(انفراد) هل وسعت واشنطن عمليات مواجهة “داعش” إلى “اليمن”؟!
نهاية أغسطس/آب الماضي تحطمت طائرة مروحية أمريكية بالقرب من سواحل اليمن، وأعلنت البنتاغون أنَّ المروحية كانت قيّد التدريب لكنها أشارت في بادئ الأمر إلى أنَّ المروحية كانت ضمن عملية “العزم الصلب” التي تواجه تنظيم الدولة في العراق وسوريا. يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نهاية أغسطس/آب الماضي تحطمت طائرة مروحية أمريكية بالقرب من سواحل اليمن، وأعلنت البنتاغون أنَّ المروحية كانت قيّد التدريب لكنها أشارت في بادئ الأمر إلى أنَّ المروحية كانت ضمن عملية “العزم الصلب” التي تواجه تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
وبالرغم من أنَّ موقع وزارة الدفاع الأمريكيَّة قامت حذف ذلك البيان، إلا أنَّ مخاوف من عملية سرية في اليمن لمواجهة تنظيمي “الدولة” و”القاعدة” وفقاً لتفويض منحة البيت الأبيض لجهاز المخابرات الأمريكي CIA.
صحيفة ميدل ايست مونيتور البريطانية، نشرت تحليلاً لـ”خليل ديوان” الباحث في العلاقات الدّولية والمتخصص في شؤون اليمن، يشير إلى هذه المخاوف معتقداً أنَّ هناك مؤشرات عِدة أنَّ الولايات المتحدة قد ربما توسع تلك العملية مع المخاوف المتزايدة من خروج عناصر التنظيم باتجاه الفلبين واليمن.
وقال التحليل، الذي يترجمه “يمن مونيتور”، إنَّ مروحية “بلاك هوك” تابعة للولايات المتحدة تحطمت قبالة الساحل اليمن الجنوبي أواخر شهر أغسطس/آب الماضي، ما أسفر عن مصرع ستة ضباط من الجيش الأمريكي، وتم إنقاذ خمسة جنود من النخبة بعد حادث تحطم الطائرة، كما أفيد أن ضابطا سادسا “مفقودا” في البلد الذي مزقته الحرب. ولا يشبه هذا الحادث سقوط بلاك هوك للولايات المتحدة عام 1993 في الصومال. ما يعطي لمحةً عن تصاعد الدور الأمريكي في اليمن.
وقال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية في 30 أغسطس/آب الماضي، إن الجنود الذين كانوا على متن الطائرة كانوا يدعمون عملية “العزم الصلب”، التي تهدف لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، لكن الوزارة بعد ذلك حذفت البيان، رغم انتشاره بالنسخة الأصلية على مختلف مواقع الإنترنت.
بيان البنتاغون الذي تم حذفه
لكن البنتاغون أرسلت بياناً صحافيأً في وقت لاحق بتاريخ 31 أغسطس يقول: أعلنت وزارة الدفاع اليوم عن هوية جندي مدرج على أنه “مفقود في مكان عمل”، لكنه مجهول. جاء الإعلان عقب حادث التدريب الذي وقع يوم 25 أغسطس قبالة سواحل اليمن، حيث كان الجندي يدعم عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
وتقول الصحيفة البريطانية إنَّ من الواضح أنَّ عملية “العزم الصلب” مهمة مكرسة للقضاء على داعش في سوريا والعراق، حيث الحدود الجغرافية الواضحة. لكن ما أسباب انتقال هذه المهمة إلى اليمن؟ سأل “ميدل ايست مونيتور” مكتب الشؤون العامة الأمريكيَّة. لكنه أجاب بالنفي أنَّ يكون للتحالف الدولي الذي يواجه “داعش” عمليات في اليمن.
وتعلق الصحيفة على ذلك بالقول إنه من غير الواضح أسباب اتجاه الولايات المتحدة نحو اليمن والقيام بعملية “تدريب” في البلد الذي يشهد حربا أهلية، فمنذ مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا، يضم دولة الإمارات، لمساعدة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، على العودة إلى الحكم، وإبعاد الجماعات المسلحة عن السلطة في اليمن. دولة الإمارات العربية المتحدة هي العضو الوحيد في التحالف الذي يهاجم أهدافا لمكافحة الإرهاب ضد داعش والقاعدة في شبه الجزيرة العربية في اليمن.
وفي حالة كانت الولايات المتحدة تجري عملية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أو تنظيم داعش فلن نستطيع معرفة ذلك حتى يتم الإعلان رسمياً. ولكن هناك شيء واحد واضح، وهذا الحادث له سمات لمهمة تم توسعتها في اليمن.
هل توسعت المهمة؟!
وقالت الصحيفة، حسب ترجمة لـ”يمن مونيتور”، إنَّ من الممكن أنَّ تكون الولايات المتحدة قامت بتوسيع عملية “العزم الصلب” من العراق وسوريا إلى اليمن. وكان من الممكن أن تكون الطائرات الأمريكية تعرَّضت للاعتداء من قبل أحد الخصوم. وفي الوقت الذي تتصارع فيه معركة داعش على بلدان تعتقدها آمنه مثل اليمن والفلبين، تواجه الولايات المتحدة تحديا متزايدا بشأن الإذن القانوني لمطاردة داعش في جبهات جديدة.
تحتاج الولايات المتحدة إلى إذن قانوني دولي لمطاردة داعش على جبهات جديدة مثل اليمن والفليبين، لكن ليس لدى واشنطن غطاء قانوني لمثل هذه العمليات العسكرية. حيث يغطي الترخيص الحالي لاستخدام القوة العسكرية (AUMF)) لتراخيص 11سبتمبر/أيلول. وقد استخدمت لمطاردة القاعدة وطالبان والقوات المرتبطة بها في حرب عالمية على الإرهاب أينما وجدت القاعدة. وقد أصبح هذا الإذن القانوني قديما وعفا عليه الزمن حيث ظهرت تهديدات جديدة وناشئة في السنوات القليلة الماضية في سوريا والعراق؛ لذلك فإن الترخيص لا يشمل جماعات مثل داعش.
وفي آذار / مارس، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحولا جديدا في العمليات يسمح للجيش الأمريكي بتنفيذ القوة المميتة في مناطق معينة تعرف باسم ” ساحات القتال المؤقتة ” لمدة تصل إلى ستة أشهر. وقد مكن هذا التحول في السياسات من زيادة عدد الغارات، وغارات الطائرات بدون طيار، والعمليات الخاصة في اليمن دون موافقة الكونغرس الأمريكي.
وبالتزامن مع هذا التحول في آذار / مارس، دفعت وكالة المخابرات الأمريكية لتوسيع صلاحياتها وزادت من الضربات السرية في أفغانستان وغيرها من البلدان. مما أثار قلق البنتاغون. وكانت إدارة أوباما حَدت من استخدام غارات مكافحة الإرهاب وضربات الطائرات بدون طيار، لكن يبدو أن إدارة ترامب سعيدة بزيادتها، ويجري الضغط حاليا على البيت الأبيض بشأن هذا القرار؛ لأن التوسع في هذه السياسة يثير المخاوف من الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، لاسيما أنه بدون أي شفافية أو مساءلة، وبالتالي يشكل ذلك تطورا مهما.
ويؤدي استخدام الأسلحة والغارات الأمريكيَّة بما فيها التي تشنها الطائرات بدون طيار على البلدان الأخرى إلى انتهاك سيادة أراضي الدول، كما أن ما تفعله الولايات المتحدة لا يحظى بشرعية، لأنه يفتقر إلى المساءلة والشفافية.
واختتمت الصحيفة بالقول: إذا تم قبول اقتراح وكالة المخابرات المركزية بتوسيع العمل السري، وتم توسيع نطاق مكافحة داعش إلى اليمن، فإن ذلك يعني تفكيك القيود على استخدام القوة كما يفهمها المجتمع الدولي، وفي الوقت الذي أصبحت فيه المداهمات والطائرات بدون طيار السلاح المفضل، من المهم أن تلتزم الدول بالمبادئ التاريخية وأن تعترف بالأطر الدولية لتفادي خطر إنكار حق الإنسان الأساسي في الحياة.
المصدر الرئيس
US’ Black Hawk Down in Yemen