آراء ومواقف

موسم هجاء اليمن..!

علي أحمد العمراني

قال الدكتور مارتن دوري، قبل ثلاثين عاما، وكان يدرسنا Technical Report Writing ليس هناك مثيل لجمال صنعاء وعمارتها …

قال الدكتور مارتن دوري، قبل ثلاثين عاما، وكان يدرسنا Technical Report Writing ليس هناك مثيل لجمال صنعاء وعمارتها …
وأضاف : الذي لم يعحبني فيها هو مبنى الخطوط الجوية اليمنية …!

كنت حينها شابا حديث معرفة بكل شيء، ومنبهرا ببهرج وبريق عمارات الزجاج والأسمنت المسلح، وظننته في البداية يسخر من العمارة اليمنية وعمارة صنعاء على وجه الخصوص، وموروث الحضارة اليمنية إجمالا، أمام زملائي الطلاب…!
وكنت أظن أن مبنى الخطوط اليمنية الزجاجي، أحسن ما في صنعاء ..!
فلما أصر وشرح ووضح وبين حقيقة غرامه وإعجابه ، هدأت ..!
مع الزمن يدرك المرء ، ما الذي يعنيه مثل كلام مارتن دروري وغيره كثيرون ، عن صنعاء التي حوت كل في فن، لكن هناك من لا يدرك مهما تقدم في العمر …!
في موسم هجاء اليمن والشمال على وجه الخصوص، ليس غريبا أن تسمع فجاً غليظ الحس منتشى وشامت بلحظة عابرة في تاريخ الأمم والشعوب يهجو صنعاء، ويصفها بالعجوز الشمطاء على حد تعبيره.. ويهجو فيها ومن خلالها كل اليمن.. بل يتمادى ويقول : الحضارة السبأية حضارة حبشية ..!
ما عندنا مشكلة مع إخواننا الأحباش، الذين نحترمهم ونجلهم كثيرا ، لولا أن كلامه أتى على سبيل الإنكار والإستعلاء والتحقير والعنصرية..!
يا أنت، صنعاء صنعاؤنا، وعدن عدننا وحضرموت كذلك، وتعز أيضاً وزبيد ..
لا يكتفي الجنرال بهجاء صنعاء، وإنما يروج لتفتيت اليمن، ويتكلم عن غالبية اليمينيين بسوء، مجاراة لبعض السذج والحمقى والمجانين في أيامنا ، هنا وهناك..
الغريب، ليس ما يقوله أمثال ذلك المسن الطائش، لكن الأكثر غرابة أنه لا يقدر معنى كونه يتبوأ منصبا رفيعا في دولة يجمع اليمنيون على احترامها قيادة وشعبا منذ نشوئها، ومنذ ما قبل النشوء… ولا غرابة في حبنا لها واحترامنا فهم أهلنا ومنا وإلينا منذ الأزل.. ولا نحسدهم كونهم صاروا أثرياء، ولا نتوقع إزدراءنا بسبب الفقر..
ألم يقل الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية النابه، قبل سبعة شهور ، أصلنا من اليمن، ولا بد أن ندافع عن أصلنا..!
أصمت، أو قل خيرا عن أصل العرب يا حضرة الجنرال…!

__________
*وزير الإعلام الأسبق، من صفحته على فيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى