الاصطفاف اليوم يجب أن يكون واضحاً وجلياً.
الاصطفاف اليوم يجب أن يكون واضحاً وجلياً.
أن يكون على أساس جمهوري-إمامي.
كل أنصار الجمهورية-اليوم-يجب أن ينسوا خلافاتهم السياسية ليتوحدوا تحت يافطة 26 سبتمبر، تماماً كما تجمع كل أنصار “الولاية” و”الإمامة” تحت يافطة 21 سبتمبر.
لا يمكن إلغاء الخلافات بين الجمهوريين، لكن يمكن تأجيلها لمواجهة تحديات المرحلة.
لا داعي لمزيد من الخلاف حول من أدخل الحوثي صنعاء، بما أننا نجمع على أن الحوثي كارثة.
الكل أسهم في إدخال هذه الكارثة الاجتماعية، والكل شارك بفعل المكايدات والمماحكات غير الحميدة التي أوصلت هؤلاء إلى سواحل عدن، وبما أن الكل تسبب بالكارثة، فإن الكل اليوم مطالب بمواجهتها. وبما أن هناك إجماعاً على أن الحوثي كارثة، فإنه يصبح من قبيل التفاصيل النقاش الآن حول من تسبب بها.
ليس الوقت اليوم وقت مناكفات، الطريق واضح بالنسبة للجمهوريين، كما هو واضح بالنسبة لبقايا ظلمات العصور الوسطى.
هناك شبه إجماع على أن الحوثي مشروع إمامي بثوب جديد، وأنه لا يضمر خيراً للجمهورية، ولا يروقه سبتمبر المجيد، حتى ولو رفع علم الجمهورية الذي لم يرفعه إلا بعد أن استولى عليه، لغرض التقية وخداع اليمنيين.
ونحن في شهر سبتمبر المبارك يجب أن ننسى أننا ننتمي لأحزاب سياسية متخاصمة، أو أننا نتبع مذاهب دينية مختلفة، أن ننسى أننا مؤتمر وإصلاح وناصري وبعثي وغير ذلك، أن ننسى أننا شوافع وزيود، وأن نركز على قضية أننا جيل سبتمبر وأبناء الجمهورية التي عاد إليها الإماميون بثوب جديد ولكن أكثر قتامة.
الإمامة في نسختها الحوثية لا تنظر لنا على أساس أننا أحزاب سياسية متباينة، أو منتمين لمذاهب دينية مختلفة، بل على أساس أننا “نواصب” يرفضون حكم “الآل” الذين يرون أن الله حكمهم في رقابنا.
وبما أنهم لا يميزون بيننا، فيجب ألا نميز بين أنفسنا، وكما يريدون إعادة تاريخ العصور الوسطى، فإن علينا أن نتمسك بتاريخ اليمن الحديث، وإذا أرَّخوا لليمن بيوم قدوم الهادي إلى صعدة، فيجب أن نخلد اليوم اليمني العظيم الذي تحركت فيه الدبابة المباركة لتدك قصور الطغاة في صنعاء، في 26 سبتمبر 1962.
الإمامة في نسختها الأردأ توظف-اليوم-إمكانيات الدولة لتكريس فكرة أن ثورة سبتمبر انقلاب، وأن الزبيري والنعمان والقردعي والعواضي والثلايا متمردون خارجون على حكم أمير المؤمنين، وأن الإسلام في اليمن بعد عام 1962 هو إسلام داعش والقاعدة، وأن حسين الحوثي قرآن ناطق، وأن أخاه وسائق سيارته عبدالملك هو قرين القرآن.
هؤلاء القادمون من مجاهل التاريخ إلى بلد هو عاصمة التاريخ، يريدون أن يغيروا تاريخنا وثقافتنا وهويتنا لإنتاج جيل مدجن ينكب على ركبة “أبو جبريل”، ويقبل رأس “أبو علي”، ويتبرك بملابس “أبو الكرار”، يخدعون البسطاء بأن هدفهم تربية جيل يواجه أمريكا وإسرائيل، بينما هم-في الوقع-يعملون على إنتاج جيل يخضع لعمائم لا تستحي أن تكذب على الله أنه فضلها واصطفاها علينا جميعاً.
هل اتضحت الصورة؟