اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

هل تنجح أبوظبي في نقل تجربة “الحزام الأمني” من عدن إلى تعز اليمنية؟

تسعى دولة الإمارات المتحدة لفرض قوات حزام أمني على مدينة تعز اليمنية، بالاستعانة ببعض القادة العسكريين الميدانيين التابعين لكتائب أبي العباس المصنف قائدها على رأس قائمة الإرهاب الدولي.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تسعى دولة الإمارات المتحدة لفرض قوات حزام أمني على مدينة تعز اليمنية، بالاستعانة ببعض القادة العسكريين الميدانيين التابعين لكتائب أبي العباس المصنف قائدها على رأس قائمة الإرهاب الدولي.
لكن في المقابل برزت عدد من ردود الأفعال الساخطة تجاه هذه الخطوة، والرافضة لأي تشكيل مسلح في المحافظة خارج إطار القانون والدولة.
وتعد قوات الحزام الأمني التي تسعى دولة الإمارات لفرضها في تعز قوات لا تخضع لسلطة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته الشرعية، وتتلقى تدريبا وتمويلا خاصا ومباشرا من الإمارات.
 وسبق أن شكلت الإمارات قوة مماثلة في عدن، وتتهم تلك القوة بارتكاب انتهاكات واسعة بحق السكان وإنشاء سجون سرية، وفي معظم المحافظات المحررة تقوم قوات مماثلة بتنفيذ أوامر إماراتية ولا تخضع للقيادة العسكرية اليمنية، حسب تقرير لـ”لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن”.

رفض رسمي وحزبي
نائب رئيس الوزراء اليمني، عبدالعزيز جباري، قال في مقابلة خاصة أمس الثلاثاء على قناة اليمن الفضائية، حسب ما تابعه “مراسل يمن مونيتور” أن محافظة تعز ليست بحاجة إلى حزام أمني خارج إطار السلطة المحلية والعسكرية، بل تحتاج إلى دعم أجهزتها الأمنية والعسكرية الموجودة على الأرض.
ومطلع الأسبوع الجاري طالب تحالف الأحزاب السياسية في تعز، رئيس الجمهورية دعم الجيش الوطني بالمحافظة الدعم اللازم لاستكمال عملية التحرير، وتعزيز قوات الشرطة العسكرية والأمن العام والقوات الخاصة بما يؤهلها لبسط الأمن وإنهاء دور المجاميع المسلحة المنفلتة.
كما طالب التحالف السياسي الذي يضم 10 أحزاب ومكونات سياسية، بتقديم الدعم اللازم لتفعيل مؤسسات السلطة المحلية وعدم التعامل إلا مع مؤسسات الدولة، واستكمال دمج بقية أفراد المقاومة من فصائل وكتائب أو أي مسميات أخرى في الجيش الوطني، بحيث لا تكون هناك أي مسميات أو تشكيلات أمنية أو عسكرية خارج إطار الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية.
من جانبه، أوضح اللواء عبدالكريم الصبري، في حديث له أمام قوات الشرطة العسكرية قبل أيام، أن تعز تمتلك جيشا قوامه 30 ألف جندي، ممثلة بقيادة المحور و5 ألوية عسكرية والشرطة العسكرية وقوات الأمن الخاصة والأمن العام- حسب ما نقله مراسل “يمن مونيتور” في المدينة.
وأضاف اللواء الصبري، أن أي قوة أو تشكيلات عسكرية تأتي خارج النظام والقانون، سيقاتلها الجيش الوطني حتى آخر قطرة من دمائه.
 
اجتماعات إماراتية سرية
وتحدثت مصادر مطلعة لـ”يمن مونيتور”، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن دولة الإمارات التقت في الأسابيع الماضية مع قيادة السلطة المحلية والعسكرية والأمنية والقادة الميدانيين كلا على حده، لإقناعهم بتشكيل قوات حزام أمني في المحافظة خارج إطار المؤسسة العسكرية والأمنية.
وأضافت المصادر أن جميع المطالب الإماراتية قوبلت برفض قاطع من جميع القادة العسكريين والأمنيين، عدا فصيل القيادي المدعو ب_”أبو العباس” حليف الإمارات، الذي أعلنته قبل أيام على رأس قائمة تضم قادة وداعمي وممولي تنظيم القاعدة وداعش في اليمن.
في حين يرى بعض المهتمين بشأن تعز أن واقع المحافظة ومدينتها ودورها المحوري، وطبيعة تكوينها السكاني والجغرافي ودورها في مقاومة الميليشيات الانقلابية يجعل من الصعوبة بمكان أن تخضع المدينة لأي تشكيلات خارج المؤسسة الرسمية، وأن الحديث عن حزام أمني أصعب ما يمكن فرضه على إرادة المجتمع.
وبالعودة قليلا للنظر إلى الوضع الأمني في مدينة عدن ومدن الجنوب اليمني، التي تشهد انفلاتا أمنيا مخيفا، واستمرار حوادث الاغتيالات المنظمة في تلك المناطق، التي يسيطر عليها الحزام الأمني التابع للإمارات، أصبح الحديث عن تشكيل حزام أمني في أي محافظة أخرى مبعثا لمخاوف المواطنين.
ويشهد الوسط المجتمعي في محافظة تعز، سخطا شديدا من دعاوى تشكيل حزام أمني في المحافظة، بعيدا عن قنوات السلطة الرسمية، والزج بهذه المحافظة وأبنائها باتجاه العنف والاقتتال الداخلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى