تأزم الوعي مستمر بل تغييب الوعي الوطني وتزييفه بكل الوسائل الظاهرة والباطنة مشروعه وغير مشروعة، حربنا اليوم بين قوى التنوير وقوى التضليل، بين قوى التغيير والثورة الشعبية، تأزم الوعي مستمر بل تغييب الوعي الوطني وتزييفه بكل الوسائل الظاهرة والباطنة مشروعه وغير مشروعة، حربنا اليوم بين قوى التنوير وقوى التضليل، بين قوى التغيير والثورة الشعبية، وبين قوى الماضي والاستبداد والتسيد، بين أبناء وأحفاد ثوار سبتمبر وأكتوبر، وبين أبناء وأحفاد الإمامة والسلاطين والأمراء، بين من يرى أن الحكم للشعب كمصدر للسلطات، وبين من يرى حق الحكم لورثة الإقطاع ومحتكري الحياة، وفق حق الهي أو طائفي موروث من الزمن الساحق والماحق، الذي ثار الشعب عليه منذ قرن من الزمن في كل المعمورة.
فهناك وعي حقيقي بطبيعة القضايا المختلفة المطروحة على ارض الواقع، وبين وعياً مُضللاً لا يدرك الأمور على حقيقتها التي تجري عليها؛ ما يجعل حكمه على مختلف القضايا والأمور التي تجري من حوله حكماً خاطئاً لا يستطيع مقاربة عين الصواب بأيّ شكلٍ من الأشكال، مستندا على مغالطات وحشوا وتحريض وتأليب، ويرتكز الوعي على الثقافة والعلم والتجربة، ومستوى التفكير والنشاط الذهني، وما أكثر العقول الكسالى، التي انطلت عليهم المغالطات وأسرتهم الصور الذهنية المخاطبة لعواطفهم بعيد عن العقل والمنطق فانقادوا بعيدا عن مصالحهم لخدمة مصالح المستبد متسيدا وارثا الأرض ومن عليها.
سبتمبر ثورة أوجدتها قناعات شعبية، لتحقيق أهداف وطنية بإرادة جماهيرية وأدوات من الوسط الشعبي البسيط، ضد التوريث للحكم والأرض ومن عليها، ضد وهم الحق الإلهي والإرث الطائفي في الحكم، ضد التخلف والجهل والمرض، ضد اسر ميزت نفسها وتسلطت وهيمنة على الأمة، ضد تقييد العقل والروح بالخرافات والخزعبلات.
ثورة اختطفها أعدائها، وحكمها من لا يؤمن بها، فأعيقت، وضلت تقاوم وتقاوم، حتى أعلن عن التوريث، والقضاء على أمل وطموح الشعب في انتصار إرادته واستكمال أهداف ثورته، فهب كبركان ليوقف هذا العبث ويحمي ثورته ويعيد لها بريقها وتحقيق أهدافها كأمله غير منقوصة، في مخرجات حوار وطني أسس نظام وقوانين ودستور يحمي ذلك، أزعج ذلك قوى أعداء الثورة ودعاة الإمامة وسلاطين وأمراء العصر ونفوذ المصالح والفساد، فتحالفوا في ثورة مضادة، للقضاء على تلك الآمال والطموحات، في حرب أحرقت الحرث والنسل وأدخلت البلد في نفق من الموت والدمار، ثورة مضادة قادها سيد طائفي عفن بأفكار متخلفة رجعية، وزعيم فاسد ملطخ بدماء الأبرياء ناهب للثروة والسلطة فخخ الوطن بصراعات دائمة وخصومات فاجرة، ومزق النسيج الاجتماعي والوطني ليبقى مستبد متسيد على القوم.
شتان بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر العظيمتين وفبراير الدرع الواقي لحمايتهما، وبين 21 من سبتمبر عار الجرعة الذي جرعنا مرارة الألم بالعودة بنا لحضن الإمامة وأعوانها من السلاطين والأمراء، لنعود لحكم التوريث، والإقطاع، لنعود لسادة وعبيد، حكام بالعرق والطائفة ورعية لا حولا لهم ولا قوة غير طاعة المستبد والمتسيد , مطأطئين رؤوسنا لا تقوم لنا قائمة.
عار في تاريخنا سلط علينا متخلفين وجهلة، متعصبين وطائفيين ومناطقيين، استولوا على السلطة بفوهة المدفع والبندقية، ونهبوا الثروة، وأحقوا لأنفسهم الجزية (الخمس) وطاعة سيدهم ومولاهم وزعيم عصابتهم وفسادهم، عار جعل أسره ومجوعة اسر طائفية تقتسم البلد لمربعات تحكم وتتحكم، تنتهك وتظلم وتعبث كما يحلو لها دون رادع لا ديني ولا وطني ولا أنساني، انتفخت كروشهم وتورمت خدودهم من الحرام وصاروا دببه جشعين نهمين على السلطة والثروة، في وطن يميزك بالعرق والطائفة يفرز المجتمع بلون البشرة والولاء والطاعة وترديد الصرخة في وجه المعارضين والرافضين لهذا التمايز والقبول بان يكونوا عبيد في عصر التكنولوجيا والاتصالات في عصر المواطنة والعدالة والمساواة، وحقوق الإنسان بل والحيوان.
اليوم تنتصر ثورة الشعب الأبي سبتمبر وأكتوبر لترتفع هامة الأمة، بدعم فبراير الثورة بتكاثف أبناء وأحفاد ثوارها العظام ومناضليها الأشاوس، وبهذا النصر سيغلق وللأبد حمامات الدم والصراعات والخصومة التي تخدم المستبد والمتسيد، وعجلة التاريخ تتقدم للأمام نحوا الحرية والمواطنة والعدالة، تنفيذ لمخرجات الحوار الوطني في الدولة الاتحادية دولة المواطنة تتحقق فيها أهداف الثورة كاملة غير منقوصة، والعودة للخلف ولذلك الماضي البائس من مستحيلات العصر والمرحلة والله في عباده شئون.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.