الحوثيون يصدرون “قرار طوارئ” يستهدف المواقع الإخبارية للتحكم بكل ما تنشره
فرضت جماعة الحوثي عبر وزارة الإعلام الواقعة تحت سيطرتها مزيداً من القيود على حرية الإعلام والصحافة الإلكترونية بإصدار قرار يُجرم ممارسة الصحافة الإلكترونية إلا بترخيص من الجماعة. يمن مونيتور/صنعاء/خاص
فرضت جماعة الحوثي عبر وزارة الإعلام الواقعة تحت سيطرتها مزيداً من القيود على حرية الإعلام والصحافة الإلكترونية بإصدار قرار يُجرم ممارسة الصحافة الإلكترونية إلا بترخيص من الجماعة.
ونشرت صحيفة (الثَّورة) الرسمية الخاضعة لسيطرة الجماعة في صنعاء نص قرار وزاري برقم 20 لسنة 2017م بشأن لائحة تنظيم الصحافة الإلكترونية من احمد حامد المعين وزير للإعلام ممثلاً للحوثيين في حكومة الحرب الداخلية (صالح/الحوثي).
وقال مراسل “يمن مونيتور” إن الوثيقة التي نشرت في صحيفة الثورة الجريدة الرسمية أثارت الجدل والغضب في الوسط الصحفي في صنعاء لفرضها مزيدا من القيود على حرية التعبير.
وأضاف أن القرار منع منعاً تاماً ممارسة أي نشاط من أنشطة الصحافة الإلكترونية إلا بعد الحصول على ترخيص من وزارة الإعلام الواقعة تحت سيطرة الحوثيين وان يتعهد الملتزم بالقوانين واللوائح والأنظمة والتعليمات وبالأخص قانون الصحافة والمطبوعات ولائحته ا لتنفيذية وقرارات من الوزارة وعلى وجه الخصوص في أوقات الأزمات والحروب وفقاً لما تحدده السياسة الاعلامية للدولة عبر الوزارة (في إشارة إلى حالة طوارئ).
وأشار القرار إلى ربط المواقع الإلكترونية الإخبارية بالاتصالات (كنوع من الرقابة على النشر يمكن توقفه عبرها اذا خالف سياسة الجماعة) ويتم التنسيق مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات ذات العلاقة الأخرى.
إيداع دوري
ومن الشروط لامتلاك ترخيص: إيداع ثلاث نسخ من الأعمال والأنشطة الإلكترونية التي يتم بثها أو نشرها أو عرضها لدى الإدارة المعنية بالوزارة، وخمس نسخ لدى المكتبة الوطنية بالعاصمة ويعطى إيصالاً بذلك الإيداع ويكون الإيداع بشكل دوري ومنتظم أولاً بأول وإذا لم يتم الإيداع فللوزارة اتخاذ إجراءاتها وفقاً للقانون والالتزام بقانون الصحافة والمطبوعات ولائحته التنفيذية والتعليمات والضوابط والقرارات والتعليمات الصادرة من الوزارة والسياسة الإعلامية للدولة.
ويحمل القانون الذي أصدره حامد المسؤول المسؤولية كاملة عن أي نشر يتم في الإعلام الإلكتروني بما هو نصه: المدير المسؤول عن النشر أو العرض أو البث يعتبر مسؤولاً عن محتوى ما يتم نشره أو عرضه أو بثه على المواقع أو الوسائل الإعلامية الإلكترونية وفقاً لما هو منصوص عليه في قانون الصحافة ولائحته التنفيذية وهذه اللائحة.
قانون طوارئ
وكشف عدد من الإعلاميين العاملين في الصحافة الإلكترونية انزعاجهم من هذه اللائحة قائلين لـ”يمن مونيتور”: اليوم جماعة الحوثي تفرض مزيداً من القيود والمنع لحرية التعبير بإصدار لائحة لتنظيم الصحافة الإلكترونية بالرغم من عدم وجود قانون للصحافة الإلكترونية حتى الآن.
مضيفين: أن ما تم نشره اليوم في صحيفة الثورة الجريدة الرسمية لما يطلق عليه اللائحة تنظيم الصحافة الإلكترونية هو عبارة عن محاولة للالتفاف على تحفظات برلمان صالح حول إصدار قانون الطوارئ الذي تستميت جماعة الحوثي لإطلاقه لقمع جميع الأصوات الإعلامية والحريات ويبدو أن التوجه سيكون نحو إصدار لوائح لفرض قيود جديدة على الحريات العامة.
ويحتوي الفصل الرابع للائحة على صلاحيات كاملة للوزير حامد لحجب أي موقع إلكتروني يخالف سياسة جماعة الحوثي كما جاء في اللائحة: للوزير الحق في إصدار قرار بحجب أومنع نشر أو عرض أوبث أي مواد أو أعمال أو أنشطة للجهة المرخصة لها إذا لم تلتزم الجهة المرخص لها بالالتزامات والشروط المنصوص عليها في هذه اللائحة والنماذج المرفق بها التي على ضوئها تم منح الترخيص أو تضمن أمراً من الأمور المحظور نشرها وتداولها قانوناً.
38 حالة انتهاك للصحفيين
وعلى صعد متصل رصدت نقابة الصحفيين اليمنيين 38 حالة انتهاك خلال الربع الثالث من العام 2017، وفي بيان تلقى “يمن مونيتور” نسخه منه أفادت النقابة إن الحريات الصحافية ما تزال في وضع حرج، مع استمرار حالة العنف والعدائية تجاه الصحافة والصحفيين، والتعامل مع الصحفيين كهدف سهل في الصراع السياسي والعسكري.
ورصدت النقابة 38 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية خلال الربع الثالث ابتداءً من يوليو حتى نهاية سبتمبر 2017، منها 11 حالة اختطاف واعتقال – فيما لايزال هناك 16 صحفيا مختطفا منهم 15 صحفيا لدى الحوثيين – يعيشون اوضاعا قاسية في سجون الحوثيين بصنعاء ويحرمون من حقهم في التطبيب والرعاية الصحية -، وصحفي لدى تنظيم القاعدة بحضرموت .
كما رصدت النقابة 10 حالات تهديد بالتصفية والأذى والتحريض، 8 حالات اعتداء، وحالتي منع من التغطية ، وحالتي إيقاف راتب، وحالتي منع من الزيارة ، وحالة تعذيب ، وحالة مصادرة ممتلكات صحفيين إضافة إلى حالة حجب موقع الكرتوني.
وأرتكب الحوثيون 23 حالة انتهاك من إجمالي الانتهاكات بنسبة 61%، فيما ارتكبت الحكومة 8 حالات بنسبة 21% ، وارتكب مجهولون 3 حالات بنسبة 8% ، بينما ارتكبت قوات التحالف العربي حالتين بنسبة 5%، وارتكبت شخصيات نافذة في مأرب حالتين بنسبة 5%.
وتوزعت الـ 11 حالة اختطاف واحتجاز للحرية إلى 6 حالات اختطاف، و 3 حالات اعتقال ، وحالتين ملاحقة. ارتكب منها الحوثيون9 حالات بنسبة 82% من إجمالي الاختطافات، فيما ارتكبت الحكومة حالة واحدة بنسبة 9% ، وارتكب مجهولين حالة واحدة بنسبة 9%.
وسجلت النقابة 10 حالات تهديد طالت عشرات الصحفيين منها 3 حالات تهديد بالتصفية الجسدية و 4 حالات تهديد بالأذى واحتجاز الحرية ، وحالة واحدة بالفصل من الوظيفة، وحالتي تحريض.
وارتكبت الحكومة 5 حالات تهديد بنسبة 50% من اجمالي التهديدات، فيما ارتكب الحوثيون 4 حالات بنسبة 40% ، ومجهولون ارتكبوا حالة واحدة بنسبة 10%.
ورصدت النقابة 8 حالات اعتداءات طالت صحفيين وممتلكاتهم ، منها 3 حالات شروع بالقتل بنسبة 37% من اجمالي الاعتداءات، و 4 حالات اعتداء بالضرب بنسبة 50% ، وحالة اعتداء على منزل صحفي بنسبة 13%.
وارتكبت قوات التحالف العربي حالتين بنسبة 25% والحوثيون حالتين بنسبة 25%، وشخصيات نافذة في مأرب حالتين بنسبة 25%، والحكومة حالة واحدة بنسبة 12.5% ، ومجهولون ارتكبوا حالة واحدة بنسبة 12.5%.
ووثقت النقابة حالتي منع من التغطية من قبل جماعة الحوثي ، وحالتي ايقاف راتب من قبل جماعة الحوثي والحكومة ، كما سجلت حالة مصادرة ممتلكات صحفي تتمثل بمصادرة جماعة الحوثي لسيارة الصحفي عبدالرحيم محسن بتعز اثناء اختطافه.
كما رصدت النقابة حالتي منع من الزيارة وحق التطبيب طالت الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي، ناهيك عن حالة تعذيب ارتكبتها الجماعة بحق زميل اختطف في تعز.