طلاب المدارس الحكومية يستقبلون امتحانات نصف العام بلا كتب يمن مونيتور/صنعاء/خاص:
تشارف امتحانات نصف العام الدراسي الحالي على الانتهاء وطلاب المدارس الحكومية لم يتمكنوا بعد من استلام مقرراتهم المدرسية بالمناطق والمحافظات التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، في حين لا تزال مشكلة دفع الرواتب وإضراب المعلمين شائكة، وسط تحذيرات أممية، من أن 4.5 ملايين طالب يمني لن يعودوا إلى مدارسهم بسبب توقف رواتب المعلمين.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” انتشار بائعي الكتاب المدرسي بكثافة يفترشون الطرقات والأرصفة في الشوارع بكميات متفاوتة وبأسعار مرتفعة تصل كلفه المنهج الواحد لصف معين إلى 7 آلاف ريال.
وقال أحد طلاب الثانوية يدعى صخر المرهبي لـ”يمن مونيتور”: لم أستلم إلا ثلاثة كتب فقط من بداية العام من المنهج الدراسي ولم نستلم البقية وكلما طالبنا بالكتاب المدرسي ترد علينا المدرسة “نعمل وفق الإمكانيات المتاحة”.
وتابع قائلاً: الامتحانات تقترب ولا ندري بماذا سنذاكر، حتى شرح الأستاذ لا يكفي ولا يعد مرجعاً لكافة الدروس التي تحتاج إلى مراجعتها بواسطة الكتاب المدرسي”.
اختفاء المنهج المدرسي
واختفى الكتاب المدرسي للعام الدراسي الجديد منذ العام الماضي من مدارس العاصمة صنعاء (الحكومية)، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، بينما لجأت المدارس الأهلية (الخاصة) إلى طباعة المنهج الدراسي على شكل “ملازم” على نفقتها الخاصة خوفاً من مرور عام دراسي بدون توفر المنهج المدرسي.
وقال أحد مدراء مدارس المدارس الأهلية (الخاصة):” في حلول إسعافيه اضطرينا إلى طباعة المنهج الدراسي بمبالغ مرتفعة خوفاً من دخول شهر آخر والطالب لم يحصل على كتابه المدرسي”.
وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور” فضل عدم الكشف عن هويته “طلبنا كميات من مطابع الكتاب المدرسي لكننا فوجئنا بعدم وجود منهج دراسي مطبوع، لذا قمنا بطباعة الكتاب المدرسي بثلاثة ملايين ريال كي نوصل المنهج للطالب الذي طال انتظاره”.
وتسبب تعديل الحوثيين الأخيرة وإدخال بعض التغييرات على المنهج الدراسي التعليمي عبر وزارة التربية والتعليم (الخاضعة لسيطرة الحوثي) للعام الدراسي الجديد، إلى سحب المانحين دعمهم المخصص لطباعة الكتاب المدرسي وفي مقدمة ذلك الأمم المتحدة.
تغيير المنهج يوقف دعم المانحين
وفي الأعوام الماضية، أدخل الحوثيون تغييرات على مناهج الكتب المدرسية، ما أدى إلى رفضها من قبل المدارس في المحافظات الخاضعة للحكومة، وتم إحراق كميات كبيرة منها بسبب التعديل.
وقال مصدر خاص في وزارة التربية والتعليم، إلى أن جماعة الحوثي بتوجيهات عليا من قيادة الجماعة أقدمت على تغيير المنهج الدراسي، ورمت بكل التحذيرات الأممية ومطالبة الوسط التربوي من معلمين وموجهين ومدرسين عرض الحائط جراء العواقب المترتبة على تغيير المنهج الدراسي”.
وأشار المصدر التربوي لـ”يمن مونيتور” مشترطاً عدم الكشف عن اسمه، إلى انه تم سحب المبلغ المالي من قبل المانحين بتوجيهات من الأمم المتحدة التي تنص على تحييد التعليم عن الصراع السياسية وأن تبقى المناهج الدراسية دون إضافات طائفية أو مذهبية.
وتابع:” تفاجئنا بردة فعل وزير التربية والتعليم يحيى بدرالدين الحوثي في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دولياً)، بقرار وقف الدعم الذي صدمنا بقوله: “نحن سعداء لسحب الدعم لأن المناهج يجب ان تدعم من الدولة ويكتفى بذلك ويجرم دعم خارجي لتأليف المناهج”.
ومنذ أربعة أعوام، والتعليم الحكومي في اليمن يواجه أسوا عملية تجريف وانهيار شامل بسبب تدخلات الحوثيين الغير قانونية والا مسئولة، حيث عجزت الجماعة في دفع مرتبات المعلمين منذ عام ونصف مما دفع بالكثير منهم إلى التوقف والإضراب عن التدريس، وهو ما أحدث فراغ تعليمي كبير دفع بأولياء الكثير من الطلاب إلى أدخال أبنائهم في مدارس خاصة.