لكن بالنسبة لصالح، المعروف بمكره السياسي، ثبت أنَّ هذه المقامرة كانت هذه المرة خطوة مميتة. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
قالت شبكة CNN الأمريكيَّة، إنَّ مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء على يد حلفاءه السابقين (جماعة الحوثي) يمثل ضربة لآمال إنهاء الصراع الذي طال أمده في الدولة الأشد فقراً عربياً.
وقال تقرير الشبكة الأمريكيَّة، حسب ترجمة لـ”يمن مونيتور” إلى أنَّ صالح قُتل عقب أيام من قتال الشوارع الذي احتدم بين قواته والمسلحين الحوثيين في عدة أحياء في العاصمة اليمنية.
وقبل يومين من مقتله أعلن صالح انتهاء تحالف دام ثلاثة أعوام مع الحوثيين المدعومين من إيران. وقال انه يريد “فتح صفحة جديدة” مع التحالف الذي تقوده السعودية وشنت تدخلا عسكريا ضد الحوثيين في اليمن في عام 2015. ورحب التحالف السعودي بهذا التحرك وقدم الدعم الجوي لقوات صالح في الاشتباكات التي تلت ذلك مع الحوثيين.
ولكن بالنسبة لصالح، المعروف بمكره السياسي، ثبت أنَّ هذه المقامرة كانت هذه المرة خطوة مميتة.
وأكدت وزارة الداخلية في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، مقتله. وأضاف البيان “أن ميليشيات الخيانة انتهت وان زعيمها قتل”.
وقد شاهدت “سي إن إن” لقطات ومقاطع فيديو يبدو أنها تظهر جثة صالح. تعذر التحقق من الصور بشكل مستقل.
وقتل صالح عندما حاول الفرار من صنعاء لمسقط رأسه في سنحان. وكان منزله في صنعاء تحت حصار الحوثيين لأكثر من 48 ساعة قبل أن يقرر المغادرة.
وقال قائد كبير في جماعة الحوثي لشبكة سي ان ان إن سيارته أُوقفت عند نقطة تفتيش جنوب صنعاء. وقال القائد إن المواجهات اندلعت، مما أسفر عن مقتله وعدد من كبار مساعديه.
وعادت جثة صالح إلى العاصمة تم تسليمها إلى قيادة حزبه وهو المؤتمر الشعبى العام.
ضربة للسلام
يبدو أن وفاة صالح ستؤجج القتال على ما أصبح حربا بالوكالة في اليمن بين السعودية وإيران.
وقال اسماعيل ولد الشيخ احمد المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن في بيان “إننا نكرر موقفنا من أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من نزاع طال في اليمن”.
وقال آدم براون، محلل الشؤون اليمنية في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية والمقيم السابق في صنعاء: “على الرغم مما ظهر وكأنه انتصار كبير لصالح، إلا أن الحوثيين عاودوا القتال بقوة”.
وأضاف “سنشهد الآن تعزيز الحوثيين لسلطتهم في اليمن”.
وقال إنَّ “هذا يجعل اتفاق السلام اقل إمكانا”.
ووصف زعيم الحوثيين (بدالملك الحوثي) في حديثه على تلفزيون المسيرة بأن ما جرى يوم الاثنين بقتل صالح “تاريخية وفريدة من نوعها”.
وقالت الشبكة إنَّ انشقاق صالح عن الحوثيين بدا بمثابة انفراجه في الحرب التي امتدت لأكثر من عامين، كاسرا الجمود الذي اتسم به القتال.
لكنها تسببت في اضطرابات كبيرة في صنعاء.
تدهور الحالة الإنسانية
ولقى ما لا يقل عن 125 شخصا مصرعهم كما تم معرفة إصابة 238 أخرين في القتال خلال الأيام الخمسة الماضية، وفقا لما ذكرته متحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشبكة سى ان ان.
وأضافت المتحدثة أن اللجنة الدولية تحاول على وجه السرعة توفير الوقود لمولدات الكهرباء إلى جانب أكياس الجثث إلى مستشفيين رئيسيين في صنعاء، حيث يشهدان “تراجعاً حاداً في الإمدادات نظرا لعدم وصول أي واردات تجارية إلى البلاد”.
وقالت المتحدثة ان 13 موظفا من اللجنة الدولية نقلوا الاثنين من صنعاء إلى جيبوتي بسبب “الاشتباكات عنيفة” في صنعاء التي ظهرت فجأة.
وقال براون: “نشهد تحولا دراماتيكيا، وأعتقد أنكم شاهدتم الحوثيين يتحولون بشكل فعال من رؤية صالح حليفا مريحا إلى مشكلة هائلة”.
ويحتاج ثلاثة أرباع اليمنيين إلى مساعدات إنسانية لتلبية الاحتياجات الرئيسية، بحسب مراقبين دوليين، حيث يواجه أكثر من 17 مليون شخص فقرا غذائيا، بينهم 8.4 ملايين على حافة المجاعة.
وصعد علي عبد الله صالح إلى السلطة في انقلاب عسكري، وأصبح رئيسا لشمال اليمن عام 1978. وبعد التوحد عام 1990، بات صالح رئيسا لليمن. وتنحى صالح رسميا عن الرئاسة عام 2012، قبل أكثر من عام من اجتياح الاحتجاجات اليمن كجزء من الربيع العربي.
المصدر الرئيس
Yemens former President Ali Abdullah Saleh killed trying to flee Sanaa
