إنها السمراء، تشعرني كعادتها بالسعادة الكبيرة والسرور الأبدي، فهي الباعثة للراحة والمريحة للمزاج، تعدل كل شيءٍ إلى السواء.. ترسم برغوتها الجميلة خارطة التفاؤل والتساؤل والتباشير الكثيرة.. كم هي رائعة كل حين.
إنها السمراء، تشعرني كعادتها بالسعادة الكبيرة والسرور الأبدي، فهي الباعثة للراحة والمريحة للمزاج، تعدل كل شيءٍ إلى السواء.. ترسم برغوتها الجميلة خارطة التفاؤل والتساؤل والتباشير الكثيرة.. كم هي رائعة كل حين.
تتمايل كل صباح أمام عيني، ففي كل فقاعةٍ منها ترتسم ابتسامة كبيرة وتروح تلك الفقاعات ترسل لي القبلات الكبيرة، وتنهي كل فقاعة حياتها عندما تصل إلى شفتي المحب لها، وكأنها قد بلغت كل مرادٍ لها.
تطيب لي كثيراً حين أحملها صباح كل يوم بين أصابعي المتثاقلات متجهة وإياها إلى حديقة منزلنا الريفي مع ذلك الجو الحالمي الجميل، ومع روائح الزهور الجميلة ورائع الأفكار الطيبة، تتلهف لي الجميلة باسمرارها، وتحكي أروع ما قيل عنها وتبث الجمال الذي يتخللها.
إن اسمرار قهوتي لأجمل بكثير من من استمرار المعشوقات اللائي كتب عنهن الشعراء المشهورون بالغزل من عهد امرئ القيس إلى آخر شاعرٍ في العصر الحديث، وإن مجالستها لألذ من مجالسة العشاق الكبار لمعشوقاتهم.. إن حديثي عنها ليطيب لي كل حين.
تضاحكني اللذيذةُ كل يوم.. تترنح وتتمايل بدلالها المعهود داخل الكأس المخصص لها؛ لكأنها ستزف إلى عالم الجمال اللا متناهي.
هي بطبيعتها مصدرٌ لكل جمال، وملجأ لكل عاشق.. فمن لا يعشقُ القهوة.. أنى له أن يعيش الحياة بشكل جميل؟
ومن لايتذوقُ اللذيذةَ كيف له أن يواصل حياته بحب!
إن القهوةَ، والقهوةُ اليمانية خاصةً، لهي مثالٌ للجمال ورمزٌ من رموز المحبة، وإنها لإحدى العادات وأقدسها لكل من يتوق لحياة أفضل.
كانت القهوة اليمانية وما زالت أفضل قهوة تشرب وأفضل من إليها يشار بالبنان.
هي القهوة الواردة من جبال اليمن المترعة بالنقاء والمفعمة باللذة.. هي رمز من رموز اليمن وأفضل منتج لها.
فهل لقهوة اليمن من بقاء، وهل مازال لها ذلك الصيت الذي الذي كنا نقرأ عنه ونسمع ونشاهد
أم أنها هي الأخرى قد دخلت القائمة السواء كما دخلت اليمن فيها؟؟؟
قد يعجب البعض لماذا أتحدث عن القهوة، والواقع يشهد حرباً بائدة
إنه نوع من الأسى والتحسر.. صنف من الندامة الكبيرة التي أشعر بها وأنا واقفة في بلادي أضرب كفاً بكف.. لم أجد ما أتحدث به عنها، لم أجد ما يمكنني أن أقوله بكل عز.
هل أتحدث عن الوقود مثلاً سأكون مثاراً للضحك أم أتحدث عن المنتجات اليمنية التي ننتجها، لاأود أن أكذبَ عليكم بذلك، ولقد تذكرت أنه كان لدينا البن اليمني، الذي تضوع رائحته بكل مكان يوجد فيه يحمل اسم اليمن إلى العالم.
العالم يقول، أريد قهوةً يمانية، شرط من شروط الطالب للقهوة في المقاهي أو البيوت.
هل مازال العالم يتذكر أن لليمن قهوة تفوق بلذاتها كل لذة؟
هل نشر اليمنيون هذه القهوة وهل أعطوها حقها حتى على مستوى الحديث عنها، أم أن لم تكن يوماً في الحسبان لديهم؟!
نعم.. سأشرب القهوة اليمانية، وسأسبح بخيالي في عالم الجمال اللامتناهي؛ فهي معشوقتي الأولى والأخيرة.
إليكِ حبي.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.