من عمق التشوه والانحراف والتدهور والخراب، لابد ان يتخلق مشروع التغيير الفاعل الذي ستتجلى من خلاله حاجة اليمنيين الطبيعية لاستعادة وتفعيل قيم المواطنة والدولة والانجاز الحضاري. من عمق التشوه والانحراف والتدهور والخراب، لابد ان يتخلق مشروع التغيير الفاعل الذي ستتجلى من خلاله حاجة اليمنيين الطبيعية لاستعادة وتفعيل قيم المواطنة والدولة والانجاز الحضاري.
والأرجح أن ما يحدث حالياً من اضطرامات ومفاعيل متنوعة ينبغي أن تؤدي -وبالضرورة- إلى حتمية الاحتجاج على الفوضى والاستلاب والأخطاء المكرسة، وبالتالي إحداث قطيعة وجدانية معها بما يعني أن فرصة مثالية صارت تتكرس حالياً ليجري في خضمها إنجاز ثورة مفاهيم واخلاقيات ملحة، يمكن عبرها بالطبع استيعاب تحديات ومآزق وآفاق وممكنات تفعيل الرؤية الوطنية المنشودة، كإطار موضوعي لتمثل توقنا التاريخي من أجل تجسيد الحالة الوطنية الأسمى والأعدل والأعمق.
إلا أن الحلم وحده لا يكفي، ما لم يتعزز بالبديهة وبالتساند وبالحماس وبالنضوج كما بإدراك القدرات والطاقات والمعوقات على أكمل وجه، وما دون هذا المسعى –بلا شك- لا يمكن للمواطن اليمني تعزيز شروط اكتمال وتراكم اللحظة المأمولة والزاهية التي سيستطيع كل يمني عبرها النظر في المرآة اليمنية الجامعة بكل ما يعنيه الاعتزاز والعشق والعطاء والتضحية والابداع الوطني الملتزم بإنقاذ اليمن وبنهضتها الأنموذجية الجديرة بالمستقبل وتحقيق الذات الوطنية العليا كما ينبغي..
كذلك لن تتمكن اليمن، أيضاً، من تجسيد لحظة التوحد الوطني اللائق لخوض سبيل الانعتاق الحقيقي من إرث ثقالات المصالح الضيقة والمأزومة التي عززت -وعلى مدى طويل للأسف- مختلف التعاملات المناطقية والعشائرية والسلالية والمذهبية النابعة من الحس ما قبل الوطني العصبوي والانتهازي والاستغلالي والاقصائي، ما بالكم وانها تعاملات رثة وتدميرية ما زالت تدأب على افساد وإعاقة ومصادرة روح الأمة اليمنية، بل وتصر على ذلك بهوس لا مثيل له.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.