اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

هل يواجه حزب المؤتمر جماعة الحوثي بعيداً عن الحكومة اليمنية الشرعية؟ (تقرير)

 المشهد حتى اللحظة لايزال يكتنفه الغموض وعدم وضوح في موقف هؤلاء من شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي (المعترف بها دولياً) يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
شكل مقتل الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح في 4 ديسمبر/ كانون الأول2017 على يد (الحوثيين) شركائه في الحكم والحرب، صدمة كبيرة لأنصاره في حزب المؤتمر الذي نجح في إبقاء غالبيته ضمن دائرة المؤيدين له، والتي لا تعترف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وأصبح اليوم في حالة من التخبط والتيّه السياسي بعد أن ظل الحزب لعقود من الزمن مرتبط بشخصية الرئيس.
وفتحت الحكومة الشرعية أبوابها لأعضاء وقيادات حزب المؤتمر والموالين لصالح، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء، وما رافقها من اعتقالات وملاحقات من قبل جماعة الحوثي المنتشية بالنصر، ضد أنصار وقيادات الحزب، كما أعلنت نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة مع قياداته وأنصاره.
غير أن المشهد حتى اللحظة لايزال يكتنفه الغموض وعدم وضوح في موقف من كانوا موالين لـ”صالح” من شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي (المعترف بها دولياً)؛ فلا يزال الكثير من أعضاء وقيادات الحزب ينشطون بعدم الاعتراف بالشرعية، ويلوحون إلى مواجهة الحوثيين كطرف ثالث موازي للدولة.
 
لا قناعة في الاعتراف بالشرعية 
ويرى مراقبون في الشأن اليمني، أن أنصار صالح يعيشون حالة من عدم اليقين وانعدام الأفق، فيما يحذر متابعون من أن محاولة خلق طرف ثالث هو استهداف للشرعية الساعية في طريقها إلى استعادة الدولة ومؤسساتها.
رئيس الدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح علي الجرادي قال، إن بعض قيادات المؤتمر الشعبي (سياسية واعلامية) ليست مقتنعة بالانضواء تحت راية الشرعية اليمنية وتريد مواجهة الحوثي بطريقتها.
وأضاف في حسابه على تويتر: “حرية اختيار الوسيلة في مقاومة الحوثي مكفولة لكل يمني”. مشراً إلى أن “موقف الشرعية الأخلاقي تجاه لحظة الشتات والتهجير القسري (في إشارة لحزب المؤتمر) لا يجب تحولها لعامل ضغط سياسي تجاه قناعاتهم كحزب”.
 
مواقف إيجابية تجاه الشرعية
المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي قال إن أنصار صالح، وقعوا ضحية التفكك المفاجئ للمؤتمر الشعبي العام واكتشاف المظلة التي كان يمثلها لهم الحزب ورئيسه علي عبد الله صالح، موضحا ” ليس هناك حتى الآن موقف متماسك عبر عنه هؤلاء تجاه الشرعية أو التحالف”.
وأضاف التميمي في حديث لـ “يمن مونيتور” أن حزب المؤتمر والموالين لصالح يعيشون حالة من عدم اليقين وانعدام الأفق فهم لا يزالون تحت وقع الصدمة، حسب وصفة، مشيراً إلى وجود بعض القيادات العسكرية والأمنية تعبر عن مواقف إيجابية تجاه الشرعية، منوهاً أنه لا يوجد أمامها من خيار سوى تأييد الشرعية لأنه في جبهة الحرب هذه تصعب المواجهة مع الحوثيين بأجندات وأهداف متنافرة.
من جهته، قال الناشط الإعلامي فارس البنا:” يحق لحزب المؤتمر أو غيره مواجهة الحوثي بأسلوبهم، لكن بيننا وبينهم الدولة ومحاولة خلق طرف ثالث هو استهداف للشرعية”.
وأضاف في تصريح لـ”يمن مونيتور”: لا يمكن تشتيت جهود اليمنيين في تجميع دولتهم تحت لافتة الشرعية، معركتنا مع الحوثي معركة دولة من خلفها الشعب الذي منحها الشرعية ضد مليشيا انقلابية هذا فقط”.
 
إعلام الحزب ضد الشرعية
مؤخراً، لجأ الكثير من نشطاء الحزب المطارد من قبل حلفائه وشركائه الحوثيون، إلى مدينة عدن (العاصمة المؤقتة للبلاد)، غير أن اللافت للأمر يرى بدء انحياز هؤلاء النشطاء المحسوبين على القاعدة الإعلامية للحزب، على نمط سياسي لا يتسق تماماً مع الأهداف الرئيسية للشرعية.
ووفي ذلك، يرى الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي أن المجاميع الإعلامية التابعة للحزب والتي تمكنت من الفرار إلى عدن، وازنت موقفها اليوم على إيقاع الترتيبات الإماراتية التي تخطط لإعادة إحياء الشعبي العام لكن بعيداً عن قيادته في السلطة الشرعية وفي المقدمة الرئيس ورئيس الوزراء ومستشار الرئيس رشاد العليمي”.
وأشار التميمي إلى أن “هذا الأمر لن يستمر طويلا إلا في حالة بقيت جبهة الشرعية والتحالف متنافرة واتجهت إلى المزيد من التباين والتفكك؛ وهو ما لا تشير إليه المعطيات الراهنة التي أظهرت تقاربا كان مستبعدا مع الإصلاح”.
ويواجه حزب المؤتمر الشعبي العام تحديات كبيرة بعد مقتل زعيمه الرئيس السابق على عبدالله صالح على أيدي حلفائه الحوثيين، أبرزها الانقسامات التي تلاحق قياداته وأعضائه، بالإضافة إلى محاولة الحوثيين الأخيرة والمستمرة في تنصيب قيادات جديدة لرئاسة الحزب تكون موالية لها ومقربة منها، وهو ما يعني ابتلاع الجماعة للحزب، بحسب ما يراه مراقبون سياسيون.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى