عائلات تعتمد “مقلب نفايات” في صنعاء ينشر الأوبئة كمصدر للغذاء!
قال أطباء إن المقلب خرج عن الخدمة وتقول عائلات إنه مصدر الإطعام الوحيد يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تنتشر “النفايات السائلة والصلبة” في العاصمة اليمنية صنعاء مسببة الأوبئة والأمراض المعدية، ومع الحالة الإنسانية السيئة في المدينة التي تزدحم باللاجئين والسكان فإن آلاف المرضى أصيبوا بالكوليرا توفي العديد منهم.
تعيش عائلات في العاصمة على بقايا طعام بجانب مقالب للنفايات شمالي العاصمة صنعاء، فيما انتشرت في الشوارع ظاهرة أطفال “علب المياه الفارغة” التي يجمعونها من أجل الحصول على بعض المال.
مصدر دخل
وتعيش أم علي وهي ربة منزل لديها 4 بنات بجانب علي الذي يبلغ اثنا عشر عاما بمنطقة جدر مديرية بني الحارث، وتعتمد في بقايا الطعام للعيش وبقايا الخردوات من مقلب القمامة أو النفايات الذي يقع بين صنعاء وعمران بمنطقة الأزرقين للحصول على المال.
وتقول أم علي في حديثها ليمن مونيتور: “جميعنا اصبنا بالكوليرا بداية من ابني الكبير علي الذي يعولنا بعد مقتل والده على يد الحوثيين حين دخولهم صنعاء (سبتمبر/أيلول2014) وتم اسعفنا إلى مراكز الرعاية بمرض الكوليرا”.
وشكت أم علي من الرائحة الكريهة التي تنتشر من المقلب عند وصول سيارات نقل القمامة، وهذا يعود إلى وجود المقلب باتجاه الرياح التي تأتي من الأزرقين إلى العاصمة صنعاء مما يسبب انتشار الرائحة الكريهة والغازات السامة والملوثة نتيجة التحلل المواد العضوية وحرق قمامة المقلب. وأكدت أن هناك وفيات من الأطفال تحدث في المقلب بشكل مستمر.
بيئة مناسبة للأمراض المعدية
وقالت الناشطة الاجتماعية أحلام علي: ” من خلال عملي متطوعة في مشاريع الأوتشا وجدنا أكثر الحالات المصابة بالكوليرا في مديرية بني الحارث (منطقة جدر والمطار والوادي)، فهذه المناطق تقع ضمن دائرة التلوث الذي يسببه المقلب، وأغلب المهمشين والأسر الفقيرة والنازحة تستخدم المقلب لتوفير لقمة العيش، ومؤخرا سجلت حالات مصابة بالجدري في العميري بجدر إلى جانب الكوليرا”.
وأوضح الطبيب عبدالسلام يحي لـ”يمن مونيتور” أن طرق انتقال الأوبئة من مقلب النفايات يكون عبر ملامسة النفايات للجلد أو بلع بقايا الأطعمة و شرب المياه الملوثة ووخز الأصابع بالخرداوات أو الإبر.
وبيّن أن من الأمراض المحتمل الإصابة فيها عند انتقال البكتيريا أو الفيروسات المعدية قد تكون التهاب الجلد أو الكزاز أو بكتيريا “أي كولاي” أو “السالمونيا” أو “فيروسات الكبد” مؤكداً أن مرض الكوليرا والجدري ساعد في انتشاره بالمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء مقلب القمامة القريب من المنطقة.
وأضاف أنه في حال تكدس النفايات فإن المخاطر الصحية يصعب حصرها لتجمع الحشرات والذباب الناقلة لمرض الكوليرا والجدري وغيرها من الأمراض المعدية.
المقلب خرج عن الخدمة
الجدير بالذكر أن مقلب القمامة الحالي لم يعد صالح لاستقبال أي نفايات أخرى حسب المعايير التي وضعها مكتب النظافة العامة ووزارة الإسكان والتي تنص على أن يكون المقلب بعيد عن مصادر المياه الجوفية والسطحية والا يمر من ضمن منطقة سكنية وعدم وجود مزارع على مسافة لا تقل عن 200 متر، كما تؤكد المعايير على عمل طبقة عازلة تقاوم وتمنع تسرب العصارة ووضع وسائل جمع ومعالجة الغازات الناتجة عن تحلل المواد العضوية وانتقال النفايات والحد من تأثير الرياح.
وناشد الطبيب عبدالسلام مكتب النظافة بأمانة العاصمة عمل إجراء جاد وسريع تجاه المقلب بقوله إنه لم يعد مناسب لاستقبال أي نفايات وأنه خرج عن مستوى المعايير الصحية وأصبح كارثه بدل من كونه حل مساعد لسكان العاصمة في التخلص من القمامة، ونصح الجهات الحكومية بعمل مقلب للقمامة بعيد عن المناطق المأهولة بالسكان، وحثهم على تدوير المخلفات وطمر ما يجب طمره.
وأشار إلى أنبوب نقل الصرف الصحي الذي يمر بالمطار واستخدامه من قبل المزارعين في ري الخضروات، ونبه إلى أن الأمراض الوبائية تنتقل عبر هذه الخضروات، كما دعا المواطنين إلى غسل الخضروات والفواكه بالماء المكلور.
وعززت الناشطة أحلام ما قاله الطبيب عن المقلب ودوره في انتشار الكوليرا، وأوضحت أن 65% من الحالات التي وجدت في شمال صنعاء أطفالها تعمل في المقلب أو إدارة النظافة العامة، ودعت المنظمات الحقوقية والناشطين إلى عمل حملة إعلامية حول دور المقلب في انتشار الأوبئة، وممارسة جماعة الضغط على حكومة صنعاء والحوثيين لإصدار أمر بوقف العمل بالمقلب الحالي، وتجهيز مقلب جديد بعيد عن المناطق السكنية.