اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

تزايد الضغوط الدّولية على التحالف العربي.. هل ينتج حلاً لأزمة في اليمن؟!

أظهر البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان دول تحالف دعم الشرعية في اليمن أنَّ المرحلة المقبلة تسكون أكثر صعوبة على التحالف العربي وعلى الحرب في اليمن في ظل الضغوط المتواصلة من أجل الوصول حل الأزمة المتفاقمة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

يمن مونيتور/ صنعاء/ تحليل خاص:
أظهر البيان الختامي لاجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان دول تحالف دعم الشرعية في اليمن أنَّ المرحلة المقبلة تسكون أكثر صعوبة على التحالف العربي وعلى الحرب في اليمن في ظل الضغوط المتواصلة من أجل الوصول حل الأزمة المتفاقمة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ويضغط الشأن الإنساني في البلاد على التحالف العربي مع تزايد الاتهامات الموجهة إليه بالضلوع وراء الأزمة الإنسانية.
وأشار البيان إلى واحدة من تلك الضغوط المتعلقة بمناقشة تقرير للأمم المتحدة يضع التحالف في القائمة السوداء لانتهاك حقوق الأطفال في اليمن، مبدياً تحفظه على ما قال إنها “معلومات وبيانات غير صحيحة”، مشيداً بالجزء الصحيح منها والذي لم يتعرض للتحريف. مؤكداً أنَّ العمليات العسكرية للتحالف منضبطة ومتماشية مع القوانين الدولية المتعارف عليها بما في ذلك القانون الدولي الإنساني.
 
أوروبا والولايات المتحدة
الضغوط الأخرى التي يتلقها التحالف تتضمن منظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ أنَّ 30 مشرعاً أمريكياً يدعمون قراراً في الكونجرس لوقف الدعم الذي تقدمه بلادهم للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والذي يشمل التسليح إضافة إلى المعلومات المخابراتية إلى جانب تزويد الطائرات في الجو بالوقود، ومن شأن ذلك أنَّ يؤدي بطبيعة الحال إلى انكشاف غطاء دولي مهم لعمليات التحالف في البلاد. وهذا الأسبوع وقعت 65 منظمة وتنظيم مجتمع مدني في الولايات المتحدة على رسالة تدعم مشروع القرار في الكونجرس.
ويحاول أحمد عوض بن مبارك سفير اليمن في واشنطن، إلى جانب الدبلوماسيتين السعودية والإماراتية من أجل تخفيف حِدة الضغوط ونجحت جزئياً في تأجيل التصويت على مشروع القرار في أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى شهر نوفمبر/تشرين الثاني القادم. ويتوقع رو خانا الذي قدم مشروع القانون إلى جانب ثلاثة أعضاء أخرين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أنَّ يحظى مشروع القرار بالقبول.
ويتعرض التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى حملات في معظم برلمانات الاتحاد الأوروبي إضافة إلى وسائل الإعلام الدّولية بشأن ضلوع التحالف بالمسؤولية في الأزمة الإنسانية.
وفشلت المساعي الأممية والدولية في ثلاث جولات من المشاورات والجهود اللاحقة في حلحلة جمود التحركات السِّياسية في البلاد وإنعاش مسار السلام.
 
جهود أممية فاشلة وأزمة متصاعدة
وأنهى مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ احمد الأسبوع الماضي مشاورات مكثفة في الرياض مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، ومسؤولين يمنيين وخليجيين ودبلوماسيين غربيين، حول فرص التهدئة العسكرية، واستئناف مفاوضات السلام المتوقفة منذ أغسطس/ آب العام الماضي.
ومنذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، عانت اليمن، وهي البلد العربي الأشد فقرا، من أزمة إنسانية لم يسبق لها مثيل من صنع الإنسان، أدت إلى تشريد ما يقرب من ثلاثة ملايين يمني داخليا، وقتلت أكثر من 12،000 شخص، وأصابت 42،000. واليوم، فإن كارثة اليمن الإنسانية هي “أكبر حالة طوارئ في مجال الأمن الغذائي” وتضع الملايين على حافة المجاعة. وفي نيسان / أبريل، واجه نصف مليون طفل يمني ” سوء التغذية “، وهو أعلى مستوى في تاريخ البلاد الحديث. في العام الماضي، كان أكثر من 14 مليون يمني” يعانون من انعدام الأمن الغذائي “، نصفهم” يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد “. وكان آخر تطور في الأزمة الإنسانية في اليمن تفشي وباء الكوليرا في أواخر نيسان / أبريل، والتي انتشرت حتى 11 تشرين الأول / أكتوبر إلى 822000 شخص في 304 من مناطق اليمن، مما أسفر عن مقتل 2160 شخصا وتحويل الموارد بعيدا عن جهود الإغاثة الأخرى.
 
التحرك العسكري-التحالف مع صالح
بالمقابل يشير البيان إلى أنَّ دولهم تحركت في اليمن تلبية لنداء الحكومة اليمنية الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي؛ مع الإصرار على استمرار دعم الحكومة الشرعية ومواجهة الحوثيين، اللذين اعتبرهم البيان يمثلون خطراً على أمن دول الخليج (السعودية -البحرين-الإمارات) وأمن مضيق باب المندب.
وجاء ذلك بعد تصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أشار إلى أنّ الحرب في اليمن مستمرة لمنع تحول جماعة الحوثي إلى حزب الله آخر في اليمن- في إشارة إلى جماعة مسلحة داخل الدولة.
يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الحديث في الشق العسكري عن دفع المملكة العربية السعودية لقوات النخبة إلى الحدود مع اليمن بحلول الشهرين القادمين، لبدء مرحلة من المواجهات، أما في الشق السياسي فيجري الحديث عن استثمار التحالف لحالة الانشقاق في تحالف الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لعقد صفقة مع الأخير لمهاجمة الأول. وترفض المملكة العربية السعودية حتى الآن عودة عائلة “صالح” إلى السلطة مجدداً.
وشدد رئيس الأركان السعودي الفريق أول عبد الرحمن البنيان، في كلمة خلال الاجتماع اليوم، على تصميم قيادة التحالف العربي على تمكين الحكومة الشرعية من السيطرة على كامل الأراضي اليمنية ومساندتها بما يحقق أمن الممرات البحرية والبيئة الإقليمية في المنطقة.
وسواءً كان حلاً عسكرياً سريعاً بالتحالف مع “صالح” أو تنازل للتحالف العربي فإن الضغوط الدّولية المستمرة عليه تعطي انطباعاً على مرحلة أكثر سوداوية في الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى