اخترنا لكمغير مصنف

(رويترز) الساعات الأخيرة في حياة الرئيس اليمني السابق

تقرير لوكالة رويترز يسرد الساعات الأخيرة قبل مقتل علي عبدالله صالح  يمن مونيتور/ صنعاء/ رويترز:
قبل يوم من مقتل رئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح اقتحم مسلحون من جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران أحد بيوت صالح الحصينة في صنعاء.
وبينما كانوا ينهبون الفيلا التقطوا صورا لقوارير الخمور وزجاجات الفودكا ونشروها على الإنترنت.
وقال حميد رزق المسؤول الكبير في حركة الحوثي على حسابه الرسمي على تويتر “هكذا كان يعيش الخائن (صالح) وأفراد أسرته في زمن الحرب والحصار والكوليرا”.
تحرك المسلحون الحوثيون سريعا وبدون رحمة لمعاقبة صالح (75 عاما) بعدما بدا أنه يغير ولاءاته في الحرب اليمنية الجارية منذ ثلاث سنوات.
وبعد تحالف استمر ثلاث سنوات مع الحوثيين دعا صالح يوم السبت الماضي إلى “صفحة جديدة” في العلاقات مع السعودية.
ويمثل مقتل صالح انتكاسة للرياض التي كانت تعلق الآمال على أن تأييد صالح ووحدات الجيش الموالية له في شمال اليمن سيساعد في إنهاء الحرب التي أزهقت أرواح عشرة آلاف شخص وسببت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتخشى السعودية من أن يتحول الحوثيون إلى مركز قوة في الشرق الأوسط على غرار جماعة حزب الله الشيعية في لبنان.
ويحافظ الحوثيون على الأراضي التي سيطروا عليها رغم الغارات الجوية التي تشنها السعودية وقوات متحالفة معها ورغم حصار بحري منع وصول الغذاء والدواء والوقود للمناطق الشمالية التي يهيمنون عليها مما دفع المنطقة إلى شفا المجاعة.
والشهر الماضي، أطلق الحوثيون صاروخا باليستيا على الرياض.
والآن يعلق السعوديون آمالهم على أحمد علي نجل صالح -وعلاقاته الطيبة مع دولة الإمارات حليفة السعودية- كي يقوم بالمهمة التي لم يتمكن والده من إتمامها.
وظهرت صور أحمد علي، وهو قائد عسكري محط إعجاب آلاف الجنود في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، في الصفحة الأولى للصحف الإماراتية يوم الأربعاء خلال اجتماع مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.
جاء مقتل صالح بعد 40 عاما قضاها في المشهد السياسي رسمت ملامح التاريخ الحديث المأساوي للبلاد. ولطالما خضع اليمن البلد الذي يملك القليل من الموارد الطبيعية والذي تغرقه الأسلحة والمقسم بين ولاءات قبلية ودينية مختلفة لسطوة جيرانه الأقوياء ولا سيما السعودية.
وكان صالح أول رئيس لليمن بعد الوحدة في 1990. لكنه بدل ولاءاته مرارا، إذ قاتل الحوثيين في السنوات الأولى من أوائل الألفينيات على سبيل المثال، مع تغير موازين القوى في الشرق الأوسط.
وخلال أحدث حلقات هذه الدراما السياسية أصبحت الإمارات لاعبا رئيسيا في أزمة اليمن. وتمول الإمارات وتدرب جماعات مسلحة تشق طريقها صوب ميناء الحديدة على البحر الأحمر وهو معقل للحوثيين ونقطة دخول رئيسية للإمدادات لملايين المدنيين في شمال اليمن.
وترتبط أسرة صالح منذ فترة طويلة بعلاقات طيبة مع الدولة الخليجية الغنية التي مولت على مدار عقود مشروعات بنية تحتية في اليمن قبل أن تصبح عضوا أساسيا في التحالف بقيادة السعودية.
وقال حمزة الحوثي وهو قيادي كبير في الجماعة، إن الحوثيين ارتابوا في ولاء أسرة صالح للتحالف الذي تقود السعودية لبعض الوقت وإن التوترات كانت تعتمل تحت السطح منذ أغسطس آب. وأضاف أن المقاتلين الحوثيين اعترضوا شحنات أسلحة إماراتية في طريقها لعائلة صالح أواخر الشهر الماضي. وعقابا لذلك قتل الحوثيون طارق ابن شقيق صالح يوم الاثنين.
ويقول جوست هيلترمان من المجموعة الدولية للأزمات إن الأحداث الأخيرة ترجح احتمال تصاعد الحرب في اليمن.
وتابع “رغم أن الحوثيين قوة عسكرية مهمة فهم لم يختبروا السياسة أو الحكم. تغلغلهم… في أوساط الناس محدود ومع الوقت ستكون هذه ميزة لأعدائهم”.
وأضاف “لكن هذا لن يحدث في القريب العاجل لذا يبدو أن الصراع سيتفاقم”.
* مقامرة خطرة
حاولت الرياض خلال العقود القليلة الماضية وعلى التوالي سحق ثورة مناهضة للملكية، والماركسية، والحركة المسلحة لتنظيم القاعدة في اليمن. ودعمت الرياض صالح بين عامي 1978 و2012 في سحق هذه الأيديولوجيات قبل أن تتمكن من النفاذ إلى داخل المملكة.
ولكن مع اندلاع مظاهرات في اليمن ضمن الربيع العربي الذي اجتاح دولا بالشرق الأوسط، أدركت الرياض أن صالح لم يعد قويا بما يكفي لأداء المهمة ودعمت انتقال السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي.
وبدأت الرياض حملة قصف لا تزال مستمرة حتى الآن بعد أن هاجم الحوثيون صنعاء في 2014 مما دفع هادي للذهاب إلى السعودية.
وعندها قام صالح بأخطر مقامرة في حياته المهنية الحافلة وتحالف مع الحوثيين الذين ينتمون لطائفة دينية حكمت اليمن لألف عام.
جاء ذلك رغم خوض الجيش اليمني في عهد صالح، الذي كان يملك طائرات ودبابات وصواريخ بعيدة المدى، ستة حروب ضد الحوثيين على مدى عشر سنوات كان صالح خلالها حليفا للسعودية وقوى غربية.
وفي ظل خبرة صالح في إدارة البلد وتكوينه جيشا قويا، حقق الحوثيون مكاسب عسكرية كبيرة وتمكنت قواتهما معا من تحمل آلاف الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية.
* حلف متصدع
لكن الحلف بين الحوثيين وصالح تصدع في أغسطس آب عندما قتل قيادي حوثي أحد المساعدين المقربين لصالح وفقا لمصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام.
وقالت المصادر إن أنصار صالح أرادوا الانتقام. وخوفا من التعرض للغدر قام الحوثيون بتحديد إقامة صالح في قطعة أرض يملكها في الحي السياسي بصنعاء. وقال جيرالد فايرستاين السفير الأمريكي السابق في اليمن والذي يعمل بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن إن الحوثيين خاضوا الحرب بعدها بشكل كبير من دونه.
وكتب فايرستاين في نشرة سياسية “كان صالح قد أصبح قوة مستنفدة إلى حد كبير بحلول الوقت الذي قتل فيه…”.
وتفجرت التوترات يوم 29 نوفمبر تشرين الثاني. وانتشرت شائعات في صنعاء عن اعتزام الحوثيين طلاء قباب مسجد كبير وقصر بناهما صالح وسماهما باسمه باللون الأخضر المميز لهم.
وعندما اقترب الحوثيون من القصر أطلق حراس صالح النار لكن الحوثيين بخبرتهم في حروب المناطق الجبلية اجتاحوا القصر في هجوم استخدموا فيه القنابل اليدوية وسيطروا عليه.
وقال مسؤول كبير في حزب صالح لرويترز إن الحوثيين كانوا يريدون منه أن “يسلم أسلحته وينزع سلاح مقاتليه”، لكن صالح رفض.
وقال مسؤول آخر بالحزب إنه جرى إعدام الرئيس السابق برصاصة في الرأس بعد أن حاول الصمود في موقف دفاعي أخير داخل منزله. ويناقض هذا تقارير تحدثت عن أن صالح كان يحاول الفرار في سيارته عندما قتل في الرابع من ديسمبر كانون الأول.
وقال مساعد لصالح إنه وزملاءه يخشون انقلاب الحوثيين عليهم جميعا. وقال “الحوثيون يريدو قتلنا جميعا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى