اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

اليمن في مرحلة “مظلمة”.. ما الذي سيحدث تالياً؟! (تحليل خاص)

تحليل يجيب على عديد أسئلة: هل هناك انتفاضة في صنعاء؟ وما الذي سيحدث لحزب المؤتمر؟ وما الذي سيحدث تالياً في اليمن؟ يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
قُتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، في 4 ديسمبر (كانون الأول)، على يد المسلحين الحوثيين، حلفاؤه على مدى ثلاث سنوات مضت، تاركاً فراغاً كبيراً في مجريات الأحداث وهو الذي ظل عاملاً مؤثراً فيها طوال أربعة عقود؛ ما يعني تفاقماً أطول للأزمة والحرب في البلاد بالرغم من ملامح التوحد لدى السلطات الشرعية.
وبدلاً من اغتنام الفرصة سريعاً، لمقتل صالح، والتحرك في صنعاء عسكرياً مع جهود أكبر لعزل الحوثيين، يبدو أن السلطة “الشرعية” والتحالف يُفضلان البقاء في سكون في انتظار المواقف الخارجية وترتيب أولوية “حزب المؤتمر” كشأن سياسي وليس عسكري.
وحسب مصدر دبلوماسي خليجي مطلع، تحدث لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم كشف اسمه، فإن التحالف العربي الذي تقوده السعودية أعطى ضوء أخضر من أجل التحرك دبلوماسياً لإجبار الحوثيين على حضور مشاورات خلفية في سلطنة عمان بمسقط.
ويعتقد الدبلوماسي، أن التحالف يريد تخفيف الضغوط الدّولية بشأن الحالة الإنسانية المتفاقمة في البلاد وتحميل تبعات ذلك على الحوثيين.
وحسب منظمة الأمم المتحدة فإن ثلثي اليمنيين بحاجة لمساعدات إنسانية من إجمال عدد السكان 25 مليون نسمة. وبينما أعلنت المنظمة الدّولية عن مليون حالة إصابة للكوليرا وتضييق مكافحته بدأ وباء “الدفتيريا” الخناق بالانتشار وتشير البيانات إلى أكثر من 300 إصابة و35 حالة وفاة.
 
هل هناك انتفاضة في صنعاء؟!
قُتل صالح بعد أن حول ولاءه من الحوثيين إلى التحالف العربي داعياً إلى فتح صفحة جديدة؛ لكن صفحته طويت قبل أن تبدأ؛ كان التحالف قد رحب بحديث “صالح” بعد أنَّ تمنع أكثر من عامين لإحداث ذلك واصفاً ذلك بـ”الانتفاضة المباركة”. وقال الدبلوماسي إن التحالف حاول بناء تحالف مع صالح في الوقت المتأخر فالحوثيون كانوا قد استولوا على كل ميزاته القبلية والعسكرية.
وقال زعيم قبلي بارز كان موالياً للرئيس السابق، في حديث لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن الحديث عن انتفاضة في صنعاء من الداخل سابق لأوانه فالقبائل وأنصار “صالح” ما يزالون مصدومين مما حدث ولم يتوقعوا حدوث ذلك، كما أن القادة المؤثرين في السجون أو تحت الإقامة الجبرية؛ أما زعماء القبائل فهم تحت الرقابة، كما أن بناء الحوثيين قيادة جديدة للقبائل يقوض أي تحركات.
وأشار إلى أن الانتفاضة إن كان هناك تنسيق يفترض حدوثها وقت مقتل “صالح” أو قبل حدوث ذلك إذا ما فرض الزعيم القبلي حدوث اتصالات مع السعودية والإمارات. معتقداً أن السعودية ظلت رافضه لـ”صالح” حتى قبل أيام من مقتله.
أثبت خصوم الحوثيين – القوات الحكومية والتحالف العربي- فشلهم في تحويل ميزة عزّل الحوثيين سياسياً بعد مقتل “صالح” إلى ميزة في ساحة المعركة؛ ومع نهاية 2017 كان الحوثيون قد أثبتوا قوتهم وعززوها بإطلاق صاروخ بالستي على الرياض في 19 ديسمبر (كانون الأول).
 
ما سيحدث لحزب المؤتمر؟!
إلى جانب قدرة “صالح” على استغلال وإدارة البيئة القبلية المعقدة لليمن، فقد أدار حزب “السلطة” منذ تأسيس الحزب وحتى وفاته، ولم يعرف الحزب غيره رئيساً، وبعد مقتله يظهر الحزب السياسي في فوضى ومشتتاً في عِدة اتجاهات مختلفة.
يظهر تيار الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة المتواجدين في الرياض، كما أن حديثاً مخابراتياً (درية انتيلجينس أونلاين الفرنسية المخابراتية 13/12/2017)، وشبه رسمي عن محاولة لصعود نجله “أحمد صالح” إلى رئاسة الحزب؛ لكنه ينصدم بِعدة أمور فهو لا يمتلك حضور والده ونفوذه، كما أن القبائل لم تعرفه وتحتك فيه، وعلاقته بالرئيس اليمني ونائبه علي محسن الأحمر ليست جيدة وتحمل تاريخاً من الصراع والتناقض. كما أنَّ مجلس الأمن فرض على “أحمد صالح” عقوبات دولية.
في نفس الوقت يقوم الحوثيون بجهود مضنية من أجل إعادة “حزب صالح”- الذي يمثل غطاءً سياسياً وبمقتل “صالح”، فقد الحوثيون ميزة التفاوض مستقبلاً وسيعتبرهم المجتمع الدولي “جماعة طائفية متمردة” حسب ما يشير جيراليد فايرستاين السفير الأمريكي السابق لدى اليمن في مقال نشره على مجلة ” ناشيونال انترست” هذا الشهر.
لقد أعاد مقتل “صالح” خارطة التحالفات، حيث التقى ولييّ عهد السعودية وأبوظبي، قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح في الرياض، وحسب تصريحات للأمين العام عبدالوهاب الآنسي لـ”نيويورك تايمز” فقد طُلب من الحزب التواصل مع فلول أتباع صالح المتبقين في صنعاء وعمل خُطَّة لمواجهة الحوثيين. وبالرغم من نفيّ أنَّ ذلك ما حدث على لسان نائب رئيس الدائرة الإعلامية (عدنان العديني) إلا أن ذلك هو أبرز ما تسرب حول موضوع اللقاء؛ الذي تبعه تحرير آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة (شرق) وعلى الساحل الغربي.
في كل الأحوال فإن مستقبل البلاد يذهب نحو مزيد من الدماء مع تفاقم الأزمة الإنسانية، المُدمرة، ومع العام الجديد هناك حظوظ أقل بشأن التوصل إلى اتفاقية سلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى