(س و ج) اسوشيتد برس تكشف قدرة إيران على تهريب الأسلحة البالستية للحوثيين
التقرير على هيئة سؤال وجواب من وكالة اسوشيتد برس الأمريكية، وتشير إلى أن صواريخ الحوثيين تتشابه إلى حد كبير مع صواريخ إيران بما في ذلك الذي أستهدف الرياض.. يمن مونيتور/ ترجمة خاصة:
نشرت وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة، تقريراً يوضح الأزمة المتصاعدة بين الحكومة اليمنية والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكيَّة من جهة والجمهورية الإيرانيَّة من جهةٍ أخرى إثر اتهامات تواجه لإيران بتزويد الحوثيين بصواريخ بالستية، من بينها الصاروخ الذي جرى إطلاقه على الرياض في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأشارت الوكالة إلى أنَّ السعودية والولايات المتحدة اتهمتا إيران بتوريد صواريخ بالستية للمتمردين في اليمن، بما في ذلك الصاروخ الذي استهدف عاصمة المملكة الرياض ومطارها الدولي.
ونشرت الوكالة تقريرها على هيئة سؤال وجواب، نقله للعربية “يمن مونيتور” وقالت إنَّ هذا ما هو معروف حول الموضوع.
أين اليمن ومن يحارب هناك؟!
تقع اليمن وهي أفقر بلد في العالم العربي في الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية المتاخمة للمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وتطلّ على خليج عدن والبحر الأحمر. سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014. وبدأ تحالف بقيادة السعودية القتال مع الحوثيين وحلفائهم في مارس/آذار2015 نيابة عن الحكومة المعترف بها دولياً. وقد قتلت الحرب أكثر من 10 آلاف مدني ودفعت ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.
ماهي الأدلة التي تعرضها الولايات المتحدة لاتهام إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة؟!
زعم القائد العام للقوات الجوية الأمريكيَّة في الشرق الأوسط يوم الجمعة أن الصواريخ التي اطلقها الحوثيون تحمل “علامات إيرانية” دون تقديم أو عرض صور. وفي وقت لاحق أرسلت وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية مواد إحاطة عسكرية إلى وكالة أسوشييتد برس تبين ما يدّعي أنها جزء من صاروخ بركان الحوثي أو صاروخ “بركان h-2”. والكتابة على الجانب تطاب صورة لصاروخ إيراني نوع “قيام”.
وأشارت الوكالة إلى أنَّ علامات الصاروخ الحوثي المزعوم كانت متطابقة إلى حد كبير مع صورة لاسوشيتد برس لصاروخ “قيام” عرضته إيران في 21 أيلول/سبتمبر2012م. وظهرت صورة أخرى قدمها السعوديون قاعدة الصاروخ، التي تشبه قاعدة صاروخ “قيام”
ورفضت القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكيَّة يوم السبت مناقشة الأوراق العسكرية التي أرسلتها السعودية بالرغم من أنَّ صورة أجزاء صاروخ “بركان” تحمل رموز رفع السرية الأمريكيَّة.
ماذا تقول إيران؟
تنفي إيران منذ فترة طويلة تقديم أي أسلحة إلى الحوثيين. ولم ترد بعد على تعليقات الجنرال الأمريكي. إلا أن مهدي طائب رجل الدين المتشدد الذي كان شقيقا لمدير الاستخبارات في الحرس الثوري المتشدد قال في نيسان / ابريل إن ايران حاولت ثلاث مرات إرسال صواريخ إلى اليمن إلا أنَّ إدارة الرئيس حسن روحاني أوقفتها بسبب مخاوف من تعطيل القوى الكبرى للاتفاق النووي. ولا يخضع الحرس الثوري الإيراني إلا لسلطة المرشد الأعلى، وهي القوة المسؤولة عن برنامج الصواريخ.
هل إيران متهمة بإرسال أي شيء آخر إلى اليمن؟
اتّهم الأسطول الخامس للبحرية الأمريكيَّة (مقره البحرين) إيران مرارًا بإرسال أسلحة إلى اليمن. ولفت إلى المضبوطات على مدى أربعة أسابيع في أوائل عام 2016، عندما أوقفت السفن الحربية للتحالف ثلاث مراكب شراعية تقليدية تنقل بضائع عبر الخليج، وتحمل آلاف البنادق الهجومية من طراز كلاشينكوف وبنادق القناصة والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة.
وقال تقرير لمنظمة مركز أبحاث التسلح وقت الصراع في لندن إنَّ سفينة حملت ألفي بندقية هجومية جديدة بأرقام متسلسلة؛ ما يشير إلى أنها جاءت من مخزون وطني، وقالت المنظمة إن قاذفات القنابل الصاروخية تحمل أيضًا صفات صنعها في إيران. وتمكنت من الوصول للمعلومات بإذن من الحرس الرئاسي الإماراتي.
كما بحثت المنظمة طائرات من دون طيار يعتقد أنها قُدمت من الحرس الرئاسي الإماراتي، واستخدمها الحوثيون وحلفاؤهم لاستهداف بطاريات صواريخ باتريوت في السعودية، وتدميرها بما يسمح للمتمردين بإطلاق الصواريخ على المملكة دون اعتراض، وتنفق السعودية ملايين الدولارات على إصلاحها واستبدالها.
في حين يقول الحوثيون إنهم يصنعون الطائرات من دون طيار بأنفسهم، وقالت المنظمة إنّ الطائرات من دون طيار تشترك في «تصميم شبه متطابق وخصائص بناء» مع مثيلاتها الإيرانية.
كيف تستطيع إيران تهريب الصواريخ إلى اليمن؟
زعمت مواد الإحاطة العسكرية السعودية المرسلة إلى الوكالة أن إيران قامت بتهريب الأسلحة إلى اليمن عن طريق القوارب والشاحنات. وعرضت المواد مجموعة واحدة من الصور تظهر شاحنة ذات قاع مموه يقول السعوديون إنهم نقلوا الأسلحة إلى داخل البلاد من خلالها.
ولم تحدث أي عمليات ضبط كبيرة للأسلحة في البحار منذ عام 2016، وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية أنه سيحاصر المجال الجوي والموانئ في البلاد رداً الهجوم الذي وقع في 4 تشرين الثاني / نوفمبر على الرياض. إلا أن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية تحدث للوكالة شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث عن مسائل الاستخبارات إن القوات الأميركية تعتقد أن بعض الحلفيين يستخدمون الأسلحة والعتاد من ايران أو بمساعدة مجموعات تدعمها ايران.
وقال المسؤول “إنها مشكلة صعبة ونحن مقتنعون بانها مازالت قائمة فالأسلحة التي لم تكن في ترسانة اليمن قبل الحرب الأهلية لا تزال تظهر هناك”.
ما دور الولايات المتحدة في كل هذا؟
إنها تشارك بالفعل في حرب اليمن، وشنت هجمات باستخدام طائرات من دون طيار تستهدف الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، وغارة أخرى قادتها بحريتها في يناير أسفرت عن مقتل 30 شخصًا؛ من بينهم نساء وأطفال وما يقدّر بنحو 14 مسلحًا.
وتوقّف الجيش الأميركي عن تقديم معلومات عن استهدافات التحالف بقيادة السعودية؛ إذ ضربت غاراته الجوية المدارس والمستشفيات والأسواق، ما أسفر عن مصرع آلاف المدنيين ودفع مجموعات حقوقية إلى اتهام التحالف بارتكاب جرائم حرب، وتعيد القوات الجوية الأميركية تزويد طائرات التحالف السعودية في اليمن وتقدّم الدعم لها في إدارة المجال الجوي فوق البلاد، كما يستخدم التحالف الذي تقوده السعودية قنابل أميركية الصنع في هجماته.
وتعرضت الولايات المتحدة إلى الهجوم مرة واحدة في حرب اليمن، في أكتوبر/تشرين الأول 2016؛ إذ قالت بحريتها إنّ صاروخين من نوع «دودة القز» استهدفا سفينة حربية تابعة لها، وهو نوع من الصواريخ كروز الدفاع الساحلي معروف أنّ إيران تستخدمه، لكنه لم يصل إلى السفينة الحربية؛ وردّت الولايات المتحدة بصواريخ توماهوك على ثلاثة مواقع رادار ساحلية في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين على ساحل البحر الأحمر اليمني.
المصدر الرئيس
Q&A: US, Saudi Arabia accuse Iran over Yemen missile launch