بعد شهر على مقتل زعيمه.. تباين مواقف حزب “المؤتمر الشعبي” تُهدد مستقبله
النهاية السريعة لصالح كشفت عن اختراق حوثي لقيادات وكوادر حزب المؤتمر يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تباينت مواقف قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، وبدا الحزب أكثر تشظياً قبيل ذكرى أربعينية زعيمه، علي عبدالله صالح، الذي اغتاله حلفاؤه الحوثيون أوائل ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأمس الأحد، عقد حزب المؤتمر “جناح صنعاء” اجتماعه الأول، مترحماً على “صالح” ومتجاهلاً التنديد بالجريمة التي اقترفها مسلحو الحوثي بحقه والمئات من أنصار حزبه الذين تعرضوا للقتل والاعتقال خلال الأستبيع الماضية، بعد نحو ثلاثة أعوام من تحالف هشّ ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
الاجتماع إياه، أقرَّ تصعيد قيادة جديدة للحزب، وحاز “صادق أمين أبو راس” على ثقة المجتمعين بتكليفه رئيساً للحزب، خلفاً لـ”صالح”.
وظهر ياسر العواضي، وهو القيادي الثالث في الحزب، ومن الدائرة المقربة للرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، ليؤكد مواقف سابقة تدعو لـ”فكّ ارتباط الحزب بالحوثيين في حكومة جمعتهما منذ نهاية 2016.
وقال العواضي، في ساعة متأخرة من ليل الأحد: “لم أكن مع الاستعجال في اجتماع اللجنة العامة للحزب.. ولآني لم احصل حتى الان على البيان من الشيخ صادق سأنتظره وأعبر عن رأيي حوله، وفي كل الحالات أي بيان للحزب لا يعلن بشكل صريح فض الشراكة مع قتلة الزعيم والأمين العام وقضايا أخرى هامه، (في إشارة إلى الحوثيين) فأنا لست معه أبداً”.
والأسبوع الماضي، تمكن العواضي من مغادرة العاصمة صنعاء إلى مسقط رأسه في محافظة البيضاء، جنوب العاصمة، حسب مصادر محلية مقربة من الزعيم القبلي.
ودعا عقب مقتل صالح إلى أن “أولويات العمل في المؤتمر هي إطلاق سراح المعتقلين (شن الحوثيون حملة واسعة للاعتقالات في قيادات المؤتمر)، وعودة ممتلكات الحزب ووسائل إعلامه.
ويمثل موقف “العواضي” مواقف شريحة من قيادات حزب المؤتمر التي تعمل داخل مناطق الحوثيين وتعارض السلطة الجديدة، لكن قيادات المؤتمر في الخارج تعكف على دراسة خيارات اخرى، لا تتسق مع موقف الداخل ولا موقف المؤتمر الذي يقوده الرئيس الحالي، عبدربه منصور هادي”.
وحسب معلومات حصل عليها “يمن مونيتور” من مصادر مؤتمرية فإن “مؤتمر الخارج” يعتزم العودة إلى مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً والإعلان عن موقف أكثر قوة تجاه ما قام به الحوثيون مؤخراً.
وتعتقد المصادر، مشترطة عدم الكشف عن هوياتها، أن “من المحتمل العودة إلى محافظة حضرموت، لتكون مكاناً لتحركاتها القادمة ضد الحوثيين”، معتبرةً أن ما أعلنته اللجنة العامة بصنعاء “لا يمثل الموقف الرسمي للحزب من قتلة زعيمه”.
ورجحت المصادر ذاتها، أنَّ يكون هذا الموقف الذي تبنّته قيادات “صنعاء” جاء “نتيجة الإكراه وانتزع تحت تهديد سلاح الحوثيين”.
وتابعت: “الحوثيون يقومون بـ”ممارسة سياسة الترهيب على المؤتمريين، في حال لم يعلنوا استمرار تحالفهم معهم ضد الحكومة الشرعية والتحالف العربي”.
