كتابات خاصة

وداعا عفاش الدم

فكرية شحرة

قتل عفاش الدم ولا يهم بأي طريقة شنيعة قتل ما يهم أن من قتله هم أولئك الذين رباهم كالأفاعي لقمع اليمنيين وقهرهم وأدخلهم عاصمة الدولة وسلمهم زمام الأمر انتقاما من ثوار 11 فبراير السلميين الذين هتفوا في وجهه: ارحل صالح فأنت عمل فاسد.

قد يتطرق التاريخ يوما لذكر تلك المشاعر المتضاربة التي اجتاحت اليمنيين الذين ابغضوا “علي صالح”، حين تناقلت وسائل الاعلام مشاهد لمقتله بالصور فأنكرها محبوه واعداؤه ثم ألحقوها بمشاهد فيديو إمعاناً في الإثبات وتحطيماً لانتفاضته الصالحية من أجل قصوره وأمواله وكرامته التي ديست مرة بعد مرة.
لقد عمّ الحزن والصدمة لخبر مقتله بتلك الطريقة السهلة كأنه لم يكن حليفا لهذه الجماعة الفاشية.
لقد حزن حتى مبغضوه؛ حزن أولئك الذين تمنوا أن تعلقه أكفهم على حبل المشنقة بعد محاكمة عادلة لجرائم ارتكبها في حق اليمنيين طيلة سنوات حكمه المظلمة؛ وجرائم ثورة 11 فبراير التي أزهقت أرواح الشباب السلميين في مخيماتهم حرقا وقتلا؛ وجرائم تسليم الوطن لجماعة الحوثي المتطرفة التي قتلته في النهاية.
كان لمقتله رهبة انقبضت لها الصدور، كأنما كان عصياً على الموت وهو الذي أذاقه للكثيرين.
إنها تلك الميتة السهلة على أيدي الرعاع الذين أمسكوا به حياً بعد أن أعطوه الأمان للفرار.
قتل عفاش الدم ولا يهم بأي طريقة شنيعة قتل ما يهم أن من قتله هم أولئك الذين رباهم كالأفاعي لقمع اليمنيين وقهرهم وأدخلهم عاصمة الدولة وسلمهم زمام الأمر انتقاما من ثوار 11 فبراير السلميين الذين هتفوا في وجهه: ارحل صالح فأنت عمل فاسد.
صالح الذي أفنى عمره في بث الخلافات والنزاعات بين قبائل وأحزاب الوطن ها هو برحيله المباغت كالصاعقة يجمع شمل الشعب في هدف واحد هو محاربة جماعة الحوثي..
ستتلاشى جميع التناقضات والفوارق بين الشعب ويجمعه طرف واحد هو الوطن  في مواجهة عدو واحد هو الحوثية الفاشية التي لم تراعي أي عرف أو قيم.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى