كتابات خاصة

العقلية المناطقية

أحمد ناصر حميدان

المناطقية لعبة الشيطان في سياسة ممنهجة لشق الصف، وشرخ المجتمع، في تفخيخ الواقع لخدمة مشاريع ضيقة أنانية.

المناطقية لعبة الشيطان في سياسة ممنهجة لشق الصف، وشرخ المجتمع، في تفخيخ الواقع لخدمة مشاريع ضيقة أنانية.

المناطقية وسيلة قذرة، لسهولة تناولها وما تتركه من صدى ينتشر بسرعة السرطان القاتل، عبر الأحاديث اليومية في مختلف المجالس والأعمار، وذلك عبر نكات تبدو في ظاهر تداولها للمزاح والتسلية فقط، ثم تتوسع الشروخ الاجتماعية لنجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية، مضرة للإنسان والعلاقات الاجتماعية والإنسانية، تتفسخ قيمنا وأخلاقياتنا، فتعاق مشاريعنا الوطنية الجامعة.
حينما بدأ الترويج للجنوب العربي، ونكران الهوية اليمنية، تذوق البعض العسل المسموم، مثقف وجاهل، استلذ البعض  ما يسقيه للآخرين من مرارة تشبع حقده ونهمه في انتهاك حرمة الوطن، وقع في مصيدة الشيطان الرجيم الذي أعدها بحنكة ودهاء وخبث، هم اليوم أدواته، يبث من خلالهم سمومه لتدمير البنية الثقافية والفكرية للجنوب، لتجريف التنوع وفسيفساء عدن الجميلة قبلة الزائرين، لم ترفض يوما من يلجأ لها ويحتمي تحت ظلالها، سوى في عهد تمكنوا وتسلطوا فيه، برز مشهد يعبر عن ثقافتهم ومكنوناتهم، عنهم ولا يعبر عن عدن والجنوب اليمني بأصالته وشهامته وشموخه.
هي عاهة وبلاهة نتيجة شحن النفوس وغسل العقول لسنوات من الكره والحقد الأعمى، مخطط لحرق اخضرار الأرض فتصحرت وتصحر معها البعض فكرا وثقافة، أنها الدِيماغُوجِيّة (إفساد الرأي والوعي العام)، حيث لا يفيد وفرة الذكاء الخالي من الشجاعة، لان جراءتهم  كفاسدين ومنتهكين تدمر الوطن وتقضي على أحلامنا وطموحاتنا.
ما ذنب الأبرياء؟ ما ذنب النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، والمناضلين والمقاومين والجرحى الذين تم إسعافهم وقضوا نحبهم في نقاط المناطقية، ما ذنبي وذنب كل موطن شريف وحر يحلم بوضع اللمسات الجميلة للحياة !؟ هل ذنبنا أننا نريد أن نكون بشر في هذه الحياة لا حيوانات تقودنا غرائزنا الفطرية !! نشعر بألم وحسرة على مجتمع يتفكك ببط يوجهونه للهاوية .
اختياراتنا تحدد نهاياتنا، أذا سمحنا للمناطقية والطائفية والعصبية أن تتحكم بعقولنا وتصبح هاجسنا الأول في علاقتنا مع الآخرين، فبالتأكيد نهايتنا وخيمة، حيث تترك الساحة للعب الأطفال في مس كرامة وطن وشعب، حيث يجد الفكر المتخلف والتكفيري والرجعي والكهنوتي ضالته المنشودة وبيئته الخصبة للنمو والتكاثر.
ممارسات  ألنقاط العسكرية على حدود عدن منطق يرفضه العقل، حيث لا يقبل أن يتحول مكيال القيم للبيع والشراء , للجاه والرفعة، عندما يهان المواطن في وطنه , ويفرز بالبطاقة الشخصية، ويتعرض للتنكيل والاحتقار , يهان البسيط وتغلق أمامه فرص النجاة، بينما تفتح كل الفرص أمام الطغاة والمستبدين واللصوص والفاسدين وأسرهم، عندما يتحول الرأسمال لمحرك ومحتكر لمجرى الحياة ليحفظ مصالح الكبار ويدوس على حقوق ومصالح البسطاء، بثمن بخس.
عدن تحتاج لوقفه جادة ضد هذه الممارسات وتلك العقليات، لوقف هذه المهازل التي لا تعبر عن عدن ولا عن الجنوب، تعبر عن أصحابها المصابون بالمناطقية والمحقونون بالأحقاد والضغائن ثقافة وسلوك , نسأل ويسال الكثير أين العقلاء؟ أين الثوار؟ أين أحفاد فتاح ومصلح وشائع وعنتر وباذيب؟ أين الجيل الوطني والاممي؟, أين قيم ومبادئ ثورة أكتوبر العظيمة ؟ أين نحن من كتاب الله وسنة رسوله العظيم؟ واستغفر الله العظيم من كل عمل مشين.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى