يئسنا جميعا من هذه الحرب، إلا اننا كأغبياء وكأوغاد مثلهم، سنستمر في إطلاق النار عليهم، بإعتبارهم مازالوا يواصلون إطلاق النار علينا!
نعم.. لقد يئسنا جميعا من هذه الحرب، إلا اننا كأغبياء وكأوغاد مثلهم، سنستمر في إطلاق النار عليهم، بإعتبارهم مازالوا يواصلون إطلاق النار علينا!
ثم تحت وطأة الضمير الذي سيصعب التهرب منه طويلا، سنعترف -متأخرين ولو على مضض أيضا- أننا سنندم كثيرا ما لم نقرر -معا- وضع حد ناضج وحاسم لكل هذا البؤس والهوس.. فالحرب لا يمكنها أن تجعلنا نقف على أرضية سليمة، وإنما على جرف هار فقط.
وها كلنا -نحن وهم- قد ضجرنا بما فيه الكفاية من الكراهية كنمط حياة، ومن أسلوب العصابات كوعي للدولة.
غير أن هذه الحرب المستهترة بالقيم وبالأعراف الوطنية والأخلاقية، ستظل عاجزة -للأسف- عن دفعنا للسلام وللتنازلات المتبادلة ولجبر ضرر الحرب..
وإذن: ليس أمامنا كلنا الآن، سوى مواصلة الحرب بإعتبارها الأمل الأخير!
مع أنها الحرب التي كانت -وستظل- تبدأ دائما من عدم احترامنا المشترك للمواطنة، وللدولة، وللسياسة، وللديمقراطية.. من السلاح المنتشر خارج نطاق الدولة، ومن عدم إنفاذ القانون العادل، كما من إرادة تكريس الإقهار والإفساد والإفقار، تفخيخا للهوية الوطنية الجامعة، واستمراراً للهيمنة البغيضة، وصولاً إلى فرض التسلط والاستغلال والإقصاء الطائفي، تارة لأسباب جهوية وتارة لأسباب مذهبية.. وتارة لكل ما سبق.
والحل!
على كل من يمتلك الحل المناسب والموضوعي فليطرحه الآن قبل فوات الآوان.. وليكافح من أجله كما ينبغي.
بينما يكمن الحل برأيي في بعث العقل الوطني اليمني الجديد والمتعافي، الذي يفكر من زاوية مختلفة لمعالجة كل تلك الاختلالات البنيوية المتسعة، ثم بدون تحيزات وتشوهات انتقامية واستعلائية مسبقة سيتمكن من وضع الخطوة الوطنية اللائقة في الإتجاه النهضوي الصحيح سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا إلخ.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.