وعادة ما يكونون الأقرب من مركز صنع القرار بدرجة تضمن انصياعهم ودهشتهم بأهميتهم الخاصة؛ محتفى بهم في المحافل الدولية؛ ويلتقون بالشخصيات السياسية الكبيرة وكأنهم أصدقاء؛ تصنع لهم هالة كبرى كي يشار لهم بالبنان ويصبح لقولهم أثر.
دأبت امريكا على صناعة شخصيات مؤثرة في المجتمعات العربية لتمرير سياستها أو فرضها؛
هذه الشخصيات تٌنتشل بعناية ووفق مقاييس نفسية تجعلها الأمثل كي تنبري مدافعة عما يٌملى لها بإخلاص واستماتة.
غالبا ما يأتون من قلب البسطاء لطعنوهم في الظهر.
وعادة ما يكونون الأقرب من مركز صنع القرار بدرجة تضمن انصياعهم ودهشتهم بأهميتهم الخاصة؛ محتفى بهم في المحافل الدولية؛ ويلتقون بالشخصيات السياسية الكبيرة وكأنهم أصدقاء؛ تصنع لهم هالة كبرى كي يشار لهم بالبنان ويصبح لقولهم أثر.
هؤلاء لا يكونوا عادة محبوبين لأن السياسات التي يبشرون بها تنقلب رأسا على عقب منذ ظهورها وحتى ختامها.
فبداياتهم تكون وردية إنسانية حتى تتعمق شعبيتهم بين البسطاء ويصبح لكلمتهم صدى.
ثم يفاجئون مريديهم وأتباعهم بآراء تختلف جذريا عما كانوا يدعون إليها في بداياتهم.
هم غير مكلفين بفرض هذه الآراء أو القرارات بل إيصالها للناس وصدمهم بها فقط كونهم شخصيات سياسية في طور الاعداد ليصبحوا هم الحكام أو رجال دولة.
هم أقرب لأداة جس نبض الشارع والشماعة التي تتحمل الصدمات حتى يصبح أي قرار منافي لرأي الشارع اعتيادي الطرح وربما التقبل له.
لا يسمح لهم بتسجيل أي مواقف وطنية مشرفة إلا في الحدود المطلوبة لصنع وجودهم بداية وتحسين صورهم.
أما الخروج عن الخط المرسوم لهم قد يؤدي إلى نهاياتهم السياسية أو حتفهم أو على أقل القليل تهميشهم أو تحطيم سمعتهم.
في الغالب المفترض أن نتعاطف مع هؤلاء الذين يجدون أنفسهم في فوهة المدفع موجهين لصدور شعوبهم في عملية انتحارية تصنع منهم ربما حكاما دكتاتوريين مستقبلا تصب اللعنات على رؤوسهم في كل حين؛ أو أدوات سياسية لتمرير أسوأ الأمور على الشعوب والمناطق العربية.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن سياسة “يمن مونيتور”.