القوة والتنافس والصواريخ و”وفاة صالح”: ما الذي تُنبئ به الحرب في اليمن؟!
تعليق وسائل الإعلام الأمريكية على صاروخ الحوثيين على الرياض ووفاة “صالح” يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
أبدت وسائل الإعلام والمحللين في الولايات المتحدة الأمريكيَّة خشيتهم من زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط بعد إطلاق الحوثيين صاروخ بالستي على الرياض هو الثاني خلال أقل من شهرين؛ وأشاروا إنَّ ما يثير القلق هو عدم القدرة على التنبؤ إلى المكان الذي سيذهب في الصراع في البلاد.
وتحت عنوان: “القوة والتنافس والصواريخ: مخاطر الصراع الذي لايمكن التنبؤ به بين السعودية وإيران في اليمن” نشرت شبكة CNBC تقريراً تلفزيونياً وايضاً على موقعها الالكتروني قالت فيه: “إن التغيرات الأخيرة في ديناميات الصراع الأهلي في اليمن – التي ينظر إليها على نطاق واسع بأنها حرب بالوكالة بين المنافسين السعودية وإيران – تجعل من الصعب جدا التنبؤ بما يمكن أن يحدث في الشرق الأوسط”.
وقال متحدث باسم السعودية إن “هذا العمل العدائي والعشوائي الذي تقوم به جماعة الحوثي المسلحة/ الإيرانية يثبت استمرار تورط النظام الايراني في دعم جماعة الحوثيين المسلحة بقدرات نوعية”. ونفت إيران هذه الادعاءات.
من الصعب التنبؤ!
وقال ماركوس تشينيفيكس الخبير في شؤون الشرق الأوسط للشبكة الأمريكية إنه يشعر بالقلق لأن من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يؤديه التنافس بين السعودية وإيران.
وأضاف “نحن لا نعرف ماذا يحدث فعلاً، كما لا نعرف ما يمكن أنَّ يحدث فعلاً، لا نستطيع التوقع في ظل انعدام دينامية ثابتة مع المعايير المعمول بها، وهذا هو وضع جديد تماما للمنطقة وأنا حقا أبذل جهداً عسيراً من أجل التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك”.
وتابع: “كانت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لفترة طويلة، تسيطران ثم كانت أمريكا فقط، والآن ليس هناك أحد، لذلك هناك فراغ في قيادة المنطقة وهذا الفراغ الحديث جداً، تمكن الإيرانيون من رؤيته أولاً، فيما السعودية لم تنخرط في التنافس على مدى الخمس السنوات الماضية”.
وجاء أطلاق الصاروخ يوم الثلاثاء مع استمرار الحرب الأهلية في اليمن. وقد اتخذت السعودية وإيران مواقف معارضة في معركة مستمرة من أجل السلطة والهيمنة في البلاد التي أعقبت “الثورة اليمنية” في عام 2011 مما أدى إلى تغيير النظام.
وفاة صالح وليس الصاروخ
المملكة العربية السعودية والعالم الغربي يدعم عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي أصبح رئيسا للدولة بعد انتفاضة ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح في عام 2011.
وتحالف الحوثيون مع “صالح”، في تحالف هش استمر ثلاث سنوات، وانتهى هذا التحالف فجأة في نوفمبر / تشرين الثاني عندما قرر الرئيس السابق تبديل ولاءه. ثم قتلته جماعة الحوثي أثناء محاولته الفرار من العاصمة.
وقالت الشبكة إنَّ وفاة صالح تركت الوضع حساساَ حيث تقاتل الحكومة المعترف بها دولياً الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال تشينيفيكس إنَّ وفاة صالح هي ما غيَّر قواعد اللعبة في الصراع.
وأضاف: “التطور الكبير حقا ليس الصاروخ ولكن موت علي عبدالله صالح الشهر الماضي، وبموته أصبحت القضية أكبر من مجرد الحوثيين مقابل القضية المدعومة من السعودية، فالحرب اليمنية أصبحت أكثر بكثير من حرب بالوكالة بين السعودية وإيران – وهذا يجعلها أكثر إثارة للقلق، وأتوقع رؤية المزيد من الصواريخ القادمة من اليمن”.
من ساخنة إلى الباردة
فيما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن المحلل الإقليمي خوان كول حديثه عن ما وراء المخاوف السعودية في اليمن: وقال إنَّ نفوذ إيران بدأ منذ التسعينات من الصفر والآن تحول إلى غالب في المناطق الشرقية من الشرق الأوسط اليوم. وشن المتمردون الحوثيون انقلابا في اليمن في عام 2014، وعمقوا سيطرتهم على البلاد في العام التالي. كان ذلك أساسا في صراع محلي. ولكن الرياض توقع الإرهاب الإيراني خلف ذلك.
ويشير كول إلى أنَّ حوادث أخرى “حيث هيمن حزب الله اللبناني الموالي لإيران على حكومة الوحدة الوطنية في البلاد منذ. ويبدو أن العميل الإيراني الآخر، وهو نظام البعث بشار الأسد، قد فاز بالحرب الأهلية في سوريا. وتبخر النفوذ السعودي في العراق بعد أن انفصلت معظم المحافظات ذات الأغلبية السنية العربية للانضمام إلى “الخلافة” التابعة لداعش في عام 2014، ثم غزاها جيش الحكومة المركزية بمساعدة من الميليشيات الشِّيعيّ”.
لذلك السعودية لن تسمح بأن يذهب الحوثيون بعيداً في اليمن.
وقالت الصحيفة الأمريكيَّة: “إن الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية باليمن سيؤجج بعض الصراعات الأكثر تعقيدا في المنطقة”.
أما مايكل نايتس، زميل ليفر في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى فقال إن التوترات العسكرية سيئة. وقال “ان كل الحروب الباردة لديها القدرة على التحول فجأة ساخنة، وربما فقط للحظة قبل ان يوقف القادة الحرب”. “هذا الخطر موجود في حالة السعودية / دول مجلس التعاون الخليجي مقابل إيران”.
المصادر
Power, rivalry and missiles: The dangers of Saudi Arabia and Irans unpredictable conflict in Yemen
What’s behind the feud between Saudi Arabia and Iran? Power.