الشروع بإسقاط حكومة “هادي” بعدن يعيد مشهد اعتصامات الحوثيين في صنعاء
يحاكي القائمون على التظاهرات في عدن، تجربة الحوثيين في صنعاء من أجل إسقاط حكومة الوفاق عام 2014. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تبدو العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، تذهب نحو تصعيد الاحتجاجات في المدينة الواقعة جنوبي البلاد ضد الحكومة الشرعية في تكرار لتجربة مشابهة عام 2014م عندما قام الحوثيون بالاعتصام في عِدة ساحات للمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق.
وقالت مصادر محلية إنّ موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحظى بدعم إماراتي، اعتصموا في “ساحة البنوك” بكريتر ونصبوا عِدة خيام للمبيت في الساحة.
وأدى العشرات من أنصار ماسُمي المجلس الانتقالي الجنوبي (تأسس في مايو/أيار الماضي) صلاة الجمعة في الساحة، وتوعدوا بإسقاط الحكومة المعترف بها دولياً (حكومة أحمد عبيد بن دغر)، وحملوا أعلام الدولة الجنوبية السابقة، وكُتبت شعارات على الحائط “تسقط حكومة بن دغر”.
وكان بيان صادر عن لجنة تنظيمية للتصعيد ضد الحكومة قد توعد بإسقاط الحكومة صدر مساء الخميس، متهماً الحكومة بالفساد. وقال رئيسها محمد العدني: إن حكومة هادي تريد تركيع شعب الجنوب الصابر وتسعى لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الشعب”. مشيراً “هذه التجهيزات والتحضيرات لبدء انتفاضة شعبية ضد حكومة بن دغر”. وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد توعد في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ببدء حملة تصعيد لإسقاط حكومة بن دغر.
جاء ذلك بعد يومٍ دامٍ قرب ميناء الزيت حيث قُتل 6 من الجنود في اشتباكات بين قوة “الحزام الأمني، الموالية لأبوظبي، وقوات اللواء الرابع حرس منشآت التابع للمنطقة العسكرية الرابعة الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة عدن عاصمة اليمن المؤقتة.
وقال مصدر أمني في المدينة لـ”يمن مونيتور” إنّ قوة الحزام الأمني أرادت السيطرة على بوابات الميناء واحتجزت ناقلات ديزل خرجت من الميناء من أجل “المحطة الكهرباء في المدينة”. مشيراً أنّه لا توجيهات بتسليم حراسة الميناء لـ”الحزام الأمني”، وبعد مشادات أدت إلى مواجهات.
وسبق ذلك حسب المصدر سيطرة قوة الحزام الأمني على النقاط الأمنية في “البريقة” حيث يتواجد الميناء النفطي، واستبدلت الأفراد من نفس المنطقة بقوات أخرى من “الضالع”، المحافظة التي ينتمي إليها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي. وعززت قوات الحزام الأمني من تواجد قرب الميناء ونشرت مدرعاتها وقواتها على جسر “البريقة” وأسفله.
وقال المصدر إنَّ “الحزام الأمني” حاولت اقتحام ميناء الزيت ما أدى إلى اشتباكات عنيفة واستهدفت مدفعية لواء مدرع يحرس الميناء “الحزام” وهو ما أعاق التقدم.
ولم تعلق الحكومة اليمنية بَعد على هذه التطورات.
وبعيداً عن صخب الأحداث في عدن أدت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي صلاة الجمعة في مدينة المُكلا مركز محافظة حضرموت.
إلى ذلك دعا خطباء مساجد عدة بعدن في خطبتي الجمعة السلطات الأمنية والحكومة اليمنية إلى التحقيق واتخاذ موقف من اغتيالات طالت خطباء وأئمة مساجد في عدن.
وأمس الخميس منعت قوة “الحزام الأمني” في عدن (أحمد سالمين) وكيل المحافظة، الذي تم تكليفه مؤخراً بالقيام بأعمال المحافظ، من دخول المبنى لمباشرة مهام عمله؛ وهو ما أثار سخطاً محلياً واسعاً. وكانت خلافات بين المحافظ عبدالعزيز المفلحي ورئيس الحكومة (أحمد عبيد بن دغر) المتواجدان خارج المدينة قد تصاعدات مؤخراً على خلفية اتهام الأول للأخير بتحويل إيرادات عدن (30 مليار ريال) إلى مشاريع حكومية ونفى بن دغر ذلك.
وقالت قيادة السلطة المحلية بعدن في بيان “انه حان الوقت أن يتم وقف العبث الذي تمارسه القوات التي تسيطر على مبنى المحافظة”.
ونفت القيادة الإماراتية المتواجدة في عدن، في بيان نشرته وسائل إعلام محلية، أنَّ تكون قامت بتوجيه “الحزام الأمني” بمنع “سالمين” من دخول المحافظة، وقالت إنّ هذا الأمر متعلق بالسلطة الشرعية.
وفي سبتمبر/ أيلول2014 اجتاح الحوثيون العاصمة صنعاء بعد قرابة شهر من اعتصامات ضد حكومة الوفاق “محمد سالم باسندوة” والمطالبة بإسقاطها بتهم تتعلق بالفساد ورفع الدعم عن المشتقات النفطية.