“الحرب” تنهي فصول من العادات والتقاليد اليمنية على رأسها “المدرهة” (صور)
لم تتمكن احدى المؤسسات المهتمة بالسياحة والتراث “عرش بلقيس” بالتعاون مع بيت التراث الصنعاني التابع للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية من إعادة لفت الأنظار إلى “الأرجوحة” أو ما يعرف محليا بـ”المدرهة” عبر إقامة فعالية بمدينة صنعاء القديمة، لما كانت تمثل إحدى أبرز المظاهر التقليدية المرتبطة بموسم الحج والحجيج لسكان مدينة صنعاء القديمة وهي مدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” للتراث العالمي منذ العام 1986 لانشغال الناس بالأوضاع المعيشية الصعبة.
يمن مونيتور/وحدة التقارير/خاص:
لم تتمكن احدى المؤسسات المهتمة بالسياحة والتراث “عرش بلقيس” بالتعاون مع بيت التراث الصنعاني التابع للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية من إعادة لفت الأنظار إلى “الأرجوحة” أو ما يعرف محليا بـ”المدرهة” عبر إقامة فعالية بمدينة صنعاء القديمة، لما كانت تمثل إحدى أبرز المظاهر التقليدية المرتبطة بموسم الحج والحجيج لسكان مدينة صنعاء القديمة وهي مدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” للتراث العالمي منذ العام 1986 لانشغال الناس بالأوضاع المعيشية الصعبة.
الفعالية التي حضيت بدعم لم تحضى بحضور جماهيري أو احتشاد لإحياء عادات وتقاليد كان اليمنيون يستخدمونها في موسم الحج، بالرغم من الجهود الرسمية والفردية الخجولة التي تحاول إحياءها والحفاظ عليها بعدما كانت حاضرة إلى عهد قريب في معظم منازل مدينة صنعاء القديمة.
حضور خجول
هنا في “حي القاسمي” في قلب مدينة صنعاء القديمة بدى الحضور باهتاً وخجولاً في مهرجان المدرهة التراثي السياحي الشعبي بالتعاون مع بيت التراث الصنعاني التابع للهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية (حكومية)، حيث واجهت مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث (منظمة مدنية) صعوبة في إيجاد تجمهر أو احتشاد لإحياء عادات وتقاليد كان اليمنيون يستخدمونها في موسم الحج.
وفي المهرجان الذي حضره مراسل “يمن مونيتور” تم فيه استعراض لطقوس الحج لسكان مدينة صنعاء بتسابيح الحج بأصوات المنشدين، وعروض للمدرهة الخشبية التي نصبت في المكان وتعالت معها أصوات الأناشيد والتسابيح والتأرجح في “المدرهة”.
شاب يتقمص دور حاج ضمن فعاليات المهرجان
يقول الحاج محمد القحوم (86 عاماً) رجل مسن من سكان المدينة التاريخية، لـ”يمن مونيتور”: الأوضاع الصعبة المعيشية للشعب اليمني جعلته ينصرف عن العديد من العادات والتقاليد اليمنية وفرضت عليه الواقع اهتمامات وتحديات أخرى، مضيفاً: أن نصب المدرهة (الأرجوحة) أيام زمان كان يعد أمرا شائعا في باحات منازل صنعاء القديمة.
وتابع قائلاً: لم تعد المدرهة تنصب كما كان في السابق واندثرت هذه العادات والتقاليد التي تكاد تنقرض تماما، بحاجة إلى إحياء كافة تفاصيل موروثنا الحضاري كونه عنوان ورمز للتاريخ الآباء والأجداد.
مشيراً: إلى أنه ضعف إقبال الناس عليها بسبب كثرة المشاغل وتغيير اهتمامات الناس وانشغالهم بأمور أكثر تعقيداً فرضتها النزاعات والحروب السياسية في حياتهم اليومية.
رجل مسن في المدرهة
أصوات مصاحبة للمدرهة
وعن الأناشيد والأهازيج التي تطلق في “المدراهة” يفيد علي الأكوع رئيس جمعية المنشدين اليمنيين لـ”يمن مونيتور”: نوع النشيد يعد من روائع فن النشيد الصنعاني الصادر عام 2004 ويعد أول توثيق نصي لهذا الفن أطلقه شعراء مجهولون لا يعرف تاريخ هذا النشيد ولا قائله، وإن النصوص الإنشادية تعد تراث شفهي ظل مستمر لقرون طويلة، ويقال بأن انشأت من الوجدان الشعبي عبر تراكمات طويلة ظلت قابلة للإضافة والتهذيب، وصولا إلى العصر الحديث.
ويشير الأكوع إلى أنه يضعف الاهتمام بالعادات والتقاليد في هذا الجانب قائلاً: قبل 17 سنة تقريباً في عام 2005 أقامت وزارة الثقافة في شهر يناير مهرجان لتسليط الضوء على المدرهة تم إقامته لمدة ثلاثة أيام ومن ذلك الوقت لم يتم عمل أي فعالية تذكر للمدرهة الخاصة بالحجيج اليمنيين.
المدرهة
وتعد (المدرهة) في صورتها المبسطة هي عبارة عن أرجوحة تصنع من الأخشاب القوية، ويتم ربط أعمدتها بسلاسل حديدية أو حبال قوية ومتينة ويتحرى الأهل عن أهمية توثيق أعمدتها خشية انقطاعها، لأن انقطاعها يحمل اعتقاداً ينذر بالشؤم من أن الحاج في خطر، خاصة وأن السفر للحج كان شاقا ومحفوف بالمخاطر ويستغرق أشهرا.
حيث كان هذا التقليد الشعبي في الماضي يستمر لشهور منذ خروج الحاج وحتى عودته سالما.