التيَّار الثالث الذي يقوده الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يحاول أنَّ يحشد في الرياض توجهات الحزب المختلفة لدعم شرعيته ومواجهة الحوثيين.
وقال الحزب الموالي لـ”الشرعية”، في بيان، أمس الأحد، إن ” قيادات المؤتمر وكوادره الوطنية وقاعدته الجماهيرية الواسعة، تتابع المحاولات الحوثية الساعية إلى تشتيت قوة المؤتمر وتفكيكه والعمل على استتباع وإذلال هذا الحزب الوطني”.
واتهم البيان الحوثيين، بإجبار بعض قيادات الحزب على الخضوع والرضوخ وقبول الاستسلام لسياساتهم بالقهر والقوة والتهديد بالتصفية والمعتقلات في حال رفضت بعض القيادات الأسيرة في صنعاء قبول الاستتباع والإخضاع على تمرير سياسات الاستهداف والقتل وجرائم السطو والهدم الحوثية وتحويلهم إلى غطاء سياسي يهدف إلى شرعنة مشروعهم الإيراني.
وأضاف البيان” ما يجري من محاولة السطو على المؤتمر في صنعاء، من خلال إجبار من هم في وضع الرهائن والأسرى لشرعنة الجرائم الحوثية وتمرير سياساتها، مشيرا إلى أن ما سيصدر عنها لا يعكس الثوابت الوطنية للمؤتمر وخطاب رئيس المؤتمر قبل استشهاده، و لا يمثل أي قيمة سياسية، بل تمثل جريمةً جديده ترتكبها جماعة الحوثي في حق المؤتمر وجميع منتسبيه وتهديدا لمستقبل المؤتمر والعملية السياسية.
ويسعى الحوثيون إلى إحياء نسخة للحزب من القيادات المتواجدة في صنعاء بغرض الحصول على غطاء سياسي بعد انهيار التحالف بينها وحزب المؤتمر الشعبي الذي غدرت بزعيمه الرئيس السابق على عبدالله صالح مطلع ديسمبر/ كانون أول الماضي، وبين هؤلاء: رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، وصادق أبو راس نائب رئيس الحزب، في حين غادر الأمين المساعد للحزب ياسر العواضي صنعاء قبل أسابيع.
وفي الثاني من ديسمبر/ كانون أول الماضي، أعلن الرئيس اليمني الراحل، علي عبدالله صالح، موقفاً غير مسبوق ضد حلفائه الحوثيين ودعا أنصاره للانتفاضة المسلحة ووصفهم بـ”العدوان الداخلي”.
موقف “صالح” الأخير، أثار حفيظة الحوثيين واعتبروه “خيانة” لشر اكتهم، ووصفوا قواته بـ”الميليشيا” فيما هو بات “زعيما لهذه الميليشيا”.
ونتيجة لهذا، دارت اشتباكات طاحنة في عدة أحياء جنوبي العاصمة صنعاء، راح ضحيتها أكثر من 234 شخصاً وأصيب 400 آخرين من الطرفين.
وشكل الحوثيون وحزب المؤتمر حكومة ومجلس سياسي أعلى لإدارة الدولة، مطلع أكتوبر 2016، لكن الخلافات تواصلت ووصلت ذروتها بمقتل “صالح” على يد مسلحين حوثيين، أعقبته موجة نزوح لمعظم قادة حزب المؤتمر وأعضاء الحزب في الحكومة، إلى مناطق تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية، (المتعرف بها دولياً) ومن بقي منهم يخضع اليوم للإقامة الجبرية والاختطاف والتصفية.
ويرى محللون، أن النهاية السريعة لصالح ومقتله على أيدي الحوثيين بعد أيام من دعوته لمواجهتم، كشفت عن اختراق حوثي لقيادات وكوادر حزب المؤتمر التي خذلته، وكشفت عن ولائها للقوة المتمثلة بجماعة الحوثيين.