المفاوضات ولقاء زوار صنعاء (الغربيين) أشعلت خلافات الحوثي وصالح الأخيرة
تصاعدت خلافات مجدداً داخل تحالف الحرب الداخلية (جماعة الحوثي-حزب الرئيس اليمني السابق)، بعد مرور 20 يوماً من تشكيل لجنة من الطرفين لحلّ الخلافات العالقة والتي تأججت في أغسطس/آب الماضي وكادت أنَّ تودي إلى انهيار كامل للتحالف بعد اشتباكات للطرفين وسط صنعاء. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
تصاعدت خلافات مجدداً داخل تحالف الحرب الداخلية (جماعة الحوثي-حزب الرئيس اليمني السابق)، بعد مرور 20 يوماً من تشكيل لجنة من الطرفين لحلّ الخلافات العالقة والتي تأججت في أغسطس/آب الماضي وكادت أنَّ تودي إلى انهيار كامل للتحالف بعد اشتباكات للطرفين وسط صنعاء.
وتظهر الخلافات الأخيرة متعلقة بالحكومة المشكلة بينهما، حيث اقتحم الحوثيون اثنين من المباني لوزارتين وطاردت اثنين من الوزراء التابعين لحزب الرئيس السابق، وطردت الوزيرين من المباني الخاصة بهم.
واقتحم مسلحون حوثيون وزارة الصحة التي تم طرد وزيرها ومصادرة الختم الرسمي من قبل اثنين من قيادات الحوثيين الموجودين في الوزارة. وحسب مصدر مطلع فإن الاقتحام جاء بعد تباينات بين الوزارة وقيادات في الجماعة حول ادارتها والسيطرة على المشافي الحكومية وتوزيع الدواء لجرحى المواجهات. إضافة إلى خلافات عميقة بشأن المناصب القيادية بداخلها.
وأمس السبت اقتحم الحوثيون مبنى وزارة الخارجية، وقال وزير الخارجية في حكومة تحالف الحرب الداخلية غير المعترف بها دوليا، هشام شرف، إن المسلحين قاموا بطرد من كان موجودا من موظفيه داخل المبنى.
وأضاف أنه رفض حضور أي اجتماع مزمع عقده الأحد، مؤكدا أنه لن يمارس أي عمل حتى يتم التحقيق والكشف عمن يقف خلف عملية الاقتحام التي تعرضت لها الوزارة.
وقال مصدر مسؤول في حكومة الحوثيين، مطلع على تلك الخلافات لـ”يمن مونيتور” مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إنَّ الحوثيين لا يرغبون باستمرار دور هشام شرف مع البعثات والوفود الأجنبية، إذ أنَّ أي مقترحات للسلام والبدائل والتفاوض تجري عبر وزارة الخارجية، وهو الأمر الذي أغضب المكتب السياسي لجماعة الحوثيين.
وحسب المصدر فإن هناك وفد من الاتحاد الأوروبي موجود في صنعاء برئاسة مارتن غريفيثس من معهد السلام الأوروبي، إلى جانب أندرو مارشال كبير المفاوضين في المعهد. والتقى الوفد بالحوثيين في صنعاء.
والأسبوع الماضي حذر حمزة الحوثي وهو قيادي في الجماعة وعضو المجلس السياسي لها، من انهيار اتفاق التهدئة وقال مخاطباً حلفاءهم (حزب الرئيس السابق): “منذ إعلان التهدئة وأنصار الله ملتزمون كليا، إعلاميا وعلى كل المستويات”. وأضاف مُحذّراً “بينما البعض للأسف لا مبدأ ولا عهد ولا ميثاق، اللهم فاشهد”.
ووصف نجل شقيق المخلوع، وقائد حراسته الشخصية، طارق صالح، أعمال الحوثيين بصنعاء خلال الفترة الأخيرة بالممنهجة والقذرة.
وقال “صالح” في تغريدة على تويتر: “ما حصل في وزارة الصحة في العاصمة صنعاء عمل ممنهج وقذر”، في تعليقه على اقتحام الحوثيين للوزارة واعتدائهم على وزيرها، المنتمي إلى حزبهم، محمد بن حفيظ، وطرده من مكتبه.
إلى ذلك انتقل الصراع إلى الأدوات السّياسية أيضاً، حيث بدأ الحوثيون مهاجمة الوزارات الايرادية التي يديرها حلفائهم، وفي مؤتمر صحافي في صنعاء، السبت، طالب تكتل للأحزاب الموالية لهم، بوقف ما وصفته: “العبث في المؤسسات والوزارات الإيرادية “وتحديدا في وزارتي النفط والاتصالات”، مهدداً في الوقت ذاته بتحريك الشارع إذا لم تلتزم الحكومة والمجلس السياسي بالتزاماتهما أمام الشعب. معلناً عن تنظيم ورشة عمل لمدة يومين يهدف من خلالها التكتل لتشكيل لجان لتقييم أداء حكومة الإنقاذ و”فضح أماكن الفساد للرأي العام”.
والأحزاب الموالية للحوثيين هي أحزاب تم إنشاءها بعد اجتياح الجماعة للعاصمة صنعاء 21 سبتمبر/أيلول 2014م.
وأثرت الأزمة بين الحليفين على العاصمة صنعاء، إذ تعيش توترا وحشدا غير مسبوق بين طرفي تحالف “الحوثي-صالح” بعد تنظيم حزب صالح احتفالاً في ميدان السبعين بذكرى تأسيسه الـ35، يوم 24 أغسطس/آب الماضي، وأثار المهرجان ريبة الحوثيين فدعوا إلى مهرجانات مضادة في مداخل المدينة الرئيسية في اليوم نفسه تحت شعار “التصعيد مقابل التصعيد”؛ وفي 21 سبتمبر/أيلول الماضي (ذكرى اجتياح الحوثيين صنعاء وسيطرتهم عليها) حشد الحوثيون في نفس الميدان في إبراز للقوة والشعبية.