كتابات خاصة

توأم الذات النادر

فكرية شحرة

ولأنها أجمل العلائق فهي النادرة صعبة الحدوث لا تتكرر كما يتكرر الإنجاب ليحدث من حولنا كل الوشائج في القربى؛ فليس لكل امرئ صديق مثلما أن له أب وأخ وأم وشريك حياة.

لا أبالغ إنْ قلت إنّ أجمل رباط وعلاقة تحدث بين اثنين هي الصداقة..
الصداقة في خاطري أجمل من رباط الأمومة والأبوة وأخوة الأشقاء والبنوة أيضا..
الصداقة هي كل تلك الوشائج في عقدة متينة هي الصداقة.
وما أجمل أن يحظى المرء بأم تكون صديقة أو أب أو أخ يكون صديق في الحياة؛ أو شريك العمر قد جمعتكما الصداقة بوجود الحب والزواج.
ولأنها أجمل العلائق فهي النادرة صعبة الحدوث لا تتكرر كما يتكرر الإنجاب ليحدث من حولنا كل الوشائج في القربى؛ فليس لكل امرئ صديق مثلما أن له أب وأخ وأم وشريك حياة.
وكلما توغلنا في العمر صار صعبا أن نجد صديقا لما تبقى من هذا العمر؛ فالصداقة لا تحدث بالصدفة وإنما بطول المعاشرة والمعرفة..
ولست ممن يفرق بين صداقة النوعين إلا بحدود البيئة، وما يسمح به العرف لكنني أؤمن بحدوثها بين النوعين في عوالم أكثر رقيا مما نحن عليه.
لا يشبه وجود الصديق إلا واحة في أوج الهجير وذروته؛ إنها سعادة لا تضاهيها سعادة.
 يكفيك أن تتذكر أن لديك قلب تتكئ إليه وتبكي، كأنك وحدك فيبكي من أجلك؛ وتضحك فيضحك لك لا عليك يغبطك ولا يحسدك.
أن تكونا معا روحا واحدة في جسدين يقف كلا منهما قرب الآخر في كل حال؛ هذا هو أغلى وأسخى ما يمكن أن تهبك الحياة والقدر يوما.
إنه ذلك الشخص الذي يعلم أحيانا ما تود قوله قبل أن تتحدث؛ ويعلم ما يعتمل في صدرك من صفحة وجهك حين يقرأه دونا عن كل من يراك.
 ذلك الإنسان الذي قد يتخلل حديثكما وجومٌ لا يقطع حديثا بل يصله بكلام أبلغ من كل لغة.
صديقك الذي لن يفسده نجاحك أو يبعده فشلك؛ أو ينسيه الغياب وجودك.
صديقك الذي قد تفصح له بما تكتمه أحيانا عن أهلك وتضمره عن نفسك.
وليست كل رفقة هي الصداقة فالصداقة صارت درّ نفيس لا يملكها إلا غنيّ الروح ميسور الحظ بوجود هذا الإنسان الذي يكون مرآة لن ترى فيها سوى حقيقة نفسك.
هدية العمر هو الصديق فلا تهديه لسوء فهم أو تكله للحظة عضب؛ أو تستبدله برفقة الضجيج.
ونقب عنه كعرق الذهب الصافي من الشوائب أو كاللؤلؤ في عمق المحيط.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى