لا يمكن فهم حروب الحوثي وعفاش بعيدا عن السياق التاريخي لحروب ( الجبال،المذهب) لفرض هيمنتهما على كل اليمن. فالمتامل في خارطة الصراع اليوم يجد انها ذاتها حيث كانت تجري حروب هذا الثنائي منذ مئات السنين. لا يمكن فهم حروب الحوثي وعفاش بعيدا عن السياق التاريخي لحروب ( الجبال،المذهب) لفرض هيمنتهما على كل اليمن. فالمتامل في خارطة الصراع اليوم يجد انها ذاتها حيث كانت تجري حروب هذا الثنائي منذ مئات السنين.
ومهما بدت الدوافع جديدة لحروب الحوثي وعفاش الآن، إلا أن الدافع الأعمق هو ذلك الاعتقاد المترسخ لدى سكان هذه المنطقة بالحق التاريخي في حكم اليمن الادنى غربا وشرقا وجنوبا.
يمثل الحوثي اليوم الجانب المذهبي في هذا الثنائي فيما يمثل عفاش الجانب الجغرافي منه، ولم يكن انحياز اغلبية سكان هذه المنطقة لهما والانخراط بضراوة في حروبهما على اكثر من جبهة الا استجابة لسياق تاريخي من الهيمنة.
نفي هذه الحقيقة بحجة ان الحرب الراهنة كانت قد بدات في معقل الجغرافيا والمذهب اولا، هي دليل اثبات لا نفي، حيث الخطوة الاولى كانت لتاديب المنشقين عن هذا السياق، قبل الذهاب لما هو ابعد..
مسألة الشرعية والانقلاب ليس إلا عناوين جديدة لمعركة قديمة وتاريخية. ولربما كانت ثورة العام ٢٠١١ ومخرجات الحوار الوطني لتمثل تسوية سلمية لهذه المسالة الا ان الحوثي وعفاش ابوا الا ان تسوى بذات الطريقة التي بدات بها. ويبدو ان قدر اليمنيين هو ان يخوضوا ذات المعركة التي خاضها اسلافهم ليستعيدوا ما خسروه ذات يوم..
اخطاء المرحلة الانتقالية وقيادتها الشرعية هي لا تبرر لبقاء اليمنيين تحت رحمة هذه الهيمنة لثنائي الجبال والمذهب، اما وقد فرضت عليهم الحرب فهي تعني اكثر من مسالة استعادة سلطة شرعية ورفض انقلاب، هي اكثر من ذلك بكثير..
من المؤسف الحديث عن هذه الحقيقة المرة. الا ان التشخيص الجيد هو ما يحتاجه اي مرض للشفاء منه. و هو ليس ضد ثنائي الجبل والمذهب، فالعلاج من نزعتهم الى الهيمنة هو لاجلهم ايضا، كما هو لاجل اليمن.