لا استطيع وصف حجم قهري وانفطار كبدي على وطني، في مواجهة حالة استلاب تحاك للهوية والتاريخ والحضارة، من مدن ومواني اقتصادية مسلوبة الإرادة، ومدن ومعالم تاريخية مدمرة و واقع عشوائي مرتهن للماضي متجاهل الهوية مرتمي في حضن الارتهان والتبعية، في مغالطة رهيبة للناس و تعطيل حاضرهم وإعاقة مستقبلهم، في تبديد الطموح والآمال والمستقبل المنشود.
لا استطيع وصف حجم قهري وانفطار كبدي على وطني، في مواجهة حالة استلاب تحاك للهوية والتاريخ والحضارة، من مدن ومواني اقتصادية مسلوبة الإرادة، ومدن ومعالم تاريخية مدمرة و واقع عشوائي مرتهن للماضي متجاهل الهوية مرتمي في حضن الارتهان والتبعية، في مغالطة رهيبة للناس و تعطيل حاضرهم وإعاقة مستقبلهم، في تبديد الطموح والآمال والمستقبل المنشود.
من هؤلاء؟! هل هم نتاج تشوهات الحرب العبثية، أم هم مرضى الماضي الغير جديرين بتجاوزه، ففقدوا هويتهم، وانسلوا باحثين عن هوية في ركام الحاضر للتواري خلفها هروبا من الحقيقة دون موجهتها.
قهري وكمدي، في غياب الوعي وخذلان المشروع، لمن يفرضون تمثيلهم لشعب مهموم متعب يبحث عن مخرج، شغوف في مسايرة ركب الحضارة والتطور والعصر، لهذا يحتشد ويهتف، وهم يستغلونه ويسوقون له الوهم في شتات الحاضر، في الارتهان واستلاب الهوية والتاريخ، وبكل بجاحة يعلنون أنهم ممثليه، متفاخرين بلباس أسيادهم الجدد، بهوية لا تشبهه، معيدين للأذهان حالة سلب الهوية للفلكلور الشعبي والثقافي والغنائي، من ينسى، ولن ننسى، وصورهم المنتشرة بتباهي كرمزية خطيرة في سلب الهوية والتاريخية والحضارة لمن لا تاريخ ولا حضارة له.
هناك فرق في أولوية البحث عن الدولة الضامنة للمواطنة والحريات، لضمان حق الجميع في العيش والتعايش الكريم، في إرساء عقد اجتماعي يحدد بدقة العلاقات وطريق المستقبل وأدوات البناء ووسائل عادلة في توزيع عادل السلطة والثروة، وبين من يبحث عن قطعة أرض ليرسي عليها أجنداته ويفرض ذاته مستبدا على الآخرين، بوطنية وتمثيل غير عادل.
وها هي النتيجة واضحة، في مليشيات لا تمثل هذا الشعب، ما يمثله جيشا وطنيا يحمي الأرض والعرض والهوية والتاريخ، يحمي الوطن بلون كل فئات الشعب وأطيافهم وأعراقهم، كل الشعب في الجنوب والشمال يرفض المليشيات بكل أشكالها، يرفض كل من يؤسس لذاته كيان استبدادي بقوة السلاح ليلغي الأخر، كل من يرفض تطبيع الحياة، ويصر على استمرار الفوضى، ليفرض كيانه مستبدا في أمر واقع يلبي قناعاته، يرفض التعايش مع المختلف والمتنوع، في عودة واضحة للماضي العفن.
الصورة واضحة، وكل يوم تزداد وضوحاً، من يطلب بناء جيش وطني ودولة ضامنة كأولوية لحماية مكاسبنا وطموحات وآمال الناس لضمان عدم ابتعادها عن الهدف لتخدم طموحات وأمال الأطماع، صار مجرم متآمر، في هجوم شرس وبجاحة للدفاع عن مشروعهم الذي يتنافى مع مشروع الناس الحقيقي.
لم نعد نحتمل أن يقتل أبنائنا بعضهم بعض من اجل مشاريع الغير وأجندات غير وطنية، لن يوحدنا غير وطن يستوعب الجميع، وطن ودولة ضامنة لحقوق وحرية وكرامة البسطاء، إجماع وطني يطهر يرفع راية الوطن خفاقة، ومشروع امة وكرامة شعب وسيادة وطن، في عقد اجتماعي ونظام سياسي، الشعب هو مصدر السلطات، تمثله قناعاته أفكاره وتوجهاته المتنوعة التي يجب أن تكون مصدر إثراء للواقع تغنيه عن الصراعات والمناكفات السلبية المدمرة.
منزعج جدا ممن يتبجح بتمثيلي، بأفكار وسلوكيات لا تمثلني، بتشوهات تمثله والذهنية المصابة، يحدثني عن الحرية والكرامة والدولة ويدغدغ مشاعري بأحلامي وطموحي، ويشوه ثورتي ثورة فجرها أبائي وأجدادي، يلعن ويشتم ويغير حقيقة التاريخ عابثا بنضال الأمة وكرامة وشجاعة وبطولة المناضلين أحياء وشهداء أبرار، ثوار سبتمبر وأكتوبر، تلك هي رداءة الواقع وهم نتائج هذه الرداءة.
منزعج من باعثي الكراهية والمناطقية والطائفية في أرواح الناس، بتحريض مريض وشحن بغيظ وعنصرية مقيتة، نتائج نتلمسها في الواقع الذي عكروه والنفوس التي شوهوها، بإهدار دماء الآخرين في ظاهرة خطيرة، التاريخ لا يرحم ولن يمروا دون حساب، سلوكيات لا يقبلها عاقل وطني غيور على أمته وهويته وتاريخه وحضارته، الله أم اشهد على قوما يشوهون التاريخ ويحرضون الناس على بعضهم البعض ويستبدلون الهوية بهواية مزورة وسلطة الأمر الواقع المرفوضة في زمن التكنولوجيا والعصر، في الديمقراطية والمواطنة.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
*المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.