(فورين بوليسي) البيت الأبيض يضغط للإفراج عن معلومات سرية تكشف تورط طهران بـ”بالستي الرياض”
يهدف بها البيت الأبيض إلى إقناع نظرائهم الأوروبيين بأن طهران تساعد في تأجيج الصراع في البلاد. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
كشفت مجلة فورين بوليسي الأمريكيَّة أنَّ البيت الأبيض يضغط من أجل رفع السرية عن معلومات مخابراتية تثبت تورط طهران في الهجمات البالستية الحوثية التي استهدفت المملكة العربية السعودية من اليمن.
وقالت المجلة، في التقرير الذي ترجمه “يمن مونيتور”، إنَّ ذلك يأتي ضمن حملة العلاقات العامة التي يهدف بها البيت الأبيض إلى إقناع نظرائهم الأوروبيين بأن طهران تساعد في تأجيج صراع اليمن.
ويأتي جهد البيت الأبيض الذي يلقي باللوم على إيران في الوقت الذي يواجه فيه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية والمدعوم من واشنطن إدانة دولية متزايدة بعد أنَّ فرض مؤخراً حصاراً على الموانئ الحيوية في البلاد ما فاقم المجاعة الضخمة التي تنتشر في البلاد.
وتعتقد “فورين بوليسي” أنَّ التحركات الأمريكيَّة الجديدة لرفع السرية عن المعلومات المخابراتية كجزء من محاولة إدارة ترامب عزل طهران في مجلس الأمن الدولي، ما يمكنها من تقديم تبرير منطقي لفرض عقوبات دولية جديدة على طهران. مشيرةً إلى أنَّ ذلك يمثل اعترافاً غريباً للرئيس دونالد ترامب بكون المنظمة الدّولية مهمة جداً لحشد الدعم الدولي. وكان تراب ق رفض خلال حملته الرئاسية الأمم المتحدة وقال إنها “منتدى مريض”.
وتقول المجلة الأمريكيَّة إنَّ مسؤولين أمنيين أمريكيين سعوا الاثنين الماضي إلى إقناع الدبلوماسيين في الأمم المتحدة وأعضاء فريق الخبراء بخصوص اليمن أنَّ إيران تقوم بتسليح الحوثيين (الشيعة) في اليمن. كاشفةً أنَّ فريقاً من الأمم المتحدة سافر هذا الأسبوع إلى الرياض للاطلاع على حطام الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد في الرياض يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتشير إلى أنَّ الأمم المتحدة كانت طالبت السعودية بتوفير المزيد من المعلومات التقنية وغيرها من الأدلة عن الهجمات الصاروخية. إلا أن الحكومة السعودية قلقة إزاء اعترافها بوجود نقاط ضعف في دفاعاتها الصاروخية التي اعتادت على وضعها في موضع “السرية”، لذلك كانت مترددة في الإفراج عن مزيد من المعلومات حول الهجمات وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وقال مسؤول كبير في إدارة ترامب ل فورين بوليسي إن “الكشف عن أشياء من هذا القبيل كان أمراً جديدا بالنسبة لهم”.
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم مقتنعون بكون إيران يمكن أن تكون مرتبطة بضربة الحوثيين يوم 4 نوفمبر. وبعد اقل من أسبوع على هجوم مطار قال القائد العسكري لسلاح الجو الأمريكي إنَّ الصاروخ يحمل “علامات إيرانية”.
وأثارت لجنة الأمم المتحدة احتمال وجود دور إيراني في برنامج الصواريخ في اليمن، وكتبت أنه لا يمكن استبعاد إمكانية أن يتلقى الحوثيين المشورة الفنية من “متخصصين أجانب في الصواريخ”، أو أن صواريخه التي كانت قبل الحرب قد تم تغييرها لتوسيع نطاقها.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية ل ” فورين بوليسي” إنَّ حطام الصاروخ الذي تم انتشاله بعد هجمتي المطار ومصفاة ينبع يشبه إلى حد كبير صاروخ إيراني قصير المدى. وأظهر المسؤول للمجلة الأمريكيَّة صوراً (ليست مصنفة كسرية) تشير إلى أنَّ حطام الصاروخين تطابق المواصفات لصاروخ إيراني. إذ أنَّ صاروخ سكود له زعانف فيما الصاروخ الذي أطلق (بركان اتش تو) على الرياض لم يكن لديه زعانف ويشبه تصميم صاروخ إيراني نوع قيام.
وقال المسؤول: إنَّ صاروخ الحوثيين لا يشبه من حيث الشكل والجسد صاروخ سكود.
بيد أن فريق الخبراء قال في تقريره ووزعه في وقت سابق من الشهر الجاري إن الأدلة الداعمة التي تم تبادلها معهم غير كافية لإثبات تورط إيران. وقالت اللجنة في تقريرها: “إن الأدلة الداعمة المقدمة أقل بكثير من تلك المطلوبة لإثبات أنَّ الصاروخ من نوع قيام-1 الإيراني”.
بيد أنَّ المسؤول الأميركي قال إنه بالإضافة إلى حطام الصاروخ الذي تم الحصول عليه، تملك الولايات المتحدة معلومات استخباراتية “أخرى” لم يحددها تساعد في إثبات أنَّ الصاروخ الذي أطلق “إيراني الصنع” وتعتز الإدارة تقاسم بعض المعلومات الاستخباراتية مع فريق الأمم المتحدة.
وقال المسؤول “إن الإيرانيين دأبوا على القول بأنه لا وجود لهم في اليمن زاعمين إنَّ الموضوع فقط حوثيين ذكيين يولون اهتماما في الأمور العلمية”.
مضيفاً أنَّ الدلائل من الهجمات الصاروخية الأخيرة أثبتت خلاف ذلك. معتقداً أنَّ جهود رفع السرية تمثل “فرصة تظهر للحلفاء الأوروبيين ما يفعله الإيرانيون”.
لكن بروس ريدل وهو باحث وعمل سابقاً في جهاز المخابرات يعتقد أنَّ هذه الجهود ما هي إلا محاولة لتغطية المجاعة والأوضاع الإنسانية المتفاقمة في اليمن.
المصدر الرئيس
EXCLUSIVE: With Saudi Blockade Threatening Famine in Yemen, U.S. Points Finger at Iran