشة أصلا بين الحوثيين والنخب القبلية والعسكرية للخطر. وأصبح الحوثيون الآن السلطة الوحيدة في العاصمة اليمنية صنعاء، إذ يُعد انتصارهم إنتصارا باهظ الثمن وربما يساعد على تحقيق هزيمتهم في نهاية المطاف.
وتقول الدراسة التي اطلع عليها “يمن مونيتور”، إن خبر مقتل “صالح” على أيدي الحوثيين كان صادماً وغير متوقعاً. وكان صالح – الذي أصبح رئيسا لليمن الشمالي عام 1978 ثم رئيس اليمن الموحد عام 1990 – حريصا دائما على أن يكون متقدما على الأقل بخطوة أمام أعدائه، فبعد تنازله عن السلطة على مضض في فبراير/شباط عام 2012، كان صالح مصمما على استعادة مكانه في السلطة، بغض النظر عن التكلفة. وفي نهاية المطاف، كلفه هذا القرار حياته، ومن المرجح أن يكلف ذلك حياة آلاف اليمنيين الآخرين.
وتميز إرث “صالح” في السلطة بالعنف والفساد، ومع ذلك يعتقد اليمنيون أنها كان مصدراً للاستقرار من عدة نواحي على الأقل في السنوات التي بقت أحداث أيلول2001. خلال عهده كان يعرف صالح حدود سلطته وعمل جاهداً على مر السنين على احترام سلطة القبائل وإرضاء نخبتها للبقاء في السلطة.
ولفتت المؤسسة البحثية الأمريكية إلى أنَّ صالح تميز بمقدرته على بناء التحالفات- التي عززت سلطته- وكانت بمثابة دافع للاستقرار. لكن صالح بعد الانتفاضة الشعبية 2011 لم يعد يمتلك التأثير الذي كان يمتلكه قبل 2011، لكنه ظل من المشاركين الرئيسيين في الساحة اليمنية التي ظلت دموية ومعقدة.
يعتقد مايكل هورتون – كاتب الدراسة لصالح المؤسسة الأمريكيّة- أن مقتل صالح سوف يعيد تشكيل التحالفات السّياسية بشكل كبير في مناطق شمال غربي اليمن، كما أنه سوف يغذي المزيد من الانقسامات داخل المتمردين والجنوبيين وماتبقى من النظام القديم. واعتبر الكاتب قَتل صالح انتصاراً عابراً للحوثيين، لكنه يَحد من خيارات الجماعة المسلحة ويعطي التحالف العربي الذي تقوده السعودية غطاءً سياسياً إضافياً لتكثيف الهجمات على المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويقول الكاتب إنه ومع مقتل “صالح” فإن مستقبل الوحدة اليمنية تبقى في موضع شك، ويعني ذلك بالتأكيد أنَّ الحرب ستصبح أكثر فتكاً في الأشهر القادمة.
 
الإرث المضطرب
ولفتت “جيمس تاون” إلى أنَّه عندما جاء الرئيس اليمني السابق إلى السلطة 1978م راهن ضباط المخابرات الأمريكية وحتى السياسيين اليمنيين أنه لن يبقى في السلطة ستة أشهر. لكن “صالح” أثبت عكس ذلك فقط شغل منصب رئيس البلاد (شمال اليمن) ثمَّ اليمن الموحد 34 عاماً. و وِلدَ صالح في عائلة فقيرة في قرية ضمن قبيلة سنحان. وكان هناك القليل من شيوخ البلاد الذين اعتقدوا أنَّ صالح سيصبح من أهم الشخصيات في تاريخ اليمن الحديث. قضى أعوامه الأولى في الجيش كمجند قبل أنَّ يُرقى إلى ضابط ثمَّ ترقى إلى رتبة عقيد، قبل أنَّ يتجه للسياسة. وبعد اغتيال الرئيس (الغشمي) في يونيو/حزيران 1978 قام صالح بمناورة ذكية من أجل الوصول إلى الرئاسة؛ واُتهم صالح بالوقوف وراء مقتل الغشمي.
لقد فَهم “صالح” أنَّ بإمكانه الاعتماد فقط على نفسه وعدد قليل من الحلفاء المؤثرين الموثوق بهم، فقد كان يخطط لذلك منذ انضمامه للجيش. وخلافاً للرؤساء السابقين لم يعتمد  صالح على قاعدة كبيرة وواسعة من الدعم القبلي. وتعلم “صالح” في وقت مبكر عدم اعتماده على النخبة السّياسية اليمنية، لذلك فقد قام ببناء التحالفات التي يمكنها أنَّ تقف أمام النخبة والسياسة في اليمن. واعتمد على أمرين مهمين في تحالفاته الأولى: حافظ على كلمته (على الأقل في الأعوام الأولى كضابط في الجيش) وأوفى لمن وعدهم من خلال المناصب الحكومية وعقود الأعمال المربحة والمدفوعات النقدية لكل أولئك الذين وعدهم خلال أعوامه الأولى كريس. ثانياً: لم يتسامح صالح مطلقاً مع من تجاوزوه أو حاولوا ذلك. وعلى الرغم من ذلك فقد كان يعلم جيداً الحد الذي يمكنه استخدام القسوة، والقبائل اليمنية-على الأقل شمال اليمن- مسلحة جيداً ولن تقبل بمستوى العنف الذي يقوم به أنظمة عربية ضد شعوبهم.
بدلاً من ذلك اعتمد صالح في المقام الأولى على الكسب غير المشروع والرشاوى للحفاظ على سلطته؛ مع ذلك فقد كان استخدامه للعنف قبل أحداث 11 أيلول/سبتمبر انتقائياً، واعتمد صالح في معظم سلطته الرئاسية تكتيك القوة الجوية لقصف واستهداف القبائل المضطربة المناوئة لحكمه. وهذا التكتيك أستخدم لأول مرة من قِبل الاستعمار البريطاني على عدن حتى الاسقلال 1967م، حيث شنت القوات الجوية البريطانية غارات على مساكن قبيلة من أجل ردعها عن سلوك يرفضه الاستعمار.
لقد كانت القوة الجوية حاسمة بالنسبة إلى “صالح” في معظم ولايته؛ وقد استخدم تكتيكات القوة الجوية في معاقبة القبائل المضطربة في محافظات مثل الجوف ومأرب. كما استخدم “صالح” العنف والرشاوى خلال حكمه على القبائل الشمالية، واستخدم عنفاً أكبر على الجنوبيين عندما حاولوا الانفصال في 1994. وكان ذلك بسبب أن قبائل اليمن الجنوبية كانت ضعيفة نسبيا وسيئة التسلح، بسبب سياسات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
خضع نهج صالح لتغير ملحوظ بعد ظهور “الحرب على الإرهاب” فقد قامت الولايات المتحدة بتقديم السلاح والمال لتدريب القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري وهذه قوة عسكرية خارج الجيش اليمني كانت مهمتها حماية نظام “صالح” وجرى تعيين نجله الأكبر “أحمد علي صالح” إلى جانب مهمة مواجهة القاعدة.
ولفتت الدراسة إلى أنَّ ذلك شجع تدفق الموارد لـ”صالح” والأسلحة التي تحمل تكنلوجيا فائقة لتعزيز قدرته وتأكيد سيطرته، لتأمين الرئاسة لابنه أحمد فيما بعد.
وبالرغم من انخراط صالح في مواجهة تنظيم القاعدة إلا أنه كان حريصاً على عدم القضاء على التنظيم تماماً، حيث كان يحصل على مئات الملايين من الدولارات جراء تواجدها ونشاطها في اليمن. وبدلاً من ذلك ركز صالح على استهداف الحوثيين الذين كان وجودهم مقتصراً على محافظة صعدة (شمال اليمن على حدود السعودية) وخاض معهم ستة حروب وكانت النتيجة إمار خسارة أو طريق مسدود. إلى جانب ذلك فبعد سنوات من التهميش الاقتصادي والسياسي، بدأ الجنوبيون يطالبون بإنهاء السيطرة الشمالية على احتياطات النفط والغاز في المحافظات الجنوبية، وبدلاً من معالجة هذه المطالب قام صالح باستهداف قادة الأحزاب المطالبين بالانفصال والمساواة.
وتذهب الدراسة إلى أنه وبعد مجيء الربيع العربي إلى اليمن كان صبر الشعب اليمني على “صالح” وتكيكاته قد وصلت إلى طريق مسدود؛ ونزل الناس في شوارع المدن في جميع أنحاء البلاد يطالبونه بالتنحي. لكنه لم يتنحى إلا في عام 2012، لصالح نائبه الضعيف عبدربه منصور هادي الذي اختاره بسبب انعدام وجود قاعدة قوة له في جنوب البلاد. كما أن صالح تنبأ بسهولة في فشل هادي في بناء اليمن الجديد. وحتى عام 2013 كانت محاولات هادي لإصلاح الجيش بتطهيره من الموالين لـ”صالح” فاشلة.
 
صفقة قاتلة: التعلم من السيد
نتيجة لذلك اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014، وأصبح الحوثيون الحُكام بحكم الأمر الواقع على المحافظات الشمالية الغربية. وبدأ تمددهم بفترة وجيزة من انتفاضة 2011 ضد صالح. وتمدد الحوثيون بين 2011-2014 في محافظتي حجة والجوف الاستراتيجيتين. ونجحوا في القضاء على السلفيين الذين كانوا نشطين في مناطق قريبة من الحدود مع المملكة العربية السعودية. وكان وجود السلفيين – الذين حصل العديد منهم على التمويل من مصادر في المملكة العربية السعودية – أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى التنظيم الأولي لما أصبح حركة الحوثيين. حيث كان السلفيون يعتبرون الشيعة من المرتدين، وعلى الرغم من كون صالح زيديا، إلا أنه مول الجماعات السلفية المسلحة ضد ما كان ينظر إليه على أنه قوة الحوثيين المتنامية.
تمكن الحوثيون من مواجهة الجيش اليمني ولاحقاً السعودية بحروب ست (2004-2010) وقد ساعد الحوثيين أمرين مهمين لبقائهم، الأول المتفشي في الجيش اليمني، الذي سمح لهم بشراء “كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والسيطرة عليها”. ثانيا، تعلموا من صالح، وبذلوا الكثير من طاقتهم من أجل بناء تحالفات مع القبائل والعشائر والعشائر الأصغر الموجودة في القرى والبلدات المجاورة لصعدة.
بحلول عام 2014، اجتاح الحوثيون صنعاء واستولوا عليها من خلال حرب العصابات، ولم يكونوا ليتمكنوا أبدا من أخذ صنعاء دون مساعدة صالح. فمعظم الجيش اليمني – على الأقل الأجزاء الأكثر تدريبا وتجهيزا منه – ظلت موالية لـصالح. وهذا ما أتاح له عقد صفقة مع الحوثيين تسمح لهم بالدخول إلى صنعاء دون قتال، وفي المقابل، استخدمهم للقضاء على هادي وحكومته. وعن طريق السماح للحوثيين بالقيام بالعمل القذر، أبقى صالح يديه نظيفة، وكان من المقرر أنه عندما يحين الوقت، سيستعيد هو أو ابنه السيطرة على البلاد. راهن صالح على دعم القبائل المحيطة بصنعاء، وعندما سيقرر القتال ضد الحوثيين سيتمكن من القضاء عليهم بسهولة. لكن صالح لم يأخذ بالحسبان قدرات الحوثيين السّياسية وحشد الولاء القبلي والعسكري. وتمكنوا من الانتصار على صالح في لعبته الخاصة من خلال إقامة تحالفات مع القبائل التي يحتاجون إليها للّجم تحركات صالح.. وكانت هذه التحالفات – كما هو الحال مع «صالح» – مدعومة بالرشاوى والكسب غير المشروع، وعند الحاجة، القوة.
وتشير الدراسة إلى أنه وفي مرحلة ما قبل 4 ديسمبر/كانون الأول كان صالح يحاول التوصل إلى اتفاق مع الأمراء السعوديين، وخيانة الحوثيين لصالح التحالف الذي تقوده السعودية. ولكن هذه المرة لم تتجمع وحدات الجيش في صنعاء أو الميليشيات القبلية المقربة منه للدفاع عنه. وفي 4 ديسمبر/كانون الأول، تم اغتيال صالح وقتل برصاصة واحدة في الرأس، ويفترض أن يكون ذلك قد حدث على يد المتمردين الحوثيين. والأسئلة حول كيف قتل صالح – على غرار معظم الأمور في اليمن – قصة معقدة، وقد لا تعرف الحقيقة أبدا.
لكن المؤكد أن مقتل صالح أعاد تشكيل المصفوفة السياسية في اليمن.
 
نهاية الحوثيين؟
لقد تم استقبال مقتل صالح بقلق من قبل الكثيرين داخل المستويات العليا من القيادة الحوثية، وقد أدركت قيادة الحوثيين في أوقات سابقة – على الأقل فيما بينهم – أن دعم صالح الضمني لا يمكن الوثوق به، لكنه يوفر قشرة من الشرعية للجماعة المسلحة. وبرزت هنا حدود ادعاء الحوثيين أنهم كانوا يحكمون صنعاء وجزء كبير من المحافظات الشمالية الغربية كجزء من التحالف مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وساهم “صالح” عبر ولاء القادة العسكريين له للحوثيين بالسيطرة على المحافظات والمحافظة عليها. وبدون موافقة جزء كبير من الجيش فمن المؤكد أنَّ القوى الحوثية الأساسية التي تبلغ عددها أقل من عشرة آلاف رجل ستضطر للتراجع حتى صعدة لحماياتها.
وتعتقد الدراسة، التي ترجمها “يمن مونيتور”، أنَّ قدرة الحوثيين على عزل صنعاء والقضاء على من يشكلون تهديداً لسيطرتهم اختباراً آخر لمقدرة الحوثيين على استقطاب النخب والقيام بعمليات عسكرية بكفاءة عالية داخل بيئة حضرية مُعقدة.
ولفتت الدراسة إلى أنَّ قدرة الحوثيين للحفاظ على سلطتهم على المدى المتوسط أمر مشكوك فيه، بالرغم من أنهم تمكنوا من التغلب بسرعة التحديات المباشرة التي تواجه قيادتهم بعد اغتيال “صالح”، وقدرتهم على إدارة السلطة دون غطاء شرعي.
لذلك تُرجح الدراسة أن تُمثل وفاة “صالح” بداية النهاية لسيطرة الحوثيين على شمال غرب اليمن، وهذا الأمر باعتراف عديد من قادة الجماعة رفيعي المستوى. مشيرة إلى أنَّ الحوثيين بدأوا منذ مقتل صالح في نقل الأسلحة الثقيلة وغيرها من العتاد إلى معاقلهم في محافظتي عمران وصعدة – وكلاهما يقعان شمال صنعاء – استعدادا لتراجع محتمل عن صنعاء.
وتشير الدراسة إلى أنَّ الحوثيين يتعرضون لضغوط على 3 جبهات. في الشرق والوسط تقاتل الميليشيات القبلية وجزء من القاعدة والقوات الموالية للسعودية والإمارات لدفع الحوثيين خارج محافظة البيضاء الاستراتيجية. وفي الغرب تدعم القوات الإماراتية والسعودية ووحدات أخرى معاد تشكيلها من الجيش اليمني التقدم نحو ميناء الحديدة الهام. وفي الشمال باتجاه محافظة الجوف على الحدود السعودية تُحقق القبائل والقوات الحكومية تقدماً سريعاً في عديد من الجبهات.
وستدفع الحرب على 3 جبهات مقاتلي الحوثيين للانسحاب إلى حدود معقلهم الرئيسهم. ومع ذلك، فإن هزيمة الحوثيين عسكريا أمر غير محتمل. ويعتمد نجاح القوات السعودية والإماراتية في نهاية المطاف على موثوقية وولاء الميليشيات القبلية الرئيسية. وإذا استمرت التحالفات التي بناها الحوثيون مع النخب العشائرية والعسكرية، فمن غير المحتمل أن تتمكن القوى المعارضة لهم من طرد الحوثيين من صنعاء. وحتى مع الدعم الضمني من بعض القبائل في صنعاء، يمكن للحوثيين بسهولة إبطال مفعول القوى المعارضة لهم. ولكن لا يمكن للجماعة الدفاع بسهولة عن ميناء الحديدة، وهو أمر بالغ الأهمية للحصول على الغذاء والمساعدات في شمال اليمن. وبالتالي، فمن المرجح أن تركز القوات الإماراتية والسعودية الكثير من جهودها على أخذ الميناء. ومع ذلك، فإن الكفاح من أجل الحديدة من المرجح أن يكون مكلفا بشكل لا يصدق لجميع الأطراف، ولا سيما للمدنيين. حتى لو كانت القوات السعودية والإماراتية تدعم التقدم إلى الحديدة، يمكن للحوثيين أن يتراجعوا بسهولة إلى الجبال الوعرة ويدافعوا بسهولة من منطقة شرق الميناء.
 
الآفاق
وتلفت الدراسة إلى أن النخب اليمنية والحكومات الأجنبية استخفت بقدرة الحوثيين بشكل دائم، لا سيما حكومتي السعودية والإمارات. في نفس الوقت قلل “صالح” من قدرات الحوثيين وقدرتهم على إعادة صياغة استراتيجية مماثلة لتكيكاته في بناء التحالفات مع النخب العشائرية والعسكرية من خلال تقاسم غنائم الحرب، وتهديد أو إلغاء أولئك الذين لا يمتثلون.
وتعتقد الدراسة أنَّ الحوثيين أصبحوا الآن جزء لا يتجزأ من النسيج السياسي والعسكري والاقتصادي في شمال غرب اليمن. وقد أزالوا ببطء وبمنهجية العديد من أولئك الذين كانوا موالين لـصالح. ومع ذلك، فإن غالبية هذه التحالفات المصممة بقوة وذكية “هشة” وتخضع لإعادة التفاوض. ومما لا شك فيه أن موقف الحوثيين قد تعرض للضعف بسبب اغتيالهم لـ”صالح”. كما أن ردة فعلهم الأولى على مقتل “صالح” كان سريعاً وحاسماً فقد حافظوا على صنعاء بالرغم من أنهم فقدوا قدراً كبيراً من رأس المال السياسي، وأجبرتهم على استخدام تكتيكاتهم الثقيلة، التي شملت الاعتقالات الجماعية وعمليات الإعدام. وكما هو الحال مع صالح بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول، ينظر العديد من الزعماء القبليين والعسكريين اليمنيين إلى الحوثيين على أنهم ذهبوا بعيدا جدا في سعيهم للحصول على السلطة.
وبالرغم من غطرسة الحوثيين فإن من غير المرجح هزيمة الحوثيين. وفي أسوأ الأحوال، سوف تتراجع القيادة الحوثية ووحداتها الأساسية وأتباعها ومقاتليها إلى صعدة، حيث يمكنهم – إذا لزم الأمر – أن يقاتلوا لأعوام، على الرغم من أن هذا السيناريو ليس مرجحا في وقت قريب.
واختتمت الدراسة بالقول: في حين أن الحرب بقيادة السعودية والإمارات في اليمن – للمرة الأولى منذ ما يقرب من 3 أعوام – قد أحرزت تقدما محدودا في دفع قوات الحوثيين من بعض المناطق التي يسيطرون عليها، فإن بقاءهم في اليمن تساعد الحوثيين على البقاء. وقد دمرت الحملة الجوية البنية التحتية للمحافظات الشمالية الغربية، كما أن اعتبار دولة الإمارات قوة استعمارية هو شيء يتفق عليه العديد من اليمنيين. وباعتبارها واحدة من أفضل القوى المقاتلة المنظمة والأكثر قدرة في اليمن، فإن الحركة الحوثية تتغذى على هذه الكراهية وتستفيد منها، وتستخدم إجراءات السعوديين والإماراتيين لإظهار أنفسهم كمدافعين عن اليمن.
المصدر الرئيس
[Hot Issue] Does Saleh’s Death Mark the Beginning of the End for Yemen’s Houthi Rebels?
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى