ما الذي يمكن للمجتمع الدولي عمله في اليمن؟ واشنطن بوست تجيب
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكيَّة، مقالاً للمدير السابق لوكالة الاستخبارات القومية مايكل ديمبسي (يناير-مارس2017)، حدد فيه كيف يمكن للمجتمع الدولي المشاركة في حل الأزمة اليمنية تلك البلاد التي تصل منه أخبار مرعبة.
يمن مونيتور/ صنعاء/ ترجمة خاصة:
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكيَّة، مقالاً للمدير السابق لوكالة الاستخبارات القومية مايكل ديمبسي (يناير-مارس2017)، حدد فيه كيف يمكن للمجتمع الدولي المشاركة في حل الأزمة اليمنية تلك البلاد التي تصل منه أخبار مرعبة.
وقال ديمبسي: “الذين يتابعون أخبار الشرق الأوسط يقولون: من المحتمل أن يسوء الوضع قبل أن يزداد سوءا، وللأسف فإن هذا يصف الصراع في اليمن فبعد ثلاث سنوات من استيلاء المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء وسنتين منذ بدء حملة تقودها السعودية لإعادة حكومة الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، لا يزال الصراع يحتدم دون نهاية في الأفق. والحقيقة تقول إنه وعلى الرغم من تقارير الأمم المتحدة تتحدث عن ما يقرب من 10،000 حالة وفاة وأكثر من 40،000 جريح منذ بدء الصراع، لم تحدث أي تحولات كبيرة في خطوط المعركة منذ ما يقرب من عام”.
وأضاف، “من الواضح أن تسوية سلمية شاملة ليست في الأفق. وحسب الدلائل، لا يعتقد الحوثيون ولا التحالف الموالي لهادي أنهم يخسرون، حتى لو أدرك كلاهما أنهما بعيدان عن الانتصار الصريح. يملك الجانبان أيضا مؤيدين خارجيين (إيران للحوثيين والسعوديين لهادي) ينظرون إلى اليمن على أنه الساحة الصفر في صراعهم الإقليمي الأكبر من أجل النفوذ. وهذا يجعل من غير المحتمل – على الرغم من التقارير الإعلامية الأخيرة التي تشير إلى اهتمام السعوديين بالسعي إلى الخروج من الصراع – أن يتخلوا عن الميدان في أي وقت قريب”.
تعقيد التوصل إلى تسوية شاملة
وأشار إلى أنَّ ما يزيد من تعقيد احتمالات التوصل الى تسوية شاملة هو القتال الداخلي الذي اندلع الأسبوع الماضي في صنعاء بين المتمردين الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وحدث تبادل لإطلاق النار بين الجانبين عندما حاول المقاتلون الحوثيون إقامة حاجز بالقرب من منزل ابن صالح، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل. وسيكون من الأصعب تحقيق السلام بين الأطراف المتحاربة إذا كان هناك قتال داخلي داخلها.
وتابع: “حتى لو لم يتمكن الصراع من حل نفسه، لا يمكن للولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن يتجاهلا حقيقة أن المخاطر الإنسانية والأمنية آخذة في الازدياد. ويحتاج أكثر من 10 ملايين شخص إلى مساعدة فورية، حيث يفتقر 17 مليون إلى الغذاء من مواطني البلد البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة.
و”إذا لم تكن هذه الحالة سيئة بما فيه الكفاية، فإن الحرب تولد سلسلة من التهديدات الأمنية الجديدة والمشؤومة للمنطقة بأسرها. وفي الشهور الأخيرة، أطلق الحوثيون سلسلة من الصواريخ على المملكة العربية السعودية، بما في ذلك الصاروخ الذي استهدفت به الجماعة منشأة نفطية مهمة. كما أن الصواريخ الحوثية والقوارب السريعة تهدد أيضا مضيق باب المندب المهم استراتيجيا إذ تمر جميع التجارة البحرية تقريبا بين أوروبا وآسيا. وفي العام الماضي بلغت قيمة التجارة وحدها نحو 700 مليار دولار”.
ما الذي يمكن للمجتمع الدولي فعله في اليمن؟
وأوضح إنه كلما طال الصراع، زاد احتمال وقوع هجوم كبير داخل المملكة العربية السعودية أو ضد القوات العسكرية الأمريكية العاملة في المنطقة. ودعونا لا ننسى الآلاف من مقاتلي تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية الذين لا شك أنهم يستخدمون الاضطرابات للتجنيد والتدريب والعمليات.
وفي وجهة نظر الكاتب الأمريكي في مقاله، الذي ترجمه “يمن مونيتور”، فالمجتمع الدولي لم يستنفد جميع خياراته. ومن الناحية الواقعية، فإن أفضل ما يمكن تحقيقه الآن هو سلسلة من حالات وقف إطلاق النار بوساطة دولية “ربما بوساطة محاور إقليمية موثوق بها مثل عمان” وتخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى البلاد. كما أن خططا لوضع ميناء الحديدة الذي تتحكم به جماعة الحوثي حاليا تحت إدارة الأمم المتحدة ستؤدي بالتأكيد إلى تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية الضرورية للبلاد.
وأضاف: “ويريد الحوثيون تأكيدات بأن مراقبة الأمم المتحدة لن توفر غطاء لعملية التحالف بقيادة السعودية للسيطرة على الميناء. ومن شأن ذلك أنَّ يوصل إلى اتفاق مماثل لإعادة فتح المطارات الرئيسية في البلاد – تسيطر السعودية على المجال الجوي فوق اليمن – ما يزيد بشكل كبير من تدفق المساعدات الغوثية إلى البلاد. وقد ينظر دبلوماسيون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضا في صياغة أساس جديد للمحادثات بين الأطراف المتحاربة. يرى الحوثيون أجزاء من قرار الأمم المتحدة رقم 2216 (الذي تم إجماعه بالإجماع في عام 2015) على أنه ليس بداية جيدة للمشاورات، خاصة المطالبات بالانسحاب من الأراضي.
أما عن الرؤية الأمريكيَّة فقال المسؤول الأمريكي السابق: أما على الصعيد الأمني، فإن صناع القرار الأمريكيين يريدون تحقيق التوازن بين استهدافهم لمقاتلي تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية (شنت الولايات المتحدة أكثر من 80 ضربة في اليمن منذ شباط / فبراير) مع مخاوف دولية مشروعة بشأن إصابات المدنيين الناجمة عن النزاع، إن الولايات المتحدة لديها مصلحة واضحة ليس فقط في دعم متطلبات المملكة المشروعة للدفاع عن النفس وفي التحقق من التدخل الإقليمي لإيران ولكن أيضا في الحد من الأضرار التي لحقت بالمدنيين والبنية التحتية على حد سواء، وفي إيجاد وسيلة دبلوماسية للخروج من الوضع الذي يمثل كارثة لشعب اليمن والمجتمع الدولي. وفي الوقت نفسه، كلما طال أمد الحرب، زادت الأضرار التي ستسببها لصورة أميركا دوليا، لأن دعمنا العسكري للحملة الجوية السعودية هو السبب في تفاقم الكابوس الإنساني في اليمن.
واختتم بالقول: “السخرية المحزنة في الصراع هي أن كل طرف من الأطراف المتحاربة يبدو أنه يعتقد أن الوقت يقف إلى جانبهم. أما فيما يتعلق بالشعب اليمني، فإن الوقت ينفذ”.
المصدر الرئيس
The news from Yemen is terrible — let’s focus on what can be achieved