مراقبون: الاجتماع سيؤكد بشكل أو بآخر استمرار الشراكة والتحالف مع الحوثيين يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
كشفت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء)، السبت، عن تحضيرات تجريها قيادة الحزب تحت إشراف الحوثيين، لترتيب اجتماع، غداً الأحد، لبلورة موقف من التطورات السياسية بعد نحو شهر على مقتل زعيم الحزب، الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت المصادر لـ”يمن مونيتور”، مشترطة عدم كشف هوياتها، عن سعي قيادة المؤتمر في صنعاء، ومن خلفهم الحوثيين، لتكليف القيادي في الحزب “صادق أبو راس” قائماً بأعمال الحزب خلال الاجتماع المرتقب.
وقُتل زعيم الحزب علي عبدالله الرئيس اليمني السابق (1978-2012) برصاص حلفائه الحوثيين بعد تصريحات متلفزة سبقت مقتله بيومين، أعلن خلالها فكّ تحالفه مع الجماعة المسلحة، ودعا لـ”فتح صفحة جديدة” مع التحالف العربي الذي تقوده السعوديةمنذ مارس 2015.
وعن مكسب الحوثيين من هذا اللقاء الذي ظلت الجماعة تعد له منذ نحو شهر، علق “نبيل الصوفي”، السكرتير الصحافي للرئيس اليمني السابق، بالقول إن “كل ما يريده الحوثي من مؤتمر صنعاء هو الاجتماع والظهور كحزب سياسي”، مضيفاً” صمت المؤتمر أضر الحوثي كثيراً”.
وأضاف الصوفي على صفحته الشخصية بـ(تويتر)”، “يريد الحوثي مؤتمراً يترحم على الزعيم(الرئيس السابق صالح)، ويقول أي شيء يريده، المهم يمرر للناس احجية الحوثي أن الزعيم لم يكن وجوده مهماً.. ويمكن للمؤتمر الاستمرار بدون صالح.. ومع الوقت يبيعون ويشترون”.
من جهته، يعتقد الكاتب الصحافي مأرب الورد، أن “الاجتماع سيؤكد بشكل أو بآخر استمرار الشراكة والتحالف مع الحوثيين مع إعلان مطالب مقابل ذلك من قبيل تسليم جثة صالح وإطلاق المعتقلين وتسليم المقرات والمؤسسات الإعلامية”، لافتاً إلى أن “اجتماع صنعاء رغبة حوثية أكثر منه مؤتمرية”.
وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور” أن الحوثيين يريدون إيصال رسائل داخلية لأعضاء المؤتمر وقواعده بأنهم ليسوا مستهدفين، وأن المشكلة كانت مع صالح وقد انتهت بتصفيته على يد مسلحيهم، مشيراً إلى أن “هذه الرسالة لن تلقى قبولا كونها تتناقض مع واقع انتهاكاتهم بحق المؤتمريين”، بحسب تعبيره.
وتابع: “قد يستجيب الحوثيون ببعضها مثل المعتقلين، ولكن ليس كلهم، وكذا تسليم المقرات، ولكن بعد وقت. مع التأكيد أن المؤتمريين ليسوا في موقع قوة للمقايضة والاشتراط ومطالبهم متفق على إعلانها مع الحوثيين للإيحاء بأنهم يتصرفون بحرية”.
ولفت إلى أن الرسالة الثانية من الاجتماع تأتي للخارج بغية إعادة تحسين صورتهم (أي الحوثيين)، بأنهم يقبلون التعايش والشراكة والدليل سماحهم للمؤتمر بعقد اجتماع بحرية لكن ذلك لن ينطلي على الدول الـ18 المهتمة بالتسوية التي تعرف ماذا يفعل الحوثيون بحق أنصار صالح بعد مقتله.
بدورة، قال الصحافي والسياسي علي الفقية، إن مؤتمر صالح في صنعاء لا يمكن التعويل عليه، في اتخاذ موقف قوي وكل ما يمكن أن يخرج به أي اجتماع حالي للمؤتمر في الداخل هو تعميق حالة الإرتهان والتبعية لجماعة الحوثي كون كل القيادات المتواجدين في مناطق سيطرة الحوثيين يعتبرون في حكم الإقامة الجبرية.
ويعتقد الفقية في تصريح لـ”يمن مونيتور” أن جدول الأعمال والمخرجات لن تتجاوز ما ترسمه لهم جماعة الحوثيين وسيتوقفون عند المطالبة بتسليم جثة الرئيس السابق رئيس الحزب وإطلاق الأسرى والمختطفين من أقاربه وأعضاء الحزب وتسليم مقرات وممتلكات الحزب التي تم نهبها إبان الاشتباكات التي شهدتها العاصمة صنعاء بين مسلحي حزب صالح وبين الحوثيين.
ولفت إلى أن أكثر ما يمكن أن يخرج به الحزب هو تكليف صادق أمين أبو راس بالقيام بأعمال رئيس الحزب. وسيعمق ذلك من حالة الإنقسام بين مؤتمر صنعاء وغيرهم من المؤتمريين الموجودين في الخارج بعيداً عن قبضة الحوثيين.
وتسعى جماعة الحوثي المسلحة في اليمن إلى الحصول على غطاء سياسي بعد انهيار التحالف بينها وبين حزب المؤتمر الشعبي الذي غدرت بزعيمه الرئيس السابق على عبدالله صالح، حيث ترى الجماعة أن استنساخ أحزاب يمنية موالية، هو ما تبحث عنه في ظل السخط الشعبي المتزايد ضدها.