واذا كان هذ صحيح فما الذي يجري ولماذ استعصت العشرة في المائة التي يسيطر عليها الحوثي؟
الحقيقة أن المقاومة تسيطر على أكثر من هذه النسبة، والحقيقة ايضاً أن المعركة ليست معركة جغرا فيا ومساحة، ولهذا نسبة المساحة لا تعني المعركة إلا بصورة نسبية، فمديريات المحافظة وريفها هي مع المقاومة ولا وجود للحوثيين فيها، حتى العناصر التي كسبوها اختفت ودخلت مرحلة كمون. واذا كان هذ صحيح فما الذي يجري ولماذ استعصت العشرة في المائة التي يسيطر عليها الحوثي؟
الحقيقة أن المقاومة تسيطر على أكثر من هذه النسبة، والحقيقة ايضاً أن المعركة ليست معركة جغرا فيا ومساحة، ولهذا نسبة المساحة لا تعني المعركة إلا بصورة نسبية، فمديريات المحافظة وريفها هي مع المقاومة ولا وجود للحوثيين فيها، حتى العناصر التي كسبوها اختفت ودخلت مرحلة كمون.
كل الريف تقريباً مع المقاومة ولم تدخله مليشيات الحوثي ولا حليفها “صالح” وهي ترفع شعار( كلنا مقاومة) في الأسواق والجدران وتقيم مسيرات ومهرجانات جماهيرية دعما للمقاومة ولاصوت يعلو على صوت المقاومة، عدا مديرة واحدة تقريبا هي مديرية “خدير” التي بها وجود مسلح على وجل لمليشيا ت الحوثي وصالح.
ولهذا عندما سيطر ت المقاومة على الضباب، في مشارف تعز الجنوبية الغربية صارت الطريق مفتوحة والمنطقة آمنة إلى التربة، نحو ستين كيلو تقريبا تمر على مديريات جبل حبشي والمسراخ والمعافر والمواسط والشماتين وصولا إلى لحج وعدن.
وهناك فارق كيلو مترأاو اقل بين (الضباب) ومقاومة المدينة في الجهة الجنوبية الغربية ولو التحمت المقاومتان لفتح الحصار على المدينة، وصارت الطريق مفتوحة إلى عدن.
وهو ما تنبهت له مليشيات الحوثي، واخذت تحشد وتستميت في المساحة الفاصلة بين مقاومة المدينة والضباب وفي المدخل الغربي عموما الذي سيفتح الحصار مباشرة نحو المخا وعدن من أجل تأخير هزيمتهم لكسب الوقت من اجل المفاوضات التي يعلقون عليها أمل النجاة.
وهكذا هي مديريات شرعب ومقبنة والوازعية، كل المديريات موالية للمقاومة وشعار( كلنا مقاومة) مرفوعة فيها وعندما حررت قلعة القاهرة ومبنى المحافطة احتفلت المديريات عن بكرة ابيها.
لكن الحقيقة أن هذه المديريات خارج المعركة كجغرافيا حاضرة بشبابها في المدينة، ولو وجدت الامكانيات لكان الأمر مختلف.
ومن هنا تكون نسبة سيطرة المقاومة على٩٠٪ وأكثر من حيث المساحة صحيح من ناحية حضور المقاومة وغياب الحوثيين الذين لم يسيطروا ابتداءً على مديريات تعز على الاطلاق كما عجزوا عن دخول المدينة ايضاً.
وكل المعركة هي في حصار المدينة من كل الجهات منذ أكثر من أربعة أشهر، حصار غذاء ودواء وهجوم ومحاولة يومية للاقتحام، مصحوبة بقصف مكثف على جبهات المقاومة، وعلى الاحياء السكنية على حد سواء، وهي الاقتحامات التي تحولت إلى محارق للمهاجمين وعمليات انتحار يومي، وسجلت المقاومة صمودا اسطوريا، بل وتمددت وسيطرت قبل اسبوعين تقريبا على المربع الأمني والمؤسسات السيادية المحافظة والأمن والشرطة والبريد والمالية والشرطة العسكرية ومؤسسات أخرى، وصولا إلى محيط القصر الجمهوري ومقر القوات الخاصة كما استطاعت ان تحرر الجهة الجنوبية التي يطل عليها جبل صبر لتفك لاول مرة الحصار من هذه الجهة التي تمثل اهمية استراتيجية لكنها لاتمثل منفذا للحصار، فلا طرق معبدة تربط المدينة بخارجها حيث يربض الجبل العسر عليها والذي ترتبط طرقه بالمدينة المحاصرة.
وعلى هذا فان المقاومة تسيطر على أكثر من ٩٥٪ من اجمالي المحافظة وأكثر من ٧٠٪ من المدينة، لكن كل هذا لم يغير من أمر الحصار ولا يعني شئيا في شكل المعركة وجوهرها.
فما زالت قوة صالح والحوثي تضرب حصارا من الجهات الثلاث الشرقية والشمالية والغربية حيث مقرات معسكرات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة واللوا ٣٥ وهي فرق عسكرية كاملة التجهيز متواجدة منذ عقود اضيف لها المليشيات الحوثية القادمة من خارج تعز وتعزيزات شبه يومية كل هؤلاء يهاجمون ويحاصرون المدينة منذ اشهر والمدينة صامدة بمقاتليها واهلها متحدين الحصار والهجوم العسكري اليومي مكبدة هذه القوات خسائر فادحة وهذه هي عبقرية المدينة المحاصرة التي تثق كل الثقة بانها ستنتصر وهي تمرغ انوف الغطرسة والقوة غير المتكافئة بتراب الحاضر والمستقبل.
اهمية هذا التوضيح لان الحديث عن نسبة السيطرة عند التطرق إلى المعركة في تعز غير دقيق ويعطي تشويشا وارباكا خاصة للمتلقي الخارجي، فريف تعز ومدينتها ترفض وجود الحوثي والريف لم يصله سلاح الحوثي صالح من الأساس؛ والمفارقة انهم كانوا يتحدثون دوما عن مديريات “صبر”، باعتبارها مديريات حاضنة للحوثيين وانتم تعلمون ماذا فعلتْ بهم صبر عند ما حاولوا دخولها عسكرياً!
المعركة في تعز محاولة فرق عسكرية ومليشيا كبيرة العتاد والعدة اقتحام المدينة المقاومة منذ خمسة اشهر ففشلوا ومازال الحصار مستمرا والمعركة مستمرة والتقدم للمقاومة في معركة فك الحصار عن المدينة واليمن الانسان والجغرافيا والتاريخ، بعيدا عن نسبة السيطرة وحساب الجغرافيا التي تهتف كلها بشعار (كلنا مقاومة).