اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

من المسؤول عن مأساة المعتقلين بسجن “بير أحمد” في عدن.. التحالف أم الحكومة اليمنية؟!

قائمة بأكثر من تسعين معتقلاً في سجن غرب محافظة عدن عاصمة اليمن المؤقتة، مضربون عن الطعام منذ السبت الماضي، سقط ثلاثة من المعتقلين مغشياً عليهم أحدهم أصيب في رأسه، تعرضوا لويلات من التعذيب على يد قوة تابعة للتحالف، وسط تجاهل من الحكومة المعترف بها دولياً والمتواجدة في المدينة ذاتها، حسب اتهامات من أهاليهم ومسؤولين حقوقيين تحدثوا لـ”يمن مونيتور”. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
قائمة بأكثر من تسعين معتقلاً في سجن غرب محافظة عدن عاصمة اليمن المؤقتة، مضربون عن الطعام منذ السبت الماضي، سقط ثلاثة من المعتقلين مغشياً عليهم أحدهم أصيب في رأسه، تعرضوا لويلات من التعذيب على يد قوة تابعة للتحالف، وسط تجاهل من الحكومة المعترف بها دولياً والمتواجدة في المدينة ذاتها، حسب اتهامات من أهاليهم ومسؤولين حقوقيين تحدثوا لـ”يمن مونيتور”.
ونظم أهالي هؤلاء المعتقلين اليوم الثلاثاء وقفةً احتجاجية أمام المجمع القضائي في بلدة خور مكسر بالمدينة، وكان من المقرر أنَّ تُقام بالقرب من أول نُقطة مسلحة في بير أحمد إلا أنَّ تهديدات تلقها المنظمون من قيادات في الحزام الأمني الموالي للإمارات بالاعتقال.
وقالت شقيقة أحد المعتقلين فضلت عدم الكشف عن هويتها خشية الانتقام من شقيقها لـ”يمن مونيتور” عبر الهاتف، إنَّ ثلاثة من المعتقلين الذين ينتمون لأربع محافظات يمنية (عدن ولحج وأبين وتعز) سقطوا اليوم بسبب استمرار الإضراب عن الطعام لليوم الرابع على التوالي.
ويطالب المضربون عن الطعام بالحد الأدنى من العدالة والمحاكمة في محاكم رسمية، وبلقاء عائلاتهم؛ وتقول شقيقة المعتقل إنَّ أياً من عائلات المعتقلين لم تتمكن من زيارتهم منذ اعتقالهم، وأن الأخبار عن أوضاعهم تأتي من معتقلين تمكنوا من الخروج.
وأشارت إلى أنَّ عددً من المعتقلين تعرضوا للتعذيب البشع في سجن يتبع للتحالف في عدن، دون أنَّ تحدده بالضبط، وأن عدداً من الأهالي لم يستطيعوا الحصول على تأكيد عن مكان احتجاز أبنائهم، فضلاً عن زيارتهم.
 
رفض الحكومة لقاء أهالي المعتقلين
وترفض الحكومة اليمنية المتواجدة في عدن التعليق على هذه الاحتجاجات أو الاتهامات.
وقالت شقيقة المعتقل لـ”يمن مونيتور” إنَّ الحكومة المعترف بها دولياً لم تتحرك للحديث معهم ولا لتطمينهم عن عائلاتهم؛ وفضلاً عن ذلك أطلق عليهم الرصاص أثناء وقفة احتجاجية سابقة قرب قصر “معاشيق” حيث تقيم الحكومة اليمنية.
ولم يستطع “يمن مونيتور” الوصول إلى مسؤول في الحكومة اليمنية للرد على هذه الادعاءات.
وفي الوقفة الاحتجاجية اليوم الثلاثاء حملت طفلة لافتة عليها عبارة: “هل صحيح أنَّ أبي مات في سجونكم!!”
ويحظى إضراب المعتقلين في سجن “بير أحمد” غرب عدن (سيء السمعة) بتفاعل شعبي واسع واتهامات للإمارات بالوقوف وراء إنشاء السجن الذي كان في الأصل مزرعة تم استئجارها لبناء سجن عليه.
وبحسب أهالي معتقلين فإن بعضهم منذ قرابة عامين في ذلك السجن.
وإضافة إلى قائمة موزعة بأسماء 89 معتقلاً من المحافظات الأربع حصل “يمن مونيتور” على خمسة أسماء من محافظة البيضاء في السجن، وهم: ” عبدالله عبداللاه احمد المنذري، علي محمود محمد هرهره، محمد سالم محسن محقم، صالح احمد الحاج، حسين علي محمد طاهر”.
 
تحميل قوة تابعة للإمارات
وحّمل بيان صادر عن الوقفة الاحتجاجية قوة تابعة للإمارات مسؤولية ما تعرض له المعتقلون في سجن “بير أحمد”، وما تقوم به إدارة السجن بحق المعتقلين الذين تم نقل ثمانية منهم إلى المشفى للعلاج بعد تدهور حالته الصحية.
 ووضع البيان أسماء أربعة مسؤولين عن السجن وعن الاعتقال وعمليات التعذيب وهم مدير السجن وقائد المعسكر وقائد القطاع ورئيس غرفة العمليات الكبرى.
 
سجون سرية وتعذيب
وقال توفيق الحميدي مسؤول الرصد والتوثيق في منظمة سام لحقوق الإنسان، إنَّ هناك مضايقات واعتداء بالهراوات وانتهاكات لحقوق المعتقلين في سجن بئر أحمد من أجل رفع الإضراب.
وترصد منظمة سام أوضاع حقوق الإنسان في اليمن منذ ثلاثة أعوام، وكانت أولى المنظَّمات التي نشرت تقريراً يتهم فيها قوات موالية للإمارات بإنشاء سجون سرية وممارسة أساليب تعذيب مروعة بحق المعتقلين السياسيين في تلك السجون. وتأكدت تلك المعلومات بتحقيق نشرته وكالة اسوشيتد برس الأمريكيَّة في يونيو/حزيران الفائت، وتقرير آخر نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش وتوصلت المنظمتان والوكالة الأمريكيَّة إلى نفس النتائج.
وأشار الحميدي في تصريح لـ”يمن مونيتور”، إلى أنَّ ملف المعتقلين في البلاد “أصبح مؤرقاً ومعقداً سواء في صنعاء أو عدن فالملف يتدخل فيه انتهاكات متعددة تقيد الحرية والإخفاء القسري والتعذيب وأحيانا الموت تحت التعذيب وأُضيف لها السجون غير القانونية التي تدار من قبل تشكيلات عسكرية أو جماعات مسلحة خارج القانون وبعيد عن رقابة القضاء وبطريقة سرية”
وقال الحميدي إنَّ ملف المعتقلين في المحافظات الجنوبية “قديم وخاصة من بعد استعادة مدينة عدن من الحوثيين وتسلط الضوء علية بصورة كبيرة بعد كشف عدد من المنظمات الحقوقية عدد من المعتقلات السرية وصنوف التعذيب الجسدي والنفسي”.
وأشار الحميدي إلى أنَّ الحراك الدولي والحقوقي والإعلامي (في يونيو/حزيران) “دفع الحكومة إلى تشكيل لجنة تحقيق برأسه وزير العدل ورفع تقريرها خلال خمسة عشر يوما ولكن إلى اليوم وبعد خمسة أشهر لم تصدر اللجنة أي تقرير”.
 
حكومة ضعيفة
وقال الحميدي إنَّ ذلك يبدو ضعفاً واضحاً في “مؤسسات إنفاذ القانون وترهل واضح في الإرادة السياسة للحكومة في عدن ما جعلها عاجزة عن التحرك بجدية رغم وجود أوامر قضائية واضحة من القضاء بالإفراج عن المعتقلين”.
ويشير مسؤول الرصد والتوثيق في منظمة سام إلى أنَّ ملف المعتقلين “ارتبط بصراع نفوذ سياسي بحيث أصبح بيد الحزام الأمني الذي تدعمه وتشرف عليه دولة الإمارات والتي تقف خلف كثير من الاعتقالات والسجون ومنها سجن بئر على الذي يشكل اليوم بإضرابه العنوان الأبرز لهذه المعاناة”.
وأبدى الحميدي استنكاره لعجز الحكومة اليمنية وقال إنه “وبالرغم المطالب المنطقية والدستورية بحسب بيان الأمهات وهو إحالة أي معتقل أو محتجز على القضاء بأن يقول كلمته لكن لا حياة لمن تنادي”.
واعتبر الحميدي الحكومة المعترف بها دولياً “بضعفها وصمتها شريكة أساسية في هذا الانتهاك خاصة ولديها أدوات حقوقية كوزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية وغيرها التي تتحمل مسؤولية التحقيق والكشف عن مصير المعتقلين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى