بالنظر لنزوات المخلوع صالح الكامنة فيه شراً محض والتي يبذل إزاء تحقيقها الغالي والنفيس فإن رغباته ومطامعه وما يكتنزه يجعلني اجزم بأن خيار الانفصال هو حلم عفاشي بامتياز وخاصةً في هذه اللحظات كما كانت الوحدة حلم له في تسعينات القرن الماضي لاشباع نهمه في النهب وبناء ثروة وصلت حسب معلومات 60 مليار دولار. بالنظر لنزوات المخلوع صالح الكامنة فيه شراً محض والتي يبذل إزاء تحقيقها الغالي والنفيس فإن رغباته ومطامعه وما يكتنزه يجعلني اجزم بأن خيار الانفصال هو حلم عفاشي بامتياز وخاصةً في هذه اللحظات كما كانت الوحدة حلم له في تسعينات القرن الماضي لاشباع نهمه في النهب وبناء ثروة وصلت حسب معلومات 60 مليار دولار ..”.
ورغم أن ظلم صالح وافسادة قد شمل كل اليمن فإن ما يسكن نفسيته من حقد وانتقام ضد الشعب الذي ثار عليه فإنه سينتقم من كل اليمن وكما قال دمروا أي شيء جميل معتقدا انه صنع شيئاً جميل وهذا ما اقنع به اخواننا في الجنوب قبل الشمال وكانت صناديق الاقتراع تفصح عن ذلك منذ أول انتخابات بعد 94 وحتى فبراير 2012م .
ولذا اعتقد أن مستقبل شمال اليمن سيكون افضل من جنوبه اذا ما تمعنا في الجانب المتعلق بقوى الماضي واحتمالية عودتها للمشهد السياسي في مرحلة ما بعد انتصار المقاومة.
فصالح ينشط هذه الأيام في عدن عبر خلاياه أكثر من الشمال ويثخن بالانتقام من خلال شبكة الاغتيالات وهو يهدف لصنع فجوة بين المواطن الشمالي والجنوبي.
وهذا ما وجدناه ونلمسه من خلاياه في عدن التي تتعامل بلغة انفصاليه مع كل ما يمت بصله للشمال وللأسف نجد بعض المواطنين يتخلى عن عقله ويجعل عاطفته تسيره لينجر وراء الآله الاعلامية التي يدعمها عفاش لتحقيق حلمة بالانفصال وتحطيم الوحدة التي هي الأخرى اعدها معضلة وطنية بعد أن شوهتها سياساته الفاشلة لأكثر من عشرون عام.
وإذا ما نظرنا لنخب الشمال حصل لها تعرية تاريخية بفعل المتغييرات مع اندلاع ثورة 2011 مروراً بمرحلة الحوار الوطني يليها اندلاع الثورة المضادة بقيادة عبدالملك الحوثي وانتهاءً باندلاع مقاومة شعبية ضد هيمنه قوى تحالف الحوثفاشيه ودخول التحالف العربي بخط حروب ضد هذه المليشيا.
فهذه الأحداث عرت لنا الكثير من الشخصيات التي طالما اعتقدنا أنها صورة المستقبل وصمام أمانه..
فتساقط هذه القوى في الشمال أكثر من تساقط ورق أشجار الخريف وهذا الأمر الذي سيجعل القوى التي تحاول التسلل لمستقبل اليمن في شماله أقل بكثير من القوى التي تتسلل إلى مستقبل اليمن في جنوبه وهي بالأصل تربطها علاقة متينة بفساد مؤسسي صنعها المخلوع علي صالح عفاش منذ توليه السلطة وارتباطها به بمرحلة ما بعد صيف 94م.
وأيضاً نشاهد تصاعد مخيف لعودة خلايا صالح في الجنوب وهبوط بل وشبه اختفاء لخلاياه في الشمال وهذا مطمئن في حال الانفصال ومخيف في حال الوحدة.
اضافه إلى أن هادي يقوم بترتيب البيت الجنوبي من هؤلاء بنسبة متعالية فهذا سبب آخر يجعلني أجزم بأن مستقبل جنوب اليمن مفخخ بصورة مقيته وخاصة إذا ما نجح حلم صالح بانفصال الجنوب وفك ارتباطة بالشمال وعودة اليمن لمرحلة ما قبل 90م.
أما إذا ما ظلت الوحدة بنفس النمط السابق كما هي وتم نقل العاصمة لعدن فإن البلاد من شرقها لغربها ستعيش مرحلة عودة قوى الماضي وفسادها بنفس الوتيرة أو أكثر كما كان مفسدي الشمال في العاصمة صنعاء يتربعون بعرش الحكم عندما قام المخلوع بفرضهم على كامل البلاد حسب تصميمه وهو ما اوصلنا لثورة 2011م.
ومما نخشاه أيضاً مغادرة هذه القوى نحو العاصمة الجديدة إلى جانب ظهور القوى في الجنوب والتي تعتبر خلايا نائمة ايقضتها حالة التماهي مع التغييرات الحالية التي تستوعبها بدرجة مخيفة في مفاصل الدولة عبر الكثير من القرارات الرئاسية أو في أقل تقدير سوف تعمل بنفس الوتيرة مع الرئيس هادي وبهذا ستظل اليمن عالقة بنفس المشكلة.
فالوحدة هنا ستكون شراً على كامل اليمن مقابل أن الانفصال سيكون معناه تكديس قوى الشر والفساد في الجنوب مقابل شراكة كاملة لهذه القوى في كل اليمن بحال استمرار الوحدة وهذه وحدة يرفضها اغلبية الشمال قبل الجنوب ونال الشمال ضررها منذ أكثر من عشرون عاماً أكثر من الجنوب التي حظت مدنه بنوع ما من الاهتمام بالبنية التحتية وغيرها مقابل مدن الشمال وكذلك خيار الفيدراليه من اقليمين تحمل ذات المخاوف والسيناريوهات لفك الارتباط.
ولذا فإن الخيارات السابقة مقيته وحدة أو انفصال فإن الفيدراليه من اقاليم متعددة هو الشيء الجديد على اليمن الذي ربما سيعطي وجهاً جديداً لليمن الاتحادية في حال حصلت فيدرالية حقيقية وكل اقليم امتلك الحق الكامل في إدارة نفسة.
اعتقد انه هذه الحالة الوحيدة لتلاشي قوى الماضي وتشتيتها داخل الأقاليم وقطع الطريق أمام عودتها للتربع بمصير اليمن في مرحلة ما بعد الانهاء على الهيمنه الامامية الحوثية بشرط تجريمها في الدستور الجديد وتجريم أي حركة ايدلوجية لا ترتبط بالشأن العام للبلاد ومستقبله السياسي وتجريم امتلاك السلاح لاي جماعة أو تكتل او ائتلاف داخل المدن أو بالريف والجبال أو المدن الفرعيه.ة.
والضمان الشامل لعدم عودة قوى الماضي هو صناعة جيش وطني ينتمي لكل اليمن يتربع خارج اسوار المدن ويدافع على سيادة البلاد مقابل قوات امن خاصة داخل المدن تتكون من كل مديريات اليمن وكل هذا يأتي فقط في إطار دوله اتحادية فيدراليه حقيقية بحكومة مركزية وحكومات محلية ونظام برلماني وليس رئاسي لمدة محددة تقطع الطريق للتنافس على الرئاسة واطماع النظام الرئاسي.
فالمرحلة المقبلة يجب أن تدرك بأن تكون خاليه من أي قوى ترتبط بالماضي البغيض وعلى هذا يجب أن تستمر مقاومة وثورة ثقافية توعويه تحفظ الحقوق والحريات وتلبي احتياجات البيت اليمني وتنهي عصبويات وتجمعات غير وطنية لضمان مستقبل خالي من الحروب والاقتتال والخراب.
وأي عودة جزئية لقوى الماضي ثبت وقوفها ضد التغيير معناها اعطاء فرصتين لهذه القوى.. اما إنهاء حلمها التدميري والتخلي عنه ذاتيا بمعنى التوبة وهذا بعيد المئال أو ترتيب ذاتها وعودتها بعد فترة وهذا يتعلق بمدى حزم الحكومة الجديدة وجديتها بصناعة يمن مستقر وقوي وآمن.
أراكم بخير.
*يمن مونيتور