تزايد فُرص “الحل السياسي” في اليمن بضغوط إقليمية ودولية
تذهب اتجاهات مراكز دولية إلى أنَّ الأزمة السّياسية في اليمن تتجه نحو حل سياسي إذا اغتنمت الأطراف اليمنية والدولية الفُرص المتاحة اليوم وقدمت مبادرة إقليمية للحل في اليمن. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تذهب اتجاهات مراكز دولية إلى أنَّ الأزمة السّياسية في اليمن تتجه نحو حل سياسي إذا اغتنمت الأطراف اليمنية والدولية الفُرص المتاحة اليوم وقدمت مبادرة إقليمية للحل في اليمن.
واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن الانشقاقات الحاصلة في معسكر تحالف الحوثيين والرئيس السابق تمثل فرصة نادرة أمام السعودية لوقف الحرب في البلد وإحلال السلام. وقالت إن الخلافات تسير باليمن باتجاه الحرب الأهلية مالم تستغل السعودية هذه الانشقاقات.
ولا يتفق محللون سياسيون يمنيون مع ما ذكرته المجموعة.
وقال المحلل السياسي نبيل البكيري لـ”يمن مونيتور”: “لا اعتقد أن هذا التوقع بحرب أهلية بين تحالفي الانقلاب صالح والحوثي سيحصل نتيجة لاختلال موازين القوى لصالح جماعة الحوثي التي غدت تفضل الاحتفاظ بصالح كرهينة لديها مستفيدة منه كغطاء لمشروعها وخاصة خارج مناطق نفوذها المذهبي والطائفي”.
وأضاف: “المملكة في مأزق كبير في اليمن وأي مبادرة لا تنهي الانقلاب وجماعة الحوثي تحديدا فهي هزيمة للمملكة وانتصار للمشروع الإيراني”.
خلافات صالح والحوثيين
وبدأت الخلافات في صفوف الحوثي وصالح منذ منتصف العام الماضي 2016 بعد تعيينات قام بها رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، في الأوساط العسكرية والأمنية، وصلت إلى مستوى نائب الأركان في الجيش، ورئيس جهاز الأمن السياسي.
ليتبادل نشطاء الحليفين آنذاك الاتهامات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم موظفو السفارة الإيرانية بتهدئة الخلاف بين الجماعة وصالح، وتبيّن بعدها طهران للحوثيين طريقة التعامل مع الرئيس السابق صالح.
وكانت نشرة انتليجينس اونلاين الفرنسية المخابراتية قد أشارت إلى أنَّ طهران لعبت دوراً في رأب الصدع الذي توسع بعد خروج أنصار صالح للاستعراض القوة في صنعاء في أغسطس/آب الماضي.
لكنه سرعان ما عاد مجدداً هذا الشهر باتهامات متبادلة بين طرفين ورغبة مشتركة بفض الشراكة التي استمرت منذ اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م، وأبرز المشكلات كانت بسبب وسائل إعلام الطرفين حسب ما تشير رسائل متبادلة بينهما. وكان الطرفان اتفقا في يوليو/تموز الماضي، على ضوابط إعلامية تُجرم أي نقد يمس تحالف الطرفين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث وقع الطرفان اتفاق من 8 بنود يطلق أيدي أجهزة الأمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين لملاحقة منتقديهم من الإعلاميين ونشطاء المؤتمر، وبدأ ذلك فعليا باعتقال عدد من الصحفيين منهم تابعين لحزب المؤتمر، وإعلان سلطة الانقلابيين لقانون الطوارئ الإعلامي.
(المزيد) تبادلوا رسائل الاتهامات.. الحوثي وحزب صالح كلٌ للآخر: لا يشرفنا الشراكة معكم
المخرج الوحيد للبلد
وأكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أن ما تحدث عنه وزير خارجيته عادل الجبير طويلا حول أن بلده السعودية تدعم الحل السياسي في اليمن، يمثل المخرج المناسب للحوثيين وصالح، وقد روجت المملكة للحل السياسي عبر ناشطيها ومحلليها وكتابها عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وهذا الشهر زار العاهل السعودي العاصمة الروسية موسكو وكان ملف اليمن أبرز الأجندة في المشاورات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكما تعتقد مجموعة الأزمات الدّولية أنَّ خلافات تحالف الحوثيين والرئيس السابق فرصة سانحة للرياض لتقديم مبادرة إقليمية يبدو أنَّ موسكو ستتقدم بهذه المبادرة.
وهذا الأسبوع وصلت طائرة روسية خاصة تُقلّ وفداً طبياً لعلاج الرئيس اليمني السابق، سمح لها التحالف بالعبور إلى مطار صنعاء الدولي “بعد أنَّ مُنعت منذ قرابة عام” حسب مصدر دبلوماسي خليجي مُطلع على تفاصيل الوضع في اليمن تحدث لـ”يمن مونيتور”، مفضلاً عدم الكشف عن هويته.
وتحدث “صالح” أنه سيغادر اليمن إلى موسكو لحضور مؤتمر يناقش الإرهاب بعد إجراء عملية جراحية لعينه اليسرى وصفها بالناجحة.
(المزيد) حديث “صالح” عن مغادرة اليمن يزيد حظوظ التكهنات بوجود خُطّة روسية وافقت عليها الرياض
وقال مركز “جلوبال ريسرتش” للبحوث انه إذا حدث تقارب بين موسكو والرياض بالشكل المأمول فيمكن أنَّ يصاعد الحرب لكنه في نفس الوقت يمكن أن يزيد فرص تحقيق السلام، ويمكن من الجلوس إلى مائدة التفاوض التي قد يتم التوصل من خلالها إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار ووقف التصعيد العسكري قبل صياغة الدستور وإجراء انتخابات تحت الإشراف الدولي، وتقييم الوضع بما يتناسب مع الحالة اليمنية، بإضفاء الطابع المؤسسي على التقسيم الداخلي للبلاد من خلال “الفيدرالية”.
ويبدو التدخل الروسي في البلاد، أكثرها وجاهةً بما أن الطرق قد سدت أمام جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وكذا تراجع الدور الكويتي والعُماني بشأن الملف اليمني.
وقال الدبلوماسي الخليجي إنَّ الحل في اليمن أكثر تعقيداً الآن، لكن وجود دور روسي قد يدفعه إلى المقدمة، لكن في النفس يشير الدبلوماسي إلى أنَّ تجاوز الأمم المتحدة والدورين العُماني والكويتي قد يسبب إشكالية أكبر. متوقعاً أنَّ جهود دبلوماسية عديدة لمجموعة سفراء الدول العشر تناقش مبادرات مجتمعة بما فيها مبادرة أوروبية-ألمانية.
في مايو/أيار الماضي نشر مركز ذا اتلانتك كاونسل للأبحاث تقريراً معلوماتياً يشير إلى أنَّ الإمارات العربية المتحدة أ تسعى بشكل كبير لدى الروس من أجل أنَّ يقدموا مبادرةً لحل الأزمة اليمنية تعيد عائلة صالح إلى السلطة مجدداً. وتشير المعلومات أنَّ موسكو تبحث جدياً في الموضوع على اعتبار أنَّ ذلك سيحسن من صورتها في الشرق الأوسط بقيادة ملف سلام في بلد تعصف بها الحرب.
وينقل مركز الدراسات الأمريكي عن مسؤولين روس وعرب أن هذه الشراكة الاستراتيجية ستركز أولاً على اليمن، حيث ترغب الإمارات في الحصول على مساعدة روسيا في تخليص السعودية من حربها ضد المتمردين الحوثيين. وبمساعدة الكرملين، يمكن للتحالف الذي تقوده الرياض تحقيق هذا الهدف بعد عملية سياسية تشمل إجراء انتخابات رئاسية في اليمن.