كتابات خاصة

حبل الكذب قصير يا بحاح

باسم الحكيمي

حين يقف رئيس حكومة سابق ونائب رئيس جمهورية على مسرح عرائيسي في محاولة بائسة لتأدية رقصة بالية على أنغام الأحقاد والضغينة فهذا عنوان جديد لمستوى الاضمحلال للعقل السياسي الذي أنتج مصفوفة الأزمات المستعصية على الحل في اليمن.

حين يقف رئيس حكومة سابق ونائب رئيس جمهورية على مسرح عرائيسي في محاولة بائسة لتأدية رقصة بالية على أنغام الأحقاد والضغينة فهذا عنوان جديد لمستوى الاضمحلال للعقل السياسي الذي أنتج مصفوفة الأزمات المستعصية على الحل في اليمن.
الشارع اليمني اليوم بأمس الحاجة إلى نخبة واعية لا تراهن على مزيد من شحن الوضع المأزوم بتصدير مواقف متشنجة تستهدف رموز الدولة تحت عناوين غير وطنية.
نعم نحن بحاجة إلى الشفافية والمساءلة في إدارة موارد الدولة قلت أو كثرت لكن توظيف حاجة الشارع الغارق في الأزمات لكيل التهم وتسويق الأراجيف من باب الكيد السياسي والتلفيق والزعم أمر في غاية الغرابة حين يصدر من شخصية تقلدت أرفع المناصب في هرم السلطة ما يجعلها هي الأخرى موضع استفهامات مشروعة.
البحث عن دلالات توقيت اتهامات بحاح بنهب مئات ملايين الدولارات من عائدات نفط حضرموت اهم من موضوع التهم ذاتها!!
في بلد محدود الموارد يعيش حربا طاحنة وتتآكل بناه الاقتصادية والاجتماعية يصبح من الصعب القبول أن سلطة ما تدير شؤون البلد وهي قابضة على الجمر بإمكانها أن تتذاكى على شركائها السياسيين وداعميها الإقليميين والدوليين وتنهب مئات الملايين من الدولارات خفية في وقت تبحث عن تمويل خزانتها الفارغة لسداد رواتب الموظفين وفواتير الوقود والكهرباء الباهظة.
ربما أبدع خيال بحاح طرقا أكثر احترافية وإثارة في النيل من القيادة الشرعية وكيل تهما نجد لها مسوغا ما لكنه اليوم يبدو هزيل الفكرة فقير الخيال.
لست هنا بصدد التبرير لأي سياسات أو مواقف أو إخفاقات قد يلمسها المتتبع أو يختلف حول تقييمها المهتمون لكن ما جاء في تغريدة رئيس الحكومة السابق بحاح لا يستقيم مع الواقع الذي نعيشه.
ومن الموكد أننا لا نستطيع أن نتفهم موقف بحاح على انه صحوة متأخرة لمسؤول ارتبط اسمه بواحدة من أسوا الصفقات التي  أضرت بالاقتصاد اليمني وحرمت الخزينة العامة من مبالغ باهظة بالمليارات  حين كان وزيرا للنفط بتوقيعه على صفقة الغاز الشهيرة.

*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى