“شبح” صالح يطارد الحوثيين .. وحزبه لم يفق من الصدمة
يطارد الحوثيون أصحاب السيارات الذين يرفعون صور صالح يمن مونيتور/ وحدة التقارير/خاص:
شكل مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في 4 ديسمبر/ كانون الأول 2017 ردود فعل ساخنة، حيث بدأ كثيرون في الحديث عن مستقبل اليمن، والصراع الدائر فيه، بصفته الشخصية الأكثر هيمنة على تاريخ البلاد خلال العقود الأربعة الأخيرة، لكن شركائه لم يكتفوا بمقتله، فقد شرع الحوثيين شركاء الأمس، إلى شن حمله اعتقالات وتصفية لقياداته وأنصاره في حادثة غير مسبوقة.
وقالت مصادر عسكرية في حزب المؤتمر، إن معظم قيادات الصف الأول في الحزب تستهدف بشكل يومي، خصوصاً تلك التي لها علاقة مباشرة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وذكرت المصادر لـ”يمن مونيتور” مشترطة عدم الكشف عن هويتها، إن جماعة الحوثي أقدمت، على اختطاف القيادي في حزب المؤتمر ومدير التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية في عهد الرئيس السابق لليمن، علي حسن الشاطر مع أبنائه، بعد محاصرة منزله لساعات ومن ثم اقتيادهم إلى جهات مجهولة.
وكان العميد الشاطر مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية إبان حكم الرئيس السابق لليمن، ولاحقاً بات من أحد أقوى أذرع صالح الإعلامية، والمشرف العام على قناة “اليمن اليوم” التابعة للحزب، والخاضعة حالياً لسيطرة الحوثيين.
وأضافت المصادر أيضا، أن جماعة الحوثي اختطفت عصام دويد الحارس الشخصي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما صدرت حكماً غيابياً بالسجن على الإعلامي محمد أنعم، رئيس تحرير صحيفة الميثاق الناطقة باسم حزب المؤتمر.
استمرارية الاشتباه والاختطاف
وأشارت إلى أن جماعة الحوثيين المسلحة، ما تزال مستمرة في مداهمة المنازل واختطاف القيادات البارزة والرفيعة في حزب المؤتمر الشعبي العام، خشية القيام بأعمال تحريضيه ضدهم، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” قيام نقاط التفتيش التابعة لجماعة الحوثيين في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، باعتقال كل من يبدي تعاطفه مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، سواء في رفع صوره أو التعبير عن موقفه بحرية مع الرئيس السابق.
وذكر شهود أعيان لـ” يمن مونيتور”، عن قيام مسلحي الحوثيين في احدى النقاط الأمنية التابعة لهم بمحافظة ذمار، وسط اليمن، بقتل مواطن في سيارته وبجوار عائلته بسبب (صورة) للرئيس السابق على عبدالله صالح، لم يستطيع الضحية مسحها مع على مركبته وهو ما رفضه الحوثيون ليتطور الأمر بعد ذلك إلى مشادات كلامية أدت إلى مقتله.
بدوره، قال كامل الخوداني وهو صحافي ظل مقرباً من صالح حتى مقتله على يد الحوثيين، إنَّ نحو 1200 من قيادات وأعضاء حزب المؤتمر تم تصفيتهم من قبل الحوثيين، وأكثر من 3000آلاف قيادي وعضو مؤتمري تم اختطافهم، فيما 250 قيادياً لايزال مصيرهم مجهول حتى اللحظة.
استهداف وزراء المؤتمر
وفي خطوة جديدة، تهدف إلى اجتثاث وابتلاع الحزب من المشهد السياسي في المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين، أقدمت الجماعة بعد أيام من قتلها لزعيم الحزب الرئيس السابق على عبدالله صالح إلى الإطاحة بوزراء كانوا محسوبين على حزب المؤتمر الشعبي العام من حكومة ما يسمى “بالإنقاذ الوطني” (غير المعترف بها دولياً) واستبدالهم بآخرين موالين للجماعة.
حيث أقدمت حكومة الحوثيين في صنعاء برئاسة مجلسها الأعلى الذي يرأسه حالياً صالح الصماد، بتعيين عبد الحكيم أحمد الماوري وزيراً للداخلية في الحكومة غير المعترف بها، خلفاً للواء محمد عبدالله القوسي الموالي للرئيس السابق “صالح”، والذي تقول روايات أن الأخير كان موجودا في منزل الرئيس (صالح) بصنعاء عندما اقتحمه الحوثيون مما يعني رغبة الجماعة في التخلص منه.
كما أقدمت جماعة الحوثي على تعيين مسفر عبدالله صالح النمير وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات خلفاً للوزير السابق جليدان محمود جليدان، المحسوب على حصة المؤتمر الشعبي العام، إضافة لتعيين هلال عبده علي حسن الصوفي محافظاً لمحافظة حجة.
وكان قيادي حوثي أكد في تصريح سابق لـ”يمن مونيتور” سعي جماعته لتنصيب قيادة جديدة لرئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام، مشيراً أنَّ القيادة الجديدة ستكون معروفة لقواعد المؤتمر بعد أنَّ ظل صالح على قيادة الحزب منذ التأسيس، في مسعى من الجماعة للبحث عن غطاء سياسي والذي كان المؤتمر المشروع الحامل لهذا الغطاء قبل انهيار التحالف بينهما.
الحكومة تتخلى عن “صالح”
في الوقت الذي لم يجف فيها دماء الرئيس المغدور، سارعت قيادات كبيرة في المؤتمر ومشاركة في حكومة صنعاء (غير المعترف بها دولياً) إلى طوى صفحت الرئيس السابق في ظاهرة بدت غريبة إلى حد كبير بحسب مراقبين.
حيث، أعلنت حكومة صنعاء (المشكلة مناصفة بين الحوثيين وحزب المؤتمر) أنها طوت حقبة العهد السابق الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، مطالبة بوقف ما وصفته تصفية حسابات وما يجري اليوم والتخفيف من القضية الأمنية في الشارع العام كي يتمكن الناس من الخروج من منازلهم.
وكشف رئيس الوزراء في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عبدالعزيز صالح بن حبتور، (موالِ سابق لـ”صالح”) أثناء مشاركته في افتتاح أعمال الندوة الدولية لإدارة المخلفات الصلبة والفرص الاستثمارية إلى أن المواطن لا يستطيع الخروج من منزله اليوم خوفاً من الاعتقالات وتصفية حسابات في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي العام والحوثيين.
ونقل مراسل “يمن مونيتور” حديث رئيس حكومة بن حبتور – غير المعترف بها – قائلاً: إن الحضور إلى الفعاليات المقامة اليوم في صنعاء تعد عملية تطبيعيه لحياتنا التي اضطربت خلال الأسبوعين الماضيين.
تجدر الإشارة إلى أن بن حبتور أيد الرئيس عبد ربه منصور هادي وأعلن دعمه له، غير أنه غيّر موقفه إلى النقيض وقبل ترأس حكومة ما يسمى بـ” الإنقاذ الوطني” في صنعاء تحت سلطة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